حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 12:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نينوى .....
الى الحبيبة التي ما فارقت يوما ذاكرتي ....الى اجمل المدن ...الى حبيبتي نينوى ...كنت اراك كطفلة تعدو
غنجا كما لو انك توا تعلمت المشي فلا تكاد تلامس قدميك الارض حتى تحلقين في السماء كالفراشات التي تعانق الزهور المتفتحة في صبح موصلي ندي ....كانت حياتي في الموصل رحلة استكشافية ...كان كل شيء فيها يدعو الى التفكر في عظمة الانسان الذي سكن هذه الارض وترك فيها اثارا خالدة وطبيعة حياة تختص بالانسان الموصلي دون غيره .......فهو ومنذ الفجر يملاء الحياة نشاطا وحيوية وعند الظهيرة يتلذذ بالتهام اطيب الطعام ليغدو في المسا ...انسان مرح يحب اللعب والرهان وتحقيق الفوز على ربعه فهو يمط جسده على طول النسمات العذبة الباردة التي تلامس روحه ...
الى الحبيبة ... التي لا زال عبق ربيعها الجميل يحاكي ذكرى تلك الايام التي مضت عذبة تتغنج دلالا ملفوفة بطابع خاص وتقاليد وعادات تتفرد فيها الموصل دون غيرها من المدن الكبيرة .... هناك قد عرفت الحب لاول مرة ...وفي العوجاية كنا نختفي عن عيون الاخرين وكثيرا ما دخلنا عوجاية مغلقة فنعود نضحك لنسأل وي صوب صارت السرجخانة .....ليدلنا الرجل المسن الجالس على دكة باب داره بوجل السنين التي يحملها على كتفيه الى الجهة التي تخرجنا ...لنمضي شاكرين له ....الى الشارع الرئيس الذي يظطرنا الى الابتعاد عن البعض لكي لا يشعر الناس اننا معا ... فكانت الرسائل تنتقل بيننا بالعيون .....لكني كنت ابطيء الخطى حينما اقترب من احد المطاعم ...فالراحة والنكهة ترفعني من الارض لاقف املاء جوفي بالروائح الساحرة التي عشقتها من الطاوة الى القلية الى قوزي الشام الى البرتة بلاو الى الكيبايات الى باجة الديري .....كأنها لحظات وليست سنين ...لكنها تنشب بالروح سحرها وتغمد في القلب محبتها وعشقها ....فمنذ عام 1970 عشقت ارضها وربيعيها الساحرين .....لاستمع عام 2014 وفي يوم 10/6 الى من يقول ان الموصل سقطت كليا بيد داعش .....؟ أي هذيان هذا الذي نسمعه واي دولة جلبت لنا ديمقراطية الامريكان ...حتى....تسقط مدينة هي ثاني اكبر مدن العراق بهذه السهولة التي تستخف بكل ما هو مقدس ....فهل يدرك العراقيين الى أي مصير يذهبون والى أي حضيض ينزلقون ...... لا حل لنا الا بالانقلاب على كل العملية السياسية من قبل الكيانات التي تدعي الوطنية وان تبدأ بإيقاف العمل بالدستور الذي هو السبب الرئيسي فيما وصل اليه العراق ...والا فاليبكي العراقييون على دولة ضاعت اسمها العراق.....؟؟؟
لا ابرىء احدا ... الكل مسئولين عما حصل والكل يجب ان يحاسبوا حسابا عسيرا ...لا استثني احدا من هذه الدولة العاهرة التي فرطت بأعز مدنها .......... وبأعز ابنائها ....... ؟؟؟؟؟
حامد الزبيدي
11/6/2014
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟