داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 17:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أخطر ما يعوق تقدم أى مجتمع، بل يقضى على أى مجتمع بالجمود والموت والتحجّر، هو تقديس النصّ. وأنا أعنى النص على إطلاقه، النص الماركسى بنفس القدر وعلى نفس المستوى كالنص من الكتاب المفدس لهذا الدين أو ذاك. وينطبق هذا بنفس القدر على النص القانونى والنص الدستورى. حين نكفّ عن مناقشة النص أو إخضاعه للمساءلة، حين نعُدّ النص فوق المساءلة، أو حين نراه من المسَلـّمات التى لا تقبل المساءلة، لا يعود النص معنى حيّا فى عقولنا بل يصبح إطارا من مادّة جامدة، إطارا صلبا يحبس أفهامنا ويسلبها القدرة على على الانطلاق والابداع والابتكار. وحين أفول هذا لا أريد أن يؤخذ قولى على أنه مجاز لغوى، بل أريده أن بؤخذ حرفيّا.
كل نص، بما فى ذلك نصوص "قوانين" العلوم الطبيهية، كل نص، مهما بلغ من المعقولية ومن البداهة، قد جاء فى ملابيات معيّنة، داخل إطار منظومة فكريّة معيّنة، بمقوماتها واشتراطاتها ومفاهيما الخاصة، التى تشكـّلت فى حدود زمانية ومكانية محدّدة، وككل شىء محدود، ككل شىء ذى وجود يجتزيه الزمان زالمكان، فإن تلك الملابسات وتلك المنظومة الفكرية،تخ ع لتحوّل وتغيّر دائم لا يتوقف أبدا. ، وبالضرورة يفقد النص الذى أتى فى ملابسات زمانية مكانبة محدّدة مضمونه الذى أتى به أولا، وتصبح عوامل جمود وموت وفناء بدلا من أن تكون عامل إبداع وحياة. ومرّة أخرى أقول أنى فى كل هذا لا أتكلم بالمجاز اللغوى بل أتحدّث عن ضرورة ميتافيزيقية.
وإذاكنت قد تحدّثت هن النص هلى إطلاقه، حتى نص "القانون" العلمى، لقد كان غرضى إرساء المبدأ، لكنّنى معنى أوّلا وأساسا بالنص الدينى.
إن جمودنا العقائدى وتقديسنا اللاعقلانى للنص الدينى هو (لا أقول هما، فهذان فى منتهى الأمر شىء واخد) سبب تخلفنا ومنشأ كل مشاكلنا وبلاوينا.
إذ أردنا الانفلات من أسر فهمنا الجامد للدين، الذى يثضى علينا بالتخلف، غالسبيل لذلك هة إدراك تاريخية الدينأ أى إدراك أن كل دين هو انعكاس للملابسات الزمانية والمكانية لنشأته.
بغير التحرّر من عبودية النص الدينى لا تقدّم ولا حياة.
القاهرة، 12 يونية 2014
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟