مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 08:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1..
قال لي أحد المتديّنين على الفيسبوك: "الملحد يعبدُ الشّيطان من حيث يعلم ولا يعلم". مجرّد حَوَلٍ فكري وخطاب إنشائي فارغ. الإلحادُ إنكار للآلهة والشياطين والرّوح وكلّ ما لا يمكن إقامة الدّليل العلمي والمنطقي على وجوده.
2..
يقول كاتب القرآن في هلوساته اللامنطقيّة: "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" (لقمان، 11)
ونحن نقول، قبل تحدّينا، يجب أن يتوفّر الشرطان المواليان:
أوّلا، قل لربّك الذي تدّعي أنّه موجود أن يُظهر نفسه، لنتأكّد من أنّه ليس خرافة.
ثانيا، قل له أن يرينا كيف يخلقُ لكي نتأكّد من أنّه قادر على الخلق وأنّه هو الذي خلق ما نراه.
ولكن، حتّى عند توفّر هذين الشرطين، يبقى هناك إعتراض منطقي: كيف يتحدّى إله مّا (وهو الخالق ويعرف أنّه الخالق) مخلوقاته (التي بحكم طبيعتها ستكون دائما أقلّ قدرة ممّن خلقها)؟ إذ يجب أن يكون هناك حدّ أدنى من التّكافؤ بين الطرفين ليكون هناك تحدٍّ... لو سمعت، على سبيل المثال، أنّ بطل العالم في الملاكمة يتحدّى طفلا صغيرا أن يغلبه في مقابلة ملاكمة، أو أنّ فيلا تحدّى نملة أن ترفع جذع شجرة مثلما يفعلُ هو، لن تتمالك نفسك من الضّحك. كذلك نفعلُ نحنُ كلّما سمعنا هذه الآية وغيرها، فهي دليل على أنّ هذا الإله الشبح لا عقل له ونفسيّته مهزوزة مضطربة حتى أنّه لا يكفّ عن تحدّي كلّ من هبّ ودبّ. وكأنّه غير مؤمن أصلا بنفسه وبالقدرات التي تُنسبُ إليه. (هل الله ملحد؟) ولو كان فعلا من هواة التّحدّيات، لماذا لا يخلق لنفسه إلها آخر تكون له نفس مميّزاته ويكون له ندّا حقيقيّا وليتحدّاه كما يريد؟
3..
المسلم يقول أنه يؤمن بجميع الرسل ولا يفرق بينهم. حسنا... لماذا لا يسمي المسلمون أبناءهم "لوط" و"دانيال" و"اسرائيل"؟ أليسوا أنبياء كإبراهيم وموسى ويوسف؟
--------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟