أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الإصلاح الإداري (2-2)














المزيد.....

الإصلاح الإداري (2-2)


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإصلاح الإداري (2-2)



الإصلاح الإداري في نظر المختصين والأكاديمين هو ظاهرة ترتبط بالإدارة وبتطور الدولة وأنشطتها ومهامها.

فكلما تطورت الدولة كلما تطورت ونمت الإدارة وبرز الاصلاح كعامل من عوامل التطور. فهو إذن عملية إدارية لها مفهومها ومقوماتها وطرقها واجهزتها واستراتيجيتها، تهدف إلى تقويم الإدارة وتطهيرها من المشاكل التي تعترضها وتعتريها. في حين يرى د.حسن أبشر الطيب ان الاصلاح الإداري هو جهد سياسي وإداري واقتصادي واجتماعي وثقافي، إداري هادف ل‘حداث تغييرات اساسية ايجابية في السلوك والنظم والعلاقات والاساليب والأدوات، تحقيقاً لتنمية قدرات وامكانات الجهاز الإداري بما يؤمن له درجة عالية من الكفاءة والفعالية في إنجاز اهدافه.

وفي مواجهة الفساد الذي يصيب التنظيم الوظيفي لأداء الجهاز الحكومي في دول الخليج تتباين الرؤى والحلول من هذا التحدي. فعلى الرغم من الامكانيات المادية والكفاءات البشرية التي تتمتع بها هذه الدول فإن اصلاح الاجهزة الإدارية من فساد الرشوة والروتين والمحسوبية والشللية والترهل الوظيفي والبيروقراطية امراض مزمنة لا تزال بعض دول المجلس تعاني منها، وبالتالي إذا ما أردنا القضاء على هذه الآفة فان مفهومنا للتطور والتحديث الإداري مرتبط بإزالة ظاهرة الفساد وتطهير الاجهزة الإدارية والسياسية من المنتفعين من هذه الظاهرة وفق خطة وطنية لا ترى الاصلاح فقط تأمين الموارد البشرية والتكنولوجيا والمكاتب والمباني الحديثة بل قرار سياسي فاعل يدفع بالبنى الإدارية نحو تكييف دائم ومستمر ومواكب التجديد والتحديث، ولتحقيق هذا الهدف لابد من اجتثاث جذور الفساد الذي يعيق مهمات الدولة والمصلحة العامة!.

ولعل دولة الإمارات اهم تجربة خليجية وضعت الاصلاح الإداري في مقدمة أولوياتها إذ شهدت في السنوات الماضية تطوراً حقيقياً في مجال اصلاح النواقص الإدارية والعيوب التي تنخر الهياكل الوظيفية عبر ارشادات ورقابة ومحاسبة تهدف إلى الحد من الفساد الإداري وتحسين اساليب العمل وسرعة الانجاز بما يؤمن درجة عالية من الكفاءة والفعالية والانتاجية. وهذا ما جعل منها رائدة في إحداث تقدم في فعالية الاداء الوظيفي على اكثر من صعيد، ولا يعني ذلك ان بقية دول الخليج لم تشهد اصلاحاً إدارياً متفاوتاً.

على أية حال ان حصول دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية وجودة القرارات وغياب البيروقراطية انجاز يعكس التوازن في اتخاذ القرارات الإدارية والسياسية، وعلى هذا الاساس اشاد الكثير من الاقتصاديين والاكاديميين على الصعيدين العربي والدولي بتجربة هذه الدولة التي حققت قفزات نوعية في وقت قياسي.

يقول اساتذة العلوم الإدارية وخبراء الاقتصاد ان حصول الإمارات على المركز الأول في التنافسية العالمية لم يأتِ من فراغ وانما كان نتيجة رؤية واستراتيجية واضحة وعلمية ومتكاملة.. لقد تمكنت خلال الفترة الاخيرة من اجراء تطوير شامل ومبتكر في كافة نظم الإدارة والقضاء على البيروقراطية الإدارية، مبيناً انها تبنت مفاهيم حديثة للحريات الاقتصادية وخاصة في مجال السلع والخدمات والمؤسسات المالية والبورصات والتجارة وسوق العمل والإدارة الجمركية والمناطق الحرة.

وفي نظر هؤلاء ان المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الإمارات يتميز بأنه متعدد وشامل ويمتد إلى مجالات عديدة، حيث احتلت المركز الأول في مجالات إدارة الموانئ وفي نظم الاتصالات وشبكات المعلومات الحديثة والانترنت وأداء الخدمات الالكترونية مثل الدفع الالكتروني.

كل ذلك ساهم وعلى صعيد تقييم المنظمة العالمية للتنافسية احتلال هذه الدولة التي تعتبر المواطن اهم اهداف التنمية المستدامة ان تحتل مكانة متقدمة في القدرة على جذب الاستثمارات ودخول المستثمرين خاصة من الدول المتقدمة والاقتصاديات الصاعدة مثل الاتحاد الاوروبي والصين ودول شرق آسيا، ما حقق عوائد اقتصادية ضخمة للاقتصاد الإماراتي.

وبالفعل لقد اصبحت الامارات نموذجاً عربياً متكاملاً وفريداً على صعيد النهضة والتقدم سواء كان ذلك على مستوى التعليم والإدارة والاهتمام بالموارد البشرية والمادية أو على صعيد التخطيط والسياسات الاقتصادية والاستثمارية، ولم يعتمد هذا النجاح على توافر الامكانيات المادية فقط ولكن في حسن إدارة هذه الامكانيات وتوفير المناخ اللازم لعملية التقدم واحداث النهضة الشاملة من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة والسياسات الاجتماعية والسياسية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح الإداري «1 – 2»
- العرب والعالم نحو تواصل متكافئ ومنتج
- التحالفات السياسية!
- إيران.. أسلمة المجتمع أم النظام؟!
- أمن الخليج!
- امرأة في ضيافة القلب
- واخيراً سقط الاستجواب.. «برافو»!!
- الأصولية الدينية وأزمة الاختلاف والتعدد!
- أوباما والشرق الأوسط نهاية العصر الأمريكي؟
- حديث حول الديمقراطية
- الإرهاب!!
- عيد المرأة العالمي
- المنظمة العربية لمكافحة الفساد
- الحوار طريق المصالحة الوطنية
- ندوة التقارب الأمريكي الإيراني الخلفية والآفاق
- هيئة الإنصاف والمصالحة.. المغرب مثالاً
- عقبات تواجه الاتفاق النووي الإيراني
- رحل في صمت
- عبدالجليل بحبوح
- حول الحوار الوطني


المزيد.....




- تهديدات رسوم ترامب تضع ورشة ألمانية ريفية أمام معضلة شائكة
- -تيمو- و-شي إن- تعلنان رفع الأسعار في أمريكا بسبب رسوم ترامب ...
- عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت خيام نازحين ...
- موسكو تؤيد الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
- انفجار في موقع لاختبار الصورايخ بولاية يوتا الأمريكية (صور) ...
- رئيس الوزراء الفرنسي يعرب عن قلقه حيال الوضع الصحي لصنصال وي ...
- الهند تصنع جيلا جديدا من السفن الحربية
- الوجه المظلم للأبوة .. اكتئاب الآباء يترك آثارا مدمرة على سل ...
- بعيدا عن عدد الخطوات.. كيف يمكن لمشيتك أن تحميك من الموت الم ...
- دميترييف: فكرة السفر إلى المريخ أصبحت أكثر واقعية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الإصلاح الإداري (2-2)