أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - حوار مع الشاعر والناقد شريف رزق















المزيد.....


حوار مع الشاعر والناقد شريف رزق


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


حوار مع الشاعر و الناقد المصري شريف رزق

شريف رزق شاعر وناقد مثابر يعمل فى تفانى وإخلاص قل أن نجده مثيل له, قدم تجربة شعرية شديدة التميز بدأها بعزلة الأنقاض– مطبوعات إيقاعات- عام 1994ثم .
2- لا تطفئ العتمة– سلسلة أصوات أدبية – الهيئة العامة لقصور الثقافة– عام 1996 .
3- مجرة النهايات– إصدار خاص– عام 1999 .
4- الجثة الأولى– الهيئة العامة لقصور الثقافة– عام 2001 .
5- حيوات مفقودة.
ثم عكف على تتبع قصيدة النثر المصرية تاريخيا حتى المشهد الحالي بموضوعية ونزاهة واستقصاء عنيد حتى أنجز مهمته من خلال ثلاث كتب :
1- شعر النثر العربي في القرن العشرين– دار أرابيسك وملتقى قصيدة النثر – عام 2010.
2- قصيدة النثر – مركز الحضارة العربية - عام 2010.
3- آفاق الشعرية العربية الجديدة في قصيدة النثر – مركز الحضارة العربية - عام 2011.
مركز الحضارة العربية– عام 2003 .
حتى نضع الأمور فى نصابها, هذا الحوار تم أجراؤه بعد ثورة 25 يناير بفترة قصيرة, وفضلت ان يظل كما هو دون مراجعات .
- كيف يروي لنا الناقد شريف رزق تجربته مع الثورة
- سمعت مثل غيري من المصريين الدعوات لإسقاط نظام الاستبداد والظلم , نظام حسنى مبارك فخرجت للتضامن مع الشباب فى دعوتهم , مع إنني فى الحقيقة لم أكن أتصور فى يوم من الأيام أن يسقط هذا النظام المجرم ,أن يستسلم أمام جموع الشعب ولكن فعلها المصريين , وكانت فرحتنا مذهلها خاصة فى يوم سقوطه واستسلامه وأستمر كفاح المصريين لاستكمال الثورة وبناء نظام سياسي مدنى محترم , يحقق العدالة والديمقراطية والحرية للمصريين
- كيف ترى المشهد الشعري المصري الراهن , في ظل الثورة المصرية الجديدة ؟
, وهل ترى أن المشهد الإبداعي سيظل كما هو , لأن الإبداع لا يتأثر بالأحداث السياسية المباشرة عليه ؟

- المشهد الشعري المصري الراهن , بعد ( الثورة ) كما هو قبلها , ومن السابق للأوان رصد تحولات فنية فارقة بين مرحلتين , نحن الآن علي الأعراف بين مرحلتين : سقط نظام , ولم يقم - بعد – نظام ( آخر ) , لم يحدث أي تغيير حقيقي , في النظام , سوى إزاحة مجموعة مبارك , أما النظام نفسه فلم يتغير , الثورة ليست ممثلةًَََ ً, على الإطلاق , في المشهد الراهن , فمنْ المجلس العسكري – الذي حولها إلى إنقلاب عسكري , إلى الإخوان المسلمين والسلفيين – الذين تدهورت الامور على أيديهم أكثر – أصبح خراب المشهد لا يخفى على أحد , كما كشفت الثورة عن أسوأمافي المصريين ,كما أن مايحدث الآن لا علاقة له بالثورة ,حتى المليونيات الحالية غير مليونيات بداية الثورة , فقد سرقت الثورة بالكامل , ويتنازع عليها حالياً مجموعة اللصوص والقتلة والانتهازيون , قيل أن آل مبارك كانوا ينهبون البلد , فلماذا انهار الوضع أكثر بعد عام ونصف على انهيار نظام مبارك ؟ , إن بقاء العسكر أو صعود الإخوان , إلى الحكم لهو كارثة أخري , تتجاوز كارثة المرحلة المباركية , وسيكون علينا أن نقطع شوطاً طويلاً , جديداً ,مريراً من النضال , للتخلص من السرطان الجديد ...
- ولكن هذه التحولات ألن تغير جمالياً من مفهوم الكتابة
إذا كانت التحولات المجتمعية الكبري , تقودُ – لا محالة – إلى تحوّلاتٍ جماليةٍ , فإنٌ هذه التحوّلات الأخيرة , لم تحدث – بكل تأكيد – بعد , لانٌ التحوّلات المجتمعية لم تكتمل بعد’, وتسّّّّّّرع البعض لاستباق هذه التحوّلات ليس له أي قيمة , بل هو انتهازية , لا تختلف عن انتهازية الإخوان والسّلفيين وفلول النظام السابق ..
وعلى كثرة ماظهر من نتاج أدبي , يواكب الثّورة , قد غلبت عليه الحماسة , فإنه لا يمثّل هذه المرحلة ( إبداعياً ) على أي نحو من الأنحاء , ويفضحه أمران : انتكاسة الثورة , وتهافته الجمالي ! , وهو في مجمله هشّ جمالياً ,أو رجعّي فنياًّ , السَّمة العامة , في هذا النتاج , هي الطابع الإحتفالي ّ السّريع
- كيف تنظر الى ألاشعار الذي تولدت من رحم الثورة
, إنّ متابعة الهرولة – المبالغ فيها – لكتابة أشعار عن ثورة 25 يناير يكشف – بشكلٍ عام , أنها أشعار تحمل في أبدانها كل أمراض الشّعرية السّتينية الثّائرة : الخطابية والمباشرة والتقريرية والنّثرية , بل هىَ ترتدّ إلى ما قبل ذلك , حيث كان الشّعر ديوان العرب , أي حامل أخبارهم , وبقياس هذه التجارب على مثيلاتها , منذ السّتينيات, سترجح - بسرعة - كفّة أمل دنقل ومحمود درويش وتوفيق زياّد وسميح القاسم ومظفّر النّواب وأحمد مطر وسواهم : إنّ القيمة الوحيدة لهذا الشّعر الراهن , قيمة’ صحافية , تاريخية, ترتبط بأهمية الحدث , لكنّها – فى ذاتها – ليست مهّمة , إنّ النوايا , فيها , أعلى من الإنجازات , والحماسة’ – التي لم ينج’ منها أكثر العقلاء – زائفة ولا ينفصل هذا الأداء عن أدوار الأحزاب الانتهازية , والسّلفيين المهرولين من جحورهم , وأعجب كثيراً : كيف يكتب أحمد عبد المعطي حجازي وعبد الرحمن الأبنودي الدواوين فى تمجيد الثورة على نظام مبارك ؟ وكيف يظهر جابر عصفور بين الحين والآخر؟ وكيف يتحدّث صلاح عيسي بالحماسة ذاتها ؟ ..وقد أعقبت الحالة الجديدة , بعد 25 يناير 2011 , انتفاضة المثقفين , كغيرهم , لإحداث تحوّلات حقيقية , في المشهد الثّقافي , وكان من أبرزها : المطالبة بتغيير السياسات الثّقافية والرّموز السّابقة , والإعلان عن نشأة كيان نقابّي بديل عن اتحاد الكتّاب , وائتلافات متعددة للمثقفين المستقلين , غير أن ثورة المثّقفين المستقلّين قد بدأت قبل ذلك بكثير, ففي بداية التسعينّيات توالت انفجارات’ ثقافية , تمثّلتْ - في البداية – في إصدار مجلّات أدبية خاصة , ترفض الثّقافة الرسمية الخربة , المدعومة بآليات الدولة البوليسيّة وعملائها , كما تمثَّلتْ في انتشار دور النشر الخاصة , التي تقَّدم ثقافةً أخرى , تواجه الثقافة الرسمية , ثم تمثَّلتْ , منذ سنوات قلائل , في انعقاد ملتقى قصيدة النثّر , ككيانٍ شعريّ مختلفٍ , وبديلٍ , يواجه مؤسّسة الدولة الشَّعرية المتمثَّلة في لجنة الشَّعر, وتمثَّلتْ في ظهور صيحات المطالبة بإقالة وزير الثّقافة فاروق حسني , ومحاكمته , وحلّ لجنة الشّعر ..
- فى ديوانك ( حيوات مفقودة ) , تحديداً , يبدو اهتمامَ واضحٌ بالشّكل والأبعاد البصرية فما المبّرر – من وجهة نظرك – لهذا الاهتمام بالشكل , في هذا العمل الشّعري , وغيره , لديك , خاصة أن البعض نظر بسلبيةٍ لتجربة السّبعينيات الشّعرية , التي اقترحت كثيراً من الأشكال التي لم تضُف كثيراً للحداثة الشّعرية ..؟
- المبَّرر الأساسّي لهذا الاهتمام بالشكل , هو أنني تجاوزت شكل القصيدة إلي بناء النّص الشّعريّ الجامع , تجد ذلك في مختلف أعمالي الشّعرية , وهو ما أتاح لي الانفتاح على أصواتٍ متعدّدة وعوالم متداخلة , منها اللغوي , ومنها غير اللغوي , وبالتالي تعدّدت أشكال الكتابة الشّعرية , وتعّدد – بالتالي – حضورها البَصَرىّ , وتجاور الإيقاع الصّوتي مع الإيقاع البَصَري , كما تجاورت الصّورة اللغوية مع الصورة البصرية , وتجاورت الأشكال الشّعرية المختلفة والأشكال غير اللغوية , كالخطوط والمربّعات , وظهر توزيع أشكال الكتابة , في فضاء الصّفحة ,في أبنية خٍاصة , دالةٍ , تُجسَّدُ حضور أصواتٍ شعريةٍ متجاورةٍ , في اللحظة الشَّعرية نفسها لتصنع بوليفونيةً شعريةً خاصة . إن شكل النّصّ هو حضوره الفيزيقّي الممّيز له ,وهو , عندي , منذ ( عُزلة الأنقاض ) : 1994 , يرتبط بحركة النّصّ الداخلية , وبمستويات بنائية , تخص التجربة وحدها . وبالطّبع هناك شعراء سبقوني – ببضع سنوات ٍ – اهتموا بالشّكل , ومنهم : رفعت سلاّم , ومحمد بنّيس , أما لدى رفعت رفعت سلام – مثلاً - فإن الشّكل واحدُ , وما داخله من آليات وإجراءاتٍ ظلت واحدةٍ , بدايةً من " إشراقات رفعت سلاّم " , ونهاية بـ
" كأنّها نهاية الأرض " أما بنيس ,فإن اهتمامه بالشّكل لا يرتبط بجوهر التًّجربة , فالتًّجربة –" في ورقة البهاء " مثلاَ – تتدفّق تدفّقاً كاملاً , أما شكلها ,فإن الشاعر هو الذي يُوّزعه , في أشكال ٍ هندسة ٍ أفقية ٍ ورأسية , أما عن رفض البعض لهذه الأشكال , التي لم تُضف كثيراً لدى بعض شعراء السبعينيات , فإن هذا عائد إلى هؤلاء الشّعراء أنفسهم , وليس إلي هذه الأشكال , إنّ مشكلتهم الأكبر كانت في تغلُّب الدافع الشكلاني المحض وذهنية المجاز , وخلو أغلب نصوصهم من تجارب حقيقية , ولهذا فقد ولدت ميتة , لا روح فيها , ولا نبض , ولا توهّج , وهو ما يذكّرنا بقول ستيفن سنبدر ( 1909 – 1995 ) :" يجب أن تتوفّر لدى الشاعر قبل أيّ اعتبار آخر , الشجاعة الكافية للمحافظة علي وجوده الذاتيّ "

- هل تتَّفق معي على أنّ العالم الصُّّوفيًّ هو الجوهر الفاعل في شعر شريف رزق ؟

- الجوهر الصّوفي , بشكلٍ عامٍ , وحرائق التّجربة الصّوفية , جزء أساسيًّ من مكونات الرؤيا الشّعرية لديَّ , وعموماً , فعلى مدار التّاريخ الشًّعري , كان ثمّة اهتمام بالجزئي أو بالكُليّ , وليس لهذا أو ذاك , قيمةُ في حدّ ذاته , وفي الغالب يُلاحَظ أن أغلب من اهتموا بالرؤى الكُلية , درسوا الفلسفة والتصّوف الإسلامي , ومن الثَّابت أن الإبداع الصَّوفيَّ الحقَّ يُمثَّلُ أدباً خاصَّا ’ وموازياً للأدب الرسميّ , عبر العصور , المهم أن يكون لدى الشاعر الذي يلج هذا المشهد , ويعتمد آلياته الإبداعية , الشّجاعَة أن يكون ذاته , وألا تتماهى حقيقتهُ الإنسانية الخاصة في غيره , غير أنك لابد أن تلاحظ اهتمامي بالشَّخصي , والمعيشي , كذلك , واهتمامي – على مستوى الإجراء - بالأداء السّرياليّ الخلاّق - الذي قد يتجاور مع الشّطح الصّوفى - وبتشكيلاتِ السّرد الشّعريّ .

- التفَّتَ للتَّأريخ لقصيدة النَّثر المصرية والعربية مبكراً , وقَّدمت للمكتبة العربية الكثير من الكتب التي أصحبت مرجعاً لكثيرٍ من الدراسات , ما الدوافع التي . جعلتك تُراهن علي قصيدة النّثر ؟
- في أواخر الثمانينيات وصل الخطابُ الشَّعريُّ في مصر إلى أقصى استحكاماته اللغوية والمجازية , في الوقت الذي حدثت فيه تحوُّلاتَُ دولية وعربية مُتزامنة , عميقة , بدأت بانهيار الكتلة السُّوفيتية الضُّخمة , وانهيار حائط برلين , وبداية الهيمنة الأمريكية على المنطقة , في أعقاب غزو العراق الكويت , وانتشار شعارات الهيمنة : " العولمة " , " نهاية التاريخ " , " الكوكبية " , ممّا كان له أشدّ التَّهديد على الخصوصية الإنسانية , والملامح المحلية البسيطة .
وفي هذه الظّروف ثمّ استعادة شكل القصيد النَّثريَّ , في مصر , بآلياتٍ جديدةٍ , تُركّز على الشخصي , والجزئي , والمعيشي , وما حدث في مصر حدث في غيرها من بقاع الخريطة الشِّعرية العربية , ورغم الملامح الجديدة لهذا القصيد فإنَّ المعيار النظريَّ ظلِّ مرتبطاً بمقولات سوزان برنار , في أطروحتها عن قصيدة النثّر الفرنسية , إما استناداً إلي برنار , أو نَقَلتها إلى المشهد الشعري العربيَّ , أدونيس وأنسي الحاج . كان التأكيد المتكرر على أن هذه القصيدة جديدة تماماً , وأحياناً على إنها التطور الطبيعيَّ , لتحولات الحداثة الشَّعرية , بما يعني أنها إفراز لقصيدة الوزن الجديدة . وكان لابدَّ من العودة إلى أصولها الأولى , التي توالتْ , في حلقات مختلفة الحساسية , منذ بداية القرن الماضي , وأنجزتُ في ذلك عدة كتب , تكشف عن شعرية هذا المشروع في كتب منجزة لدى , وأخرى شرعتُ فيها .

- هل تتفق معي على أن قصيدة النثر الراهنة لا تدين بالمطلق في مرجعيتها للرعيل الأول من المؤسسين , الذين قدموا تجارب حداثية , وقيمتهم تظل تاريخية , دون فاعلية تذكر في المشهد الشعري الحالي ؟
- يصح أن تقول هذا على شتى الشعريات , ففي الشعرية الأنجلو أمريكية لا تستطيع أن تربط قصيدة النثر الراهنة , بما أنجزه والت وايتمان في منتصف القرن التاسع عشر , ربطاً تاماَ , كذلك في الشعرية الفرنسية لن تجد ربطاً مباشراً بين ما ينجز حاليّاً وما أنجزه شارل بودلير في أواخر القرن التاسع عشر , قد تستطيع أن تربط جماليات شعراء المرحلة التاريخية الواحدة أكثر من قياس حلقة تاريخية علي غيرها , أي أفقيا لا رأسيا. إن الحلقات توالت وقاد بعضها إلي بعض , وتباينت فيما بينها , بينما انسجمت كل حلقة مع مثيلتها الغربية , فعلى سبيل المثال ارتبطت الشعرية النثرية العربية الأولى , بالشعرية الأنجلو أمريكية , حين أنجز أمين الريحاني وجبران خليل جبران علي مقربةٍ تاريخية ومكانية من والت وايتمان , مؤسس الشعر الحر Free verse , كما أنجز شعراء السريالية المصريين , في أواخر الثلاثينيات , وعلي مدار الأربعينيات , مُتزامنين مع الحدث السريالي المركزيّ في فرنسا , كما أنجز شعراء مجلة " شعر" اللبنانية في ستينيات القرن الماضي نصوصهم الشَّعر نثرية استناداً علي مرجعية فرنسية , كما لدي أدونيس وأنسى الحاج وشوقي أبي شقرا , أو أنجلو سكسونية ’ كما لدي توفيق صايغ وإبراهيم شكر الله وجبرا إبراهيم جبرا , إن قياس أدونيس علي سان جون بيرس جائز , غير أن قياس بسام حجار على جبران خليل جبران ’ غير جائز .

- كيف تري المشهد النقدي الراهن ؟

- أراه خالياً تماماً من أي دور لـ ( الكبار) , وأرى أن خلاصه من مأزقه الراهن , أن يتحرر من آلياته التي لم تعد مقبولةً , وأن يقترب أكثر من الحالة الإبداعية الجديدة , بأداءٍ يُلائمها , وأن يُصبح تأملاً حقيقياً في آليات الإبداع , وأن يتحرر من مقولاتٍ وإجراءاتٍ فقدت مصداقيتها حالياً , المشهد النقدي الراهن يرهص بتحول ما , ولكنه لا يزال خالياً , ولا يناظر المشهد الشعري أو المشهد السردي .

- وكيف ترى القتال باسم قصيدة النثر؟
أري البعض ليس لهم في الشعر إلا البحث عن أدوار , وهم يفعلون هذا بكل إخلاصٍ , أما رصيدهم الفعلي فمن الهجوم علي غيرهم , لا من إنجازهم . وأحمد الله , أنني لم أتورط في الانقلاب علي زملاء كما حدث من زملائي ممن كانوا معي في اللجنة التحضيرية لملتقي قصيدة النثر ..
وكيف ترى المغامرة الشعرية لشعراء التسعينيات الآن ؟
- أراها بلا أي تأثير حالياً , بل هي تحاول التواجد في ( العصر الشعري ) الجديد دون إنجاز متحقق , والواقع أن هذه التجربة لم تترك تراثا شعريا كبيرا , إنجازها الحقيقي هو تبنيها قضية تثوير الخطاب الشعري , لكن شعراء السبعينيات في مصر , ظاهرة سياسية أكثر من كونها ظاهرة شعرية , هي – حتى الآن - لم تقدم تجربة كبيرة , أو تجربة خاصة , شعراء السبعينيات في لبنان أكثر تطورا منهم , لكنهم تطوروا بتأثير الشعرية الفرنسية الجديدة , كما قد تطور – من قبل – شعراء الستينيات هناك بالشعرية الفرنسية المتزامنة معهم , غير أن مشهد قصيدة النثر العربية الحالي يكشف عن استقلالها عن المرجعيات المختلفة وعربيتها ومصريتها وآلياتها ووعيها ..

- كيف تقيم المشهد الثقافي منذ عهد الوزير السابق فاروق حسني حتى الآن ؟ وهل بوجهة نظرك تأمل الكثير من الوزير الحالي ؟

- هو مشهد لا يزال يمتلئ بالفساد , وكنت قد رفضت الكثير من السياسات الثقافية , في عهد فاروق حسني , ورغم ذلك لم أقاطع وزارة الثقافة , وشاركت في مؤتمرات عديدة لها , لأنها وزارة ثقافة مصر , وليست وزارة فاروق حسني , كذلك كان لي موقف من ( تركيبة ) لجنة الشعر , ومن إمبراطورية حجازي , ولكنني لم أقاطعها , ولبيت عدة دعوات بالمشاركة , ولم أغير قناعاتي . وكنت ممن طالبوا بإقالة فاروق حسني ومحاكمته , قبيل سقوط النظام , ووقعت في بيان المثقفين المستقلين مع د/ علاء عبد الهادي وصنع الله إبراهيم أصلان وعلاء الأسواني , وغيرهم , قبل أن تقوم الثورة , أو تكون في بال أحد .أما الوزير عماد أبو غازي , فهو وقيادته من نفس المشهد السابق , ودعنا نتساءل في صراحة : ما مؤهلات عماد أبو غازي ليكون وزيراً لثقافة مصر ؟ وما قيمة أحمد مجاهد ليرأس الهيئة المصرية العامة للكتاب ؟.. أما شاكر عبد الحميد , فرغم كونه من قلب المشهد الثقافي المصري فهو لا يزال يدير الوزارة كما كانت تدار , والثورة لم تصل إلي مؤسسات وزارة الثقافة , فلا زالت هناك مؤسسة ثقافية , وواقع ثقافي مختلف , وكلاهما متصادمان , ورغم هذا قبلت عضوية لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة , وإذا لم أفلح مع المجموعة الجديدة – أو بعضها – في إحداث تحول حقيقي للجنة , سأعتذر عنها فوراً , فلازلت أري مكاني الحقيقي في جانب الثقافة المستقلة الحرة , والحمد لله لم أزل في غني عن أي مغريات لدى المؤسسة الثقافية الرسمية ..










#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خضراء الله
- محمد البرادعى.. إيقونة الثورة أم طابور خامس
- الأخوان واحتكار الخيانة
- القاهرة تبحث عن عدو
- قناة الجزيرة , السعودية , الإمارات و محاولة للفهم
- الجزيرة - السعودية - الإمارات - محاولة للفهم
- مثالب الحكم العسكري
- الجنرال فى متاهة
- ‘جسد في ظل’ لعبد النبي فرج: كسر افق التوقع
- السريالى الأخير
- بيان للتوقيع ضد الانقلاب العسكري فى مصر
- هذا هو أسمي
- 30 يونيو والاختيار الصعب
- تطوير وزارة الثقافة
- د علاء عبد العزيز وزير الثقافة
- ضد تولى صابر عرب حقيبة الثقافة
- يسري عبدالله يكتب عن لعبة الجنرال والشيخ في رواية مزرعة الجن ...
- عجوز
- الاشارات
- الكاميرا


المزيد.....




- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - حوار مع الشاعر والناقد شريف رزق