عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 22:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مواجهة الحشاشين الجدد
عبدالسلام الزغيبي
الظاهر الان أن المتطرفين قد خرجوا تماما عن منهج الإسلام الصحيح، وأصبح شغلهم الشاغل إتباع هواهم المتطرف وفرض أفكارهم البعيدة عن العقيدة الإسلامية المعتدلة والمتسامحة.
وفي حقيقة الأمر أن بذرة التطرف الدينى والغلو واستخدام العنف غير المبرر ليست وليدة اللحظة الراهنة، فمن يفتش فى التاريخ يستطيع أن يدرك أن هذه البذرة تمتد جذورها عميقا ، وأنها عاشت طوال السنوات الماضية بيننا تأكل وتشرب معنا منتظرة ً اللحظة التى تخرج فيها إلى السطح لتنشر في مجتمعاتنا الخراب.
الارهابيون الجدد، يتبعون منهج واسلوب زعيمهم حسن الصباح وطائفة الحشاشين، واستراتيجيتها العسكرية القائمة على الاغتيالات التي يقوم بها «فدائيون» مرضى نفسيا أو مغرر بهم لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين ، وقد تمكنوا بالفعل من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت.
لم تتغير العقلية و لم تتبدل الأفكار ، والحضارة والقيم الانسانية والاسلامية لم تلامس حياتهم فهم دائما يريدون العودة للقديم الذي يتوهمونه ويصورونه وفق عقولهم ونفسياتهم المريضة انه حرب لأجل الحرب وقتل وسفك للدماء و تخريب و تدمير لأجل إقامة دولة الخلافة التي يتحكمون في خيراتها ويحكّمون هواهم على خلق الله ، و يوزعون صكوك الغفران على العباد ويكفرون كل من يختلف معهم ويهدرون دمه.
الارهاب يقرع ابوابنا، ويتغلغل في كل مكان في ليبيا، يستهدف رجال الجيش والشرطة والنشطاء ورجال الدين. ماذا عسانا ان نفعل لمواجهته؟ هل يمكن مقاومته فقط، بالمعرفة والثقافة والفنون والفكر المستنير؟
في اعتقادي ان الحل الأمني وحده لايستطيع مواجهة الارهاب. الشعب المتمثل في منظمات المجتمع المدني، المثقفين والمبدعين وحتى الانسان البسيط الواعي، يستطيع ان يقوم بدوره في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها البلاد، بأن يضع مصلحة ليبيا فوق كل أعتبار..
وأول اسلحة المواجهة، تكون بتحديد هوية البلد المدنية، والالتفاف حول المؤسسات الحقيقية التي تستطيع تحصين البلاد، وهي الجيش والشرطة، لانقاذ البلاد قبل فوات الاوان. بدون خوف أو تراجع عن الهدف المنشود.
والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المثقفين والمبدعين، لان رجال السياسة والعسكريين يتصرفون بحسابات مختلفة قد لا تفيد وحدها في هذه المواجهة الصعبة
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟