مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 21:03
المحور:
الادب والفن
تصدر هنا وهناك في دول متباعدة نتاجات عراقية لكتاب ومبدعين عراقيين انتشروا في بلدان اوربا والقارات الاخرى ، واحيانا تصدر لهم كتب وابداعات في الثقافة والادب والعلوم ما لا يصل الى ايدينا ، رغم ان عالم الانترنيت اتاح لنا الاطلاع على ما كان يصعب سابقا الحصول عليه من نتاجات .
من بين الكتب الحديثة رواية صدرت مؤخرا للاديب كريم السماوي في ستوكهولم ، اللعبة المحكمة ، عن دار فيشيون ميديا / السويد .
بعد ان قرأتها ، رغبت في كتابة دراسة مفصلة عنها كي اتتبع عوالم شخصياتها واحداثها ، واقترب من روح الكاتب التي بثها في ثنايا حوار الشخصيات المركبة التي تنسج عالمها الفسيح والمفتوح على الفضاء الاوربي ، ولكني وجدت ان الوقت سيتمدد ما يحرم القارئ من الاطلاع المبكر على الرواية ، لذا لم اشأ ترك الرواية دون تعريف موجز للقارئ الكريم .
من ميزة الرواية ان تمنح الكاتب فرصة لينسج افكاره ضمن عمارة يختار تصميمها ، ويقنع القارئ بجدوى واهمية هذا التصميم ، ليدخله معه الى عمارته ويتركه يتشرب افكاره التي اودعها حياة شخوصه وحوارهم والاحداث التي تحيط بهم وحركتهم وسكناتهم ضمن تلك الاحداث المرسومة .
اختار كريم السماوي لروايته اللعبة المحكمة عالما جديدا عليه ، فالاحداث تدور في السويد ، واللعبة غير مألوفة في عالمنا الذي تسبح في فلكه رواياتنا وقصصنا .
المعروف ان بلاد السويد الباردة ، المكللة بالثلوج أغلب ايام السنة ، بحاجة الى دفء العواطف التي تضفي على حياة الانسان بعدا يستحق معه ان يتجدد مع الصباحات القادمة رغم ما فيها من ثلوج وعواصف وامطار ، لذلك لا مفر من معالجة عزلة الانسان الذي لا يجد من يتقاسم معه نسيم الصباح البارد ، او عبق زهور التولبانا صيفا .
تجري رواية السماوي كريم على نسق البحث عن فرصة للقاء بالاخر بشكل مدبر ، اي التخطيط للايقاع باديب معروف من اجل بناء علاقة عاطفية مع شقيقة محام شهير .
يشترك في العملية المدبرة المحامي وشقيقته ، لتجري الاحداث في مسارات متعرجة من العواطف والمواقف المبنية على وعي باللحظة الحاضرة والمستقبل .
كم تنجح الخطة في كسب المقابل الى دائرة الاعجاب ثم الحب ، وما هي عواقب تلك العلاقة المدبرة سرا حين يفتضح السر .
ذلك ما يجب التعرف عليه من خلال قراءة الرواية وتتبع احداثها ومراقبة تصرفات شخوصها .
[email protected]
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟