جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 00:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عادت لتنتقم
بالتأكيد نكهة الثار حلوة و محررة للنفس: هكذا تقول الالمانية و اذا كان الانتقام ليس حلوا لما كانت هناك افلام (الشماتة) و (عاد لينتقم) بهذا العدد و اقول للذي يعتقد ان هناك مصالحة بعد العداوة و هناك عفو و نسيان بان حلاوة الانتقام لربما تؤجل و لكنها لاتتلاشى و من السهل دب الحياة فيها من جديد لان الجروح تترك اثارها على السطح و لا يستطيع الانسان ان يتجاهلها مهما حاول و كلما يحاول الانسان ان يتجاهلها بحكمته يفقد مصداقيته و تتدهور صحته.
قالت لي بانها لا تستطيع ان تنسى و اني اعلم ان الذكريات المؤلمة لا تنسى لانها تدخل في اعماق الذاكرة لتستقر و لا تفيد النصائح و الحكم و المنطق و العفو و العلاجات الطبية و النفسية لانها تحاول التخفيف عن الالم بالمنطق و العقل و الانسان عاطفة و احساس قبل العقل و هي تردد و تقول انا انسانة لا ترتاح الا بموت الاخر و لكن كيف تنتقم؟ قالت نعم رأيته يمشي في الشارع بالصدفة و اني اقود السيارة و قررت ان ارجع لاسحقه و جسمي كله يرجف و لكني ترددت لتستمر معاناتي الى اليوم.
بالحقيقة لا اعلم ماذا حصل لها و لكنها تقول لو تكلمت عنه لفقدت سيطرتي على نفسي و اني لم اخبر حتى والدتي به الا عندما انزلق من لساني. قلت لها: طيب اكتبي قائمة بالاسماء حسب تسلسل اسبقية الثأر و درجة الالم كما اعددت انا قائمة في الماضي و لكن مع تأجيل التنفيذ و الى اشعار اخر لخوفي ان تلاحقني ارواحهم في الدنيا و الاخرة و اني اعتقد بان الجروح لا تلتئم الا بأخذ الثأر.
قال لها الطبيب بان العلاج يكمن في تدليل عاطفتها اكثر من عقلها و هي تؤكد بان وضعها الصحي اليوم بعد تلبية طلبات جسمها و روحها قد تحسن كثيرا. لا تنسى ان العقل الذي منعها من الانتقام مرضها اليوم و الحق باخيها مرض الشيزوفرينا او انفصام الشخصية فهي تجد صعوبة في المشي و زاد وزنها بافراط و بدأت تخاف من عيون الناس التي باتت تنظر اليها باحتقار بسبب سمنها. و لكن كيف و هي تتمزق بين العاطفة و العقل؟ لا ادري هكذا قتلت انسانيتها و هي لا تزال برعم لتذبل الوردة مباشرة بعد الولادة.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟