أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟














المزيد.....

متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟

ضحكنا كثيرا ونحن نستمع لأحد المهرجين ممن يسمون أنفسهم بالمثقف العراقي وهو يتشدق بشارب كث وكلمات متباعدة عن بعضها بان العراق بلد الحضارة الإنسانية في وقت كانت الطاقة الكهربائية مفقودة بوسط وصلت درجة الحرارة أشدها لم تستطع المروحة البسيطة من التغلب عليها بتيار المولد البيتي الصغير .

وانطلق هذا المستثقف كثيرا وترك لخيالة يسرح بلعبة الوصف بكلمات متباعدة عن بعضها البعض وسطور بكلمات تشبه إنشاء طلاب السادس الابتدائي المليء بالأغلاط الإملائية بان العراق بلد الحضارة وان الحضارة انطلقت من هنا وأصبح التاريخ لدية كالعجينة يقدم ما يشاء منة ويؤخر ما يشاء مع الضحكات المتبادلة مع مقدم البرنامج .
تعرف الحضارة بأنها نتاج مادي وتطور مستمر لصراع الإنسان مع الطبيعة وتطويعها لصالحة عن طريق العمل المنتج .
يقول الرفيق النمري في احد مقالاته :-
" الإنسان يُعرّف بأنه الحيوان الوحيد الذي له تاريخ، كما يُعرّف أيضاً بأنه الحيوان الوحيد الذي يستخدم الآلة وهو ما يعني أن الآلة هي التي تكتب تاريخ البشرية. ما كانت البشرية لتحتفظ ببقائها النوعي وعدم انقراضها بغير استخدامها للآلة في إنتاج وإعادة إنتاج حياتها. فلو لم تتمكن الأجناس البشرية الخمسة المعروفة اليوم من الخروج عن ذاتها وتناول أداة من خارج جسمها من أجل إنتاج غذائها لانقرضت كما انقرضت أجناس أخرى مثيلة لها دون أن نعرف عنها شيئاً كما يقول علماء الأنثروبولوجيا. "

ومع استخدام الآلة وتطويرها تقدم الإنسان كثيرا واختلفت عصوره عن بعضها البعض بدئا بالعصر الحجري حتى العصر النووي .
والحضارة ليست كلمة جوفاء تحددها الحروف المجردة بل نتاج العمل البشري المترافق مع تطور الإنسان في كل مستوياته الاجتماعية والثقافية والسياسية .
تتطور الحضارة مع تقدم وسائل الإنتاج وكلما وصلت تلك القوى إلى مرحلة متقدمة تقدمت معها الحضارة كثيرا .
والإنسان نفسه لم يعرف كانسان إلا بعد إن انسلخ عن عالم الحيوان عن طريق العمل المنتج وتطوير وسائل الإنتاج التي تفرد بها على كل الأصناف الأخرى .
يقول الرفيق النمري :-
" الإنسانية إنما هي العلاقة الديالكتيكية بين الإنسان والآلة، وأن الإنسان المتأنسن هو الطرف الآخر من هذه العلاقة أو النقيض للآلة. ولأن الإنسان والآلة متلازمان في تناقض ديالكتيكي أبدي وكل منها ينتج الآخر، فلن يتغير أحدهما إلا ويتغير الآخر، فالفرق بين الفأس الحجرية والمحطة النووية هو تماماً كالفرق بين الإنسان الأول والإنسان المعاصر. قد لا يكون الفرق في التكوين الجسماني كبيراً غير أنه كبير وكبير جداً في التعقل والإدراك كما في التربية والأخلاق والتحضر بصورة عامة، كما في التكوين النفسي والسايكولوجي بصورة خاصة.""

المستثقف العراقي لا يعرف التاريخ وسيرة وتغير أحواله لأنة مازال يعيش السكون لأنة يتغذى ويتنفس على مردودات السلطة وامتيازاتها .
ولا يتقن هذا المستثقف شيئا من العمل الإنساني سوى بيع الكلمات وبسترتها فقط وهو لا يفرق مابين الدولة التي تبنيها الإنتاج البضاعي والعمل البشري ومابين السلطة القائمة على الريع .

وينظر هذا المستثقف إلى الحضارة بأنها قصيدة يقولها شاعر أو مقالة في جريدة أو لوحة تتصارع فيها الألوان تعلق على حائط وهو لا يفرق مابين الثقافة المتولدة من النسق الحضاري ومابين الحضارة نفسها كنتاج .
ولا يعرف أكثر مستثقفي العراق مطلقا بان مكتشفي الغرب عندما أطلقوا في كتبهم على هذه البلاد بأنها مهد الحضارة لم ينظروا إلى قصائد الشعراء ولوحات الرسامين بل إلى النتاج العملي وتطور وسائل الإنتاج التي تقدمت على زمنها كثيرا كما يذكر جورج طرابيشي نقلا عن جورج رو :-

" إن حضارة بلاد الرافدين كانت خالية من السحر والوهم والمثال ... وبفضل ما آتوا من حس حاد بالملاحظة سجلوا كتلة هائلة من المعطيات وحققوا في بعض الميادين كشوفا هامة وان رياضياتهم تظهر أن إلى أي حد كانوا قادرين على التفكير المجرد .. ففضلا عن اختراع المزولة الشمسية كان كبير الفلكيين البابليين كيدونو يحدد مدة السنة الشمسية بخطأ لا يزيد عن أربع دقائق و32 ثانية عن خطا ...ابولزر في عام 1887 "
حتى يصل جورج طرابيشي إل الحد الذي يجزم فيه جورج رو بان حضارة العقل اليونانية قامت على أصلها الرافيديني " .
لكن مشكلة المستثقف العراقي أنة مازال نائما وغائبا عن الوعي في فهمة للحضارة لذلك فهو يساوي مابين السلطة العراقية البدائية القائمة على حكم العشائر ومابين الدولة المتكاملة في السويد ويعتبر الكل سيان في ميزان التحكيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم





#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات ...
- هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو ...
- في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها
- عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
- لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ ...
- الديالكتيك المعاكس - حين يرتجع المجتمع من التنظيم الاشتراكي ...
- ماركس . لينين .كيف تنتصر البروليتاريا على فلول البرجوازية ال ...
- مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...
- ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج2
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟