أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 14:34
المحور:
الادب والفن
حديقة بشرية
أحمد زحام
كانا في حديقة تعج بالخيام ، حديقة بشرية ، كانت مثل أول يوم في الخلق ، كان المطر ينزل بغزارة ، فلجأ إلى خيمة استطاعا الوصول إليها دون القيام بأي جهد .. بداخلها كانت الأجساد المخبأة من المطر تلتصق بها الملابس فتظهر جمال فتيات الجامعة الأمريكية .
قامت فتاة صغيرة من مكانها ، بدا عليها الخوف ، لا يعرف إن كان وجوده أخافها ، ولم تتوقف عن النظر إليه ، أجلس فتاته التي لا تقربهن في العمر مكانها التي أحلت صدريتها وما زاد من ملابسها .
مد يده نحوها مصافحا ، لم تمد يدها ، استفسر عن السبب ، أشارت عليه بالخروج إلى الميدان مع بقية الرجال .. لا أن يلجأ إلى الاحتماء بالخيام كما يفعل المرضى .
خرج معها إلى الميدان ، ويهتف معها بسقوط الحاكم والمرشد ، وكانت تزج بقدمها كأن بها إعاقة ، وتخوض بين الرجال في المياه الضحلة التي تخلفها الأمطار ، يتبع ظلها مخلفا وراءه فتاته التي تعج بالصحة والعافية ولا تلبس صدرية ، ولا تهتف بسقوط الحاكم والمرشد .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟