أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار














المزيد.....

الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


الخطاب الفضائي
في
"لحظة شرود" للقاص محمد محضار
لايمكن للمهتم بالدراسات السردية أن يتصفح "لحظة شرود" للأديب محمد محضار؛دون أن يتوقف قليلا بضغط من جاذبية العنوان و التمعن في ما توحي به الجملة الاسمية التي تدل على الزمان؛ لحظة/الوقتُ القصيرُ بمقدارِ لَحْظِ العيْن.
إنها جملة معجمية مفارقة ترن على ظهر الغلاف لتصطنع وضعية استقبالية جاذبة تلح على المتلقي أن يتوقف لينظر ويتأمل في الأشياء التي يلحظها.
ثم بعد ذلك تنسل الأسئلة على صفحات المجموعة القصصية لتخترق بهو القراءة وتستفز مقروئية المتلقي؛ليتوغل عميقا في مضمون القصص الستة عشر المشكلة للمجموعة القصصية.
إنها قصص تمنح القارئ فرصة الرحلة في متخيل السارد الذي يتتبع أقوال وأفعال وأحوال شخصياته عبر الفضاء القصصي؛ويقدمها لقرائه مجددا بطريقة مختلفة عما كانت عليه في الواقع.
وتمتاز"لحظة شرود" باعتمادها نوعا من الحكي الهادئ الذي يضمن تناسل الأحداث و المواقف بطريقة سببية تجعل القارئ متابعا لسيرورة حكائية يتولد بعضها من بعض.
ومجمل القصص تندرج في سياق السرد التقليدي الذي يؤمن بتلاحم أجزاء الحكاية وفق غايات ينشدها الحكي.
و المجموعة تعتمد نسقا فضائيا تؤسس به كل مستويات التمفصل الحكائي؛ التي هي تجليات لرموز فضائية بعضها من الطبيعة؛وبعضها من اللغة؛وما تبقى من فضاءات هو تركيب فني لحقليهما الدلاليين.
ففي قصة لحظة شرود ص16 نجد الشارد/السارد قد التقط فضاءاته من مدينة الدار البيضاء وبشكل خاص من شارع أفغانستان ومرس السلطان؛وفي نفس الوقت هناك فضاءات أنتجتها اللغة
"هناك أشياء غير طبيعية قد حدثت في أعماقي؛وأن هناك تغييرات جذرية قد مست جسدي" ص 16
حيث لم يعد المكان مسطحا كما كان قديما؛ بل أصبح المكان محدبا ومقعرا؛برانيا و جوانيا يدرك كإحساس ولا يرى بالعين المجردة؛حيث اللغة بطريقة تركيبها وبفنيتها تنتج سميائيات طوبولوجية تقوم وتنهض على وصف وإنتاج وتأويل اللغات المكانية كما قال"جريماص".
فالقارئ لا يتفحص الفضاءات ولا ينظر إليها كأشكال وإنما يحولها إلى لغة مكانية ناطقة؛فنحن عندما نقرأ هذه القصة وغيرها نشعر وكأننا نتحرر من ضغط وضعيات فضائية تتخلق في رحم اللغة.
ومن جماليات السرد القصصي في "لحظة شرود"الانتقال المفاجئ بالقارئ من فضاءات كان قد تعود عليها إلى فضاءات مختلفة تماما؛كأن يقع التحول المفاجئ من فضاء الشاطئ إلى فضاء بيوت الدعارة عبر بوابة التذكر و الاسترجاع كما هو الشأن في قصة خلوة ص23؛لقد تعمد السارد أن يقطع السرد في لحظة ما؛ لينقل البطلة من جولتها على شاطئ البحر و الاستمتاع برطوبة الجو ولذة رذاذ الموج وهو يبلل وجهها إلى تذكر أيام العهر و البغاء.
ولاشك أن هذا الانتقال المفاجئ يحدث في القارئ حالة انتظار؛تحفزه على تقصي خفايا متاهات السرد وتفريعاته؛حتى يتسنى له في نهاية التعقب جمع ما تشتت من جزئيات.
وفي الأخير نقول بأن القاص استطاع بتنويع طرق توظيف الفضاءات؛ إغناء الذاكرة المرجعية للمتلقي بصور جديدة لفضاءات معتادة؛ومن خلال هذا التنويع أسس بدائل تسمح ببروز قيمة الفضاء الواقعي و الاستعلاء عليه بالنماذج الأخرى؛لأن القصص المشكلة للمجموعة القصصية في حقيقة الأمر هي عالم مواز لعالمنا تأخذ منه أشياءها التي تنهض عليها تمثلاتُنا كقراء وتمنحه أشياء نسائل بها تمثلاتنا؛لأن العالم حولنا يحتاج إلى تشكيل فني نجحت "لحظة شرود" في تجريبه على الخطاب الفضائي.
كما نلاحظ بأن كل المتواليات السردية تنطلق من الفضاء وتعود إليه؛مما يعطي لمجموع القصص لحمتها وترابطها؛فالقاص استطاع من حين لآخر؛وبالنسق التناظري؛ الخروج إلى الفضاء المحيط به لكي يخلق لقصصه خطابا فضائيا فنيا يوهم القارئ بحقيقة ما يحكي؛وكأنه يعيد إنتاج عالمه الخارجي بأسلوبه الفني؛المتحرك و المتنامي؛وكأن الفضاء القصصي يتحرك بتحرك الشخصيات وبتحرك السرد القصصي.
وهذا يفضي بنا إلى تتبع الشخصيات في الفضاء القصصي حيث إنها تبدو مرتبطة بالفضاء؛وتحولاتها مرتبطة بتحولاته؛فالشخصيات إما فاعلة في الفضاء أو منفعلة به؛وهنا يصبحون امتدادا للفضاء ويتشكلون بقيمه وتفاصيله.
محمد يوب
ناقد أدبي



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الثائرة والبعد التراجيدي في رواية - الثائر- للأديب م ...
- القصة القصيرة جدا في ضوء نظرية الجذمور
- جمالية السرد النسائي
- قراءة في كتاب -نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا- للدكتور ح ...
- جمالية الفوضى في ديوان -صمت يساقط أكثر-لعزيزة رحموني
- الوصف و الدلالة قراءة في كتابات الأديب إدريس الجرماطي
- المضمر الخفي و المشترك الثقافي في القصة القصيرة جدا
- عتبات القصة القصيرة جدا
- فائض المعنى في المجموعة القصصية - سرير الدهشة- للأديب محمد أ ...
- جمالية السرد العجائبي في - موتى يقلقون المدينة - للقاص السور ...
- النص الأدبي: المعنى و المبنى
- التباينات الخطابية في رواية أمريكانلي للأديب صنع الله إبراهي ...
- شقائق النعمان
- القصة القصيرة جدا الفهم...الإفهام...الإقناع...الاقتناع
- السخرية السوداء في-وطن وسجائر... بالتقسيط-للقاص أحمد السقال
- تقويض بنية اللغة في “مرايا” للقاص سعيد رضواني
- الرمز في الشعر المغربي المعاصر
- حدود السرد وحدود السيناريو في -كائنات من غبار-للروائي هشام ب ...
- مستويات الرؤية إلى العالم في القصة المغربية المعاصرة
- من أجل رواية حداثية-ليلةإفريقية-لمصطفى لغتيري نموذجا


المزيد.....




- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - الخطاب الفضائي في -لحظة شرود- للقاص محمد محضار