استباق كشف سرقات إدارة الائتلاف والحكومة المؤقتة : الإعلام المأجور يروج المكرمات

سفيان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استباق كشف سرقات إدارة الائتلاف والحكومة المؤقتة : الإعلام المأجور يروج المكرمات
عندما يتم حشر أي فاسد أو مجرم في مواقف تدين أفعاله وسلوكياته يلجأ الى من يدافع عنه، ويروج له بطولات وفضائل ومكرمات لحرف النظر عن واقعه الفاسد .
لقد اعتاد السوريون خلال 50 عاما على استخدام الإعلام الرخيص المأجور لتبييض سواد ممارسات الفساد والجريمة بحق المجتمع والوطن والدولة والشعب ، لكن مع اندلاع الثورة السورية اعتقد الشعب السوري الثائر أن دور الإعلام المؤيد للثورة سيتغّير وينحو باتجاه الدور الحقيقي للإعلام المهني الذي يحمل الضمير والحس الانساني ، لكن للأسف وجد الشعب السوري الثائر أن الإعلام المؤيد للثورة لا يختلف عن إعلام النظام سوى بأسماء الأشخاص الذين كانوا اتباع النظام ومن صناعته وتربّوا في مدرسته وروّجوا لمآثره وأمجاده وتحولوا بعد اندلاع الثورة ضده ركوبا لموجة جديدة والحصول على مزايا ومكاسب بالدولار التي لم يعد النظام يقدمها لهم.
أصبح جليا أن إدارة الإئتلاف والحكومة المؤقتة وملحقاتها / اوحم فاسدة حتى العظم وهي تسرق كل شيء ( الأموال والمساعدات الغذائية والعينية والأدوات والمواد وغيرها ) ، وتبيعها عبر وسطاء في الأسواق السورية والدول المجاورة لجني أقصى الأرباح التي تصب في جيوبها على حساب دم الشعب السوري ومعاناته . ويعرف كل من يتابع إدارة (اوحم) أن رواتب أعضائه لا تقل عن 10 آلاف دولار شهريا لكل منهم وهم الذين كان راتبهم 200 دولار حين كانوا في خدمة نظام الأسد وأجهزة مخابراته ،وتلك الرواتب تزيد عن راتب السيد اردوغان ورئيس الصين والجزائر ومصر بمرتين وراتب كل محاسب في (اوحم ) يزيد عن راتب أكبر موظف في تركيا مرتين وراتب الموظف الصغير في ( اوحم ) يزيد عن راتب أكبر أستاذ جامعي في تركيا حيث يسكن عناصر (اوحم )، إضافة إلى التعويضات التي يحصلون عليها وتزيد عن الراتب الشهري!!!
الأخطر في الأمر أن الرواتب المخصصة للداخل ( الموظفين والثوار وغيرهم ) وهمية لا تصرف لأصحابها الحقيقيين بل هناك لائحتان تعتمدهما إدارة (اوحم )على طريقة تجار سوريا في نظام الأسد : اللائحة الأولى مزورة وهمية تظهر أسماء وتواقيع مزورة وأجور مدفوعة نظريا وتحفظ في سجلات (اوحم ) المزورة ، والأخرى لائحة فعلية بتصرف أعضاء الائتلاف ووزراء الحكومة المؤقتة ورؤساء الهيئات وغيرها لا يعرفها سوى هؤلاء اللصوص بالتعاون مع أزلامهم الذين ينفّذون تعليماتهم بسرقة الرواتب والأموال . وينطبق الأمر ذاته على كافة الأموال المخصصة لنفقات الثورة إذ لا يتم دفعها لمستحقيها وفق البنود المالية بل يتم تصنيع جداول وهمية مزورة يعدها المستشارون في إدارة (اوحم ) الفاسدون والمحاسبون لديهم ويتم تقاسمها مع المسؤولين حسب مستوى كل منهم في إدارة (اوحم ) وتعلن تلك الإدارة الفاسدة أنها تخصص الأموال وترسلها لمؤسسات الثورة في الداخل لكن لا يرسل سوى القليل وما يعلنه كل يوم الثوار والموظفين في الداخل يؤكّد ذلك والمظاهرات على عدم تلقي الرواتب تثبت ما نذكره بحق إدارة (اوحم) الفاسدة . هذا الوضع الكارثي دفع سفير الولايات المتحدة بسوريا ليقول لوفد (اوحم) الذي زار امريكا برحلة سياحية لمدة 10 أيام : نعرف أنكم أصبحتم من أصحاب ملايين الدولارات وليس لكم موقع في الداخل السوري ، لم يرد أحد لأنهم مدانون بسرقاتهم .
والأغرب كذلك ،ما أعلنته سهير الأتاسي منذ يومين بمقابلة مع وسيلة إعلامية بأنها عزلت من رئاسة وحدة تنسيق الدعم بموجب توصية من لجنة رقابية أظهرت الفساد في تلك الوحدة برئاستها وبررت قولها بسخافة مفضوحة بأنها لم تكن تعرف أين تصرف أموال الوحدة وكيف ولمن ولماذا ؟؟؟ وكأنها كانت تعيش في عرس شعبي لمدة سنوات الثورة السورية توزع الأموال المخصصة للشعب المنكوب شوباش على أوباش الوحدة ومرتزقتها ؟؟؟
إنها المأساة أيها الأخوة الثوار والناشطون والشعب الثائر ، لقد تولى إدارة ثورتكم في الخارج لصوص بتوصيف قادة العالم كله قبل العارفين بالأمر من الشعب السوري،إنهم بؤس الثورة ...
للهروب من تلك الفضائح ، شرعت إدارة (اوحم ) منذ أيام ( بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة !!!)، بتكليف المواقع الإعلامية والإعلاميين الرخيصين المأجورين والقنوات الفضائية التهويشية ، للترويج للمكرمات والأموال التي تقدمها إدارة (اوحم ) كمخصصات للثوار والمجالس المحلية والجيش الحر وعناصره وضباط الشرطة وافرادها وغير ذلك بمئات ألوف الدولارات ، مع معرفة الجميع بأن هؤلاء الإعلاميون شركاء إدارة (اوحم ) في الفساد الممنهج وباعوا ضميرهم ووجدانهم ومهنيتهم لشياطين اوحم مقابل حفنة من الدولارات والمزايا الرخيصة !!!
سيستمر هذا الوضع طالما بقي هؤلاء اللصوص الخونة في واجهة الثورة السورية وفي إدارتها الذين أسماهم عضو مجلس الشيوخ الأمريكي منذ أيام وزارة خارجية الثورة بكل ما تحمل وزارة الخارجية من مزايا ووجاهات تافهة لا علاقة لهم بالداخل ومآىسيه .
أخيرا، الأخوة الثوار والناشطون والشعب الثائر،أقدم لكم مقترحا كي يتم فرضه على إدارة (اوحم ) الحالية الفاسدة فورا،لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،بتشكيل فريق خبرة وطني مستقل عالي التأهيل والتخصص (لا يتضمن أحدا من إدارة اوحم الحالية )، والمقترحات هي :
1- بناء مؤسسات الثورة السورية بكافة مكوناتها وفق الأسس العلمية للتنظيم الإداري( إلغاء ما يسمى مؤسسات كرتونية أعدها موظفون صغار وغير مختصين) بإشراف خبراء مختصين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وباعتماد المراكز الاستشارية المتخصصة الدولية والوطنية المشهورة .
2- إجراء تدقيق إداري / قانوني / مالي / محاسبي على كافة إدارات (اوحم )وملحقاتها منذ تأسيسها حتى اليوم ،وكشف مرتكبي المخالفات والسارقين وفضحهم ومحاسبتهم واسترجاع الأموال المسروقة استنادا لأحكام القوانين الدولية وبمساعدة الانتربول الدولي .
3- إعادة النظر في كافة الموارد البشرية التي تم توظيفها سابقا في إدارة (اوحم )، ودراسة وضعها ، وتقييم أهليتها وأدائها ووضع معايير التوظيف مستقبلا من قبل مختصين وفق أسس إدارة الموارد البشرية المتبعة دوليا .
4- وضع سلم للأجور والرواتب فورا وفق ميزان تكاليف المعيشة / الأجور في أي مكان تتواجد فيه إدارة الثورة السورية ، وبحيث لا يتم صرف أي مبلغ زيادة عن السلم ، وبإشراف مختصين وباعتماد مكاتب استشارية دولية ووطنية متخصصة ونزيهة .
5- إعادة النظر بكافة الأجهزة الاعلامية وعناصرها المموّلة ظاهريا أو خفية من أجهزة (اوحم) استنادا إلى مدى مهنيتها وصدقيتها وأهليتها ،وبإشراف مختصين مهنيين بالإعلام مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والمصداقية والوطنية عبر تاريخهم المهني .
أقول بصراحة ، تم تقديم تلك المقترحات إلى إدارة (اوحم ) الحالية الفاسدة ، لكنها رفضت المقترحات رفضا قطعيا !!! أتعرفون لماذا ؟ لأن تلك الإدارة الفاسدة تدرك بقناعة تامة أنها ستعزل وستحاسب على فسادها بحكم الأنظمة والقوانين التي ستحكم الثورة السورية مستقبلا !!!
هذه المقترحات والمعطيات برسم الثوار والناشطين والشعب الثائر ...
سفيان الحمامي

#سفيان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات