|
عزلة إسرائيل الدولية
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 11:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آلآن حصحص الحق ،ولم تعد إسرائيل قادرة على الإستمرار في لعبة الإستغماية بالنسبة للغرب ، تريهم ما ترى ،وتسمعهم ما تريد أن يسمعوا،فقد أيقن الغرب أن العرب أجمعين ، يتعاملون مع هذه ال "إسرائيل "كحقيقة واقعة، وليس اليوم ،بل منذ أن تأسست حتى على الورق ،واليوم هناك من كشف أوراقه ووقع،والبقية "تلعب"من تحت الطاولة، على أمل أن تتقبل شعوبها العلاقة مع إسرائيل ،لتعلن ذلك رسميا،ناهيك عن كون إسرائيل قد أصبحت حليفا رسميا للعديد من الدول العربية ،وينظرون إليها كوكيلهم العسكري في المنطقة. لم يعد الغرب كما كنا ننظر إليه ،ساذجا في نظرته إلى إسرائيل، فها هو يقود المبادرات الإستراتيجية لوضع إسرائيل عند حدها ،ولكنه لا يستطيع الضرب بالمليان لأنه يعلم علم اليقين أن العرب ليسوا على قلب رجل واحد ،وسيخذلوه وقد خذلوه بالفعل . صفحات هذا الملف كثيرة وفيها من الملعلومات الشيء الكثير ،فالغرب بشقيه أمريكا وأوروبا ، يريدون فعلا إنهاء الصراع العربي –الإسرائيلي ، بصيغة تعايش مقبولة تكون فيها إسرائيل دولة مقبولة في المنطقة ،كما كان يدعو مؤسس الحركة الصهيونية د.ثيودور هيرتزل ، ولا شك أن العرب برهنوا على رغبتهم الحقيقية بذلك ،ولكن إسرائيل ترفض التعايش بهذه الصيغة ،المر الذي جعلها ترفض حتى تنفيذ ما وقعت عليه مع كل من مصر ومنظمة التحرير والأردن. العنوان الصريح لوضع إسرائيل دوليا هو أن هناك تصدعا في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ،وإنفصاما مع الإتحاد الأوروبي،وأستطيع القول أن هناك إسرائيليين أكاديميين وفنانين باتوا يدعون لمقاطعة إسرائيل فنيا وأكاديميا ،ولا ننسى دور ما يطلق عليهم في إسرائيل "المؤرخون الجدد"،الذين قلبوا الطاولة على أصحاب العقليات المتحجرة في إسرائيل ،وأثبتوا بالبرهان القاطع والدليل الساطع كذبة الهولكوست ،والقضايا المتعلقة بتهجير الفلسطينيين . مقاطعة إسرائيل ..ظاهرة ودعوات غربية تتكرر ،وبدأها الإتحاد الأوروبي بمقاطعة المستعمرات الإسرائيلية ومنتجاتها، علما أن هناك دولا عربية سمحت لهذه المنتجات بإغراق اسواقها على حساب المنتج الوطني. ما هو أبعد من ذلك ،أن العديد من العواصم الغربية وفي مقدمتها بروكسيل ومدريد ولندن ،حاولت جاهدة إعتقال المسؤولين الإسرائيليين وعقد محاكمات لهم ،والقائمة تطول وعلى رأسهم المجرم شارون،وكادت هذه الظاهرة أن تثمر لولا أن بوش الصغير المجنون قد هدد بسحق بلجيكا عن الخارطة ،ولا ينكر أحد كيف قام مسؤولون بريطانيون بتهريب عميلة الموساد تسيبي ليفني من لندن وكذلك إيهود باراك بعد أن تسربت معلومات تفيد برغبة الجهات المعنية بإعتقالهما. مؤخرا أعد المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان مذكرة وقعت عليها 70 منظمة حقوقية دولية ،تطالب بالضغط على إسرائيل لإنهاء الإعتقال الإداري للفلسطينيين،وهذا من المؤشرات القوية على صحوة الضمير الغربي ،لكنه بحاجة لصحوة مماثلة للضمير العربي. يهود يعون ذلك جيدا ،ويعلمون أنه قد اسقط بأيديهم لتعنتهم،وقد تبين للعالم أنهم ليسوا الأذكى ،لأنهم لوكانوا كذلك ،لأغتنموا هبوب الرياح العربية لصالحهم ،وإلتزموا بما وقعوا عليه ،وعاشوا بهدوء ،لكنهم ضيعوا الفرص الكثيرة ،إذ أنه بعد تسميم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ،لن يجرؤ أحد من الفلسطينيين على توقيع إتفاقية سلام معهم ،لأن الأمر يتعلق بالكاريزما ،وكذلك الحال بالنسبة للسفاح شارون عند يهود. يحاول الإسرائيليون التهرب من هذا الإستحقاق، من خلال تزوير الحقائق بطبيعة الحال ،وقد وقد حذرت نخب إسرائيلية أوروبا من أن المسلمين قادمون لإحتلالها ،ولا أدري أي إبليس أقنعهم بذلك،وهم يرون المسلمين عاجزين عن تحرير قدسهم وأقصاهم،ناهيك عن أن الإحتلالات باتت سمة عربية وإسلامية ،إضافة إلى تفتت المسلمين شيعا وفرقا متناحرة ،شيعة وسنة وإخوان وأحباش وسلفييين ،تسودهم القطيعة وسفك الدماء. آخر أوجه القرف الأمريكي من إسرائيل بعد أن طفح الكيل، وأهان نتنياهو الرئيس الأمركي أوباما كثيرا،هو أن البيت الأبيض بات شديد الإنزعاج من الإختراق اليهودي لأسوار الأمن القومي الأمريكي وكشف الأسرار الأمريكية ونشرها في إسرائيل قبل أمريكا نفسها. هذه الظاهرة أزعجت الرئيس أوباما كثيرا ،وقد تباحث بشأنها مع كبار مسؤولي الأمن الأمريكي الذين عجزوا عن إتخاذ أي قرار بذلك خوفا من نفوذ يهود،وتقول الروايات أن أوباما قرر التخفي بزي حاخام يهودي وطار إلى نيويورك ،ومن ثم توجه إلى حي بروكلين اليهودي ليقف بنفسه على هذه الحالة،وهناك إلتقى بيهودي فسأله :ما هي آخر الأخبار يا أخي؟ فأجابه اليهودي: ألم تعلم أن السافل أوباما تنكر بزي يهودي ووصل إلى حينا؟ ما أود قوله أن الأجواء مهيأة في الغرب لمعاقبة إسرائيل وإجبارها على تعديل مسارها والتخلي عن سياسة إسبارطة ،لكن ذلك بحاجة إلى موقف عربي داعم للمواقف الغربية ،عندها سترفع إسرائيل الراية البيضاء وتريح المنطقة من المصير المجهول الذي ينتظرها.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة البابا للأراضي المقدسة ..الأردن أولا وإسرائيل ثالثا
-
الصلاة في أقرب نقطة للمسجد الأقصى
-
زيارة البابا للأردن ..السلام والأمن والوئام
-
الجي ستريت..اللهم إحم إسرائيل من قادتها
-
-إسكندريلا-..مصر ستبقى حية
-
جون هيغي..التكسب على حساب الدين
-
الحرب على الإرهاب ..أي إرهاب؟
-
سجال الهوية ..لغة المنطق
-
قاتل ورئيس ؟؟مفجر لبنان سمير جعجع
-
آثارهم تدل عليهم،فما الذي سيدل علينا؟
-
العرب أذهبوا ريحهم
-
إستبداد القاريء
-
حقيقة الصراع الدموي في سوريا
-
الخنازير البرية الإسرائيلية تخرب مزروعات الأردنيين
-
سهل حوران ما عاد ينتج قمحا
-
الشهيد رائد زعيتر ..رب ضارة نافعة
-
سيتعبون ..ومن ثم سيرحلون
-
الأردن ليس وطنا بديلا للفلسطينيين ليغلق هذا الملف فورا
-
ملتقى الأيام الثقافية الليبية ..مثال يحتذى
-
أسوأ من سمكة نتنة
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|