|
موجز تاريخ المحنة - 6 -
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 13:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
موجز تاريخ المحنة - 6 -
( 1 ) شيوخ العشائر ؟ الآن ؟؟ . في القرن الواحد والعشرين ؟؟؟ أعرف المنطق ، والمقاربة ، التي تبرّر الحديث عن دور لأبناء العشائر ، وشيوخ العشائر ، في هذا الظرف العصيب . ولكن .. مقابل ماذا ؟ ان ما ينبغي ان تُسدّدهُ " الدولة " التي تحترمُ نفسها ، و مواطنيها لـ " الشيوخ " لاحقاً ، لا طاقة لـهذا " العراق " على دفعه . الا يوجد حلّ آخر لمحن العراقيين غير مبدأ " ساندمان " البريطاني السيء الصيت ، الذي وضع اسساً للتعاون مع شيوخ بلوجستان في القرن التاسع عشر ، لنستخدمهُ كأساس للتعاطي مع اخفاقاتنا المتعددة الأبعاد .. و " الآن " تحديداً ؟؟ كلما مررنا بمحنةٍ ، عدنا الى " الأقطاع " ، في زمن " العولمة " ، لينقذنا من ورطتنا في التعامل مع " مخرجات " أوضاع داخلية ، واقليمية ، و " قاعدة مصالح " دوليّة ، يعجز " ساستنا " عن فهمها ، و التعاطي معها . إنّني أخشى ان نعود يوماً الى " العبودية " .. للتخلص من هذه القفزة الهائلة في الفراغ ، التي تعود بنا دائما .. ألف عام الى الوراء .. في سباق الأمم نحو الأمل ، والرفاه ، والضوء ، والحريّة . ( 2 )
« يستطيعُ المرءُ أن يبتسمَ ويبتسِمْ .. ويكونُ نذلاً . هكذا فى اعتقادى على الأقل ، يمكنُ أن يكون الحال .. فى الدنمارك »* ولكن .. هذه هي الموصل . هذه ليست الدنمارك .. لكي نبتسمْ .. ونبتسمْ .. ونبقى انذالاً . هذه ليست الدنمارك .. يا فيالق الأنذال التي هبطتْ علينا من السماوات .. بالمظلاّت المُرَقَطّة. هذه ليست الدنمارك .. ياجرادَ البساتين . هذه ليست الدنمارك .. يا ذبابَ القَمامةِ .. القادمِ من صحراء الروح الكبرى .
( 3 )
قاعاتُ الدرْسِ تقولُ لنا ما يحدثُ في البلَد . الطلاّبُ يُدَخِنّونَ السجائرَ ، بشراهةٍ ، في الممرّات .. وينامونَ أثناء المُحاضراتْ . الطالباتُ يشْعُرْنَ بالوحشة . قاعاتُ الدرسِ مُكتَظّةٌ دائماً ، بعيونِ الأُمّهاتِ القَلِقاتِ ، التي تُحَدِّقُ بي . و قلب المُعَلّمِ فارغ . قلبُ الأُمِّ فارغ . قلبُ الأبِ فارغ . و جميع التلاميذ الغائبينَ عن " الصَفِّ " ، إسمُهُمْ .. " موسى " .** ( 4 ) الكثيرُ من الطلبةِ " يموتون " .. و أسبابُ " الموتِ " كثيرة . هذا سيجعلُ مهنةَ التدريس .. أوطأُ أجراً بكثير ، مِنْ مهنةِ تعليمِ الناس .. " أصولَ " البُكاءِ على " الموتى " . ( 5 ) نحنُ الشبابُ ، الذينَ تقولُ الأناشيدُ : " لنا الغـدُ و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ " ، وليسَ لنا .. هذا اليومَ .. أبداً . نحنُ الشبابُ الذينَ قالتْ الأناشيدُ عن آبائِنا ، الذين كانوا شباباً ، في حروب الزمن العراقيّ التي لا تنتهي : " شـعارُنا على الزّمَـنْ عاشَ الوطنْ ، عاشَ الوطنْ ، بِعنا لـهُ يـومَ المِحَـنْ أرواحَـنـا بِـلا ثـمـنْ " . و باعوا لهُ فِعلاً أرواحَهُمْ بلا ثَمَنْ ، وتركونا ايتاماً ، حتّى وهُم بيننا . نحنُ الشبابُ .. يحِقُّ لنا الآنَ .. أنْ نُسيءَ التَصَرُفَ قليلاً . إنّهُم يقتلوننا في الشوارعِ بفظاظَةٍ ، ودون تهذيبْ ، أو يحجروننا في البيوتِ كالمجانين . اليسَ الأمرُ كذلك ؟ لذا .. سنتَسكَّعُ كثيراً . و سنَغِشُّ في الأمتحان . وسنَكْذِبُ كثيراً على الفتياتِ في الجامعة . و هُنَّ سيكْذِبْنَ علينا . ولنْ نتزوجَ أبداً .. بعضنا من بعض . سنُدَخِّنُ الكثير من السجائرِ .. في كُلّ مكان . لن نأكُلَ جيّدأ .. ولن ننامَ جيّداً . لنْ تطردوننا من المدارسِ .. ولنْ تُرَقِّنونَ " قيدنا " في الكُليّاتْ . سينتظرُ بعضُ الخرّيجينَ مِنّا " الموازنةَ " السحريّة .. ليناموا في حُضنِ الحكومة البارد . والاخرونَ سينامونَ في أحضان الأرصفةِ الدافئة .. و " بسطاتها " الحنونة . مَنْ يّسْتَخِّفُ بنا .. سنَسْتَخِّفُ به . إنّهُ عصرُ الأستهتارِ المجيد . هل لديكم أيّها " الكبار " عَرْضاً أفضلَ من هذا للعيشِ .. في هذا العراق العجيب .
( 6 )
تقول صحيفة Los Angeles Times ، بأن الأنتخابات الرئاسية المصرية تبدو وكأنها " أحتفالاتٌ بالأنتصار " ، أكثرُ مما هي " تصويتاً " . ولا أدري لماذا تبدو لي " الأنتخاباتُ " في العراق ، وكأنها كانت " تصويتاً لـ " ألأنتصار " على " الخصوم " ، أكثر مما هي " انتخابات " . لذا فأن النتائج المترتبة عليها ينبغي أن تُتَرجِمَ هذا " الأنتصار " إلى واقع على " الأرض " ، أكثر من كونها تُفضي إلى " تحالفات " مع " آخرين " ، أو " تعايشاً " مع " معارضين " .. من أجل اعمار هذه " الأرض " .. أرض بلدي .. التي يأكلها الخراب . أليسَ كذلك ؟ ( 7 ) العراقيّونَ .. الآن . العراقيّونَ .. اليومَ تحديدأً . العراقيّونَ في كلّ يومٍ .. وأبداً .. على امتداد تاريخهم المليءِ بالتماسيحِ ، التي لا تكّفُ عن الصراخ فيهم : إنّنا تماســـــيحْ .. إنّنا تماسيحْ .. وربّ الكعبـــــــة . https://www.facebook.com/photo.php?v=639991619420574&set=vb.143392379080503&type=2&theater
* [ النص " بين هلالين مزدزجين " من : وليم شكسبير : " هاملت " ]
**[ " و أصبح فؤاد أمّ موسى فارغاً " / القرآن الكريم ]
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأخير أقرار الموازنة العامة في العراق / مقاربة أخرى للسلبيات
...
-
إبنةُ العَمِّ - مارك زوكربيرغ - العزيزة
-
لحظةُ حزنٍ .. وتَمُرّ
-
موجز تاريخ المحنة - 5 -
-
بُلبُلَ الحُلْمِ .. في - نارِنْجَةِ - أيّامي .
-
اليومَ لها .. وغداً ليسّ لي .
-
موجز تاريخ المحنة - 4 -
-
مفاهيم و مصطلحات .. و رؤى وانعكاسات
-
وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن
-
أصابعها الطويلة .. التي تشبهُ الليل
-
حزب - الكَنَبَة - المصري .. وحزب - القَنَفَة - العراقي
-
بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة
-
أنت وحيدٌ .. أنتَ وحدَك
-
موجز تاريخ المحنة - 3 -
-
بس لا هذا .. الراح يصير ؟
-
سيرة ُ - الطيّبين - القُدامى .
-
أحزانُ المصادفات السعيدة
-
موجز تاريخ المحنة - 2 -
-
العراق : - هوسات - .. و إنتخابات
-
الأشياءُ تأتي وحدَها
المزيد.....
-
بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202
...
-
إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
-
ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
-
بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق
...
-
الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
-
لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال
...
-
إنقاذ الحديد الجريح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف
...
-
كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|