سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 08:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية يستحيل فى راى لمجتمع التقدم بدون التواصل المعرفى.و هذا يعنى ان كل جيل يبنى على الجيل الذى قبله, و لا يعود لذات الاشكاليات التى شغلت الجيل او الاجيال السابقه.
ولا يوجد تقدم ياتى دفعه واحدة.و كل تقدم يحتاج الى مراحل و خطوات يتم البناء عليها و يساهم فيها كل جيل.
المصيبه عندنا ان كل جيل يبدا من نقطه الصفر بسبب انقطاع التواصل المعرفى.هذا الامر نراه يتكرر فى كل شىء.فى حرب 1948 كان هناك منطق العنتريات الذى ادى الى ضياع فلسطين و الى تشريد القسم الاكبر من شعب فلسطين.عام 67 حصلت ذات العنتريات و حصل تشريد ايضا بدون ان ندرك خطورة مغادرة الوطن و النزوح عنه ,و لو درست تجربة التزوح عام 1948 و باتت دروسها جزءا من الوعى العام لما تكرر النزوح الثانى .اى اننا نكرر ذات الشىء كل مره, و كاننا نبدا من الصفر بدون ان نقدر على استخلاص الدروس و البناء عليها نحو النهوض و التقدم .
و هذه الاشكاليه سببها غياب العقل العلمى.اول ما فعله الصهاينة لدى قدومهم الى فلسطين و قبل استعمال السلاح و الارهاب كان دراسه مجتمعاتنا بما في ذلك دراسة الطقوس الجنائزيه .اما نحن ما زلنا فى عقليه ما قبل العلمية التى ادت بنا الى الهزائم مرات عديده . و هذا حسب راى هو احد اسباب التراجع و الاخفاقات سواء على مستوى الصراع مع الصهاينه او على مستوى تطوير مجتمعاتنا .و هناك مثل معروف انه عندما يفشل الموسم الزراعى بعد الاخر ,لا بد من اعادة النظر بطريقة الزرع او بنوعية النبات المزروع . اما ان نكرر ذات التجربة كل مره و نتوقع نتائج مختلفه فهذا هو الغباء بعينه .
الان فى ظل حالة انتشار الفكر الدينى الضيق الافق صار الهم الطاغى فى منطقتنا مناقشة معركة الجمل و سقيفة بنى ساعدة و كان 15 قرنا من الحديث حول هذا ليس كافيا .اى اننا نبدا من الصفر كل مرة , و نجتر و نكرر مناقشة ذات الاشكاليات التى نوقشت فى العصر العباسى, و متى فى القرن الواحد و العشرين؟؟.و الاسوا توظيفها و اسقاطها عصر عصر له اشكاليات و هموم مختلفه , بحيث باتت اسلحة ايديولوجيه للقتل و بث ثقافة الكراهيه و الدمار ! ثم يتوقعون ان نتقدم ؟ كيف يمكننا ذلك فى ظل هذه العقليه !!!
انها كارثه حقيقية !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟