|
التستوستيرون بين ألقمع ،الإباحية والترشيد ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 10:47
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
التستوستيرون بين ألقمع ،الإباحية والترشيد .. "هو هورمون الذكورة الأساسي ، وله دور أساسي في الشهوة الجنسية عند الرجال والنساء على حد سواء ". هذا تعريف مبسط بالهورمون ، لكنني أقصد بالتستوستيرون في هذا السياق معنى مجازيا وهو الكناية عن الشهوة الجنسية عند الإنسان . ولكنني أخترت إستعمال هذا المصطلح وليس مصطلح الشهوة ، لأنه يحمل في ثناياه معنى فيزيولجيا ايضا ، أي أن الشهوة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالكيمياء والفيزيولوجيا . وبما أن "التحكم " بالكيمياء ليس بالسهولة التي يتصورها البعض ، فكان لا بد من البحث عن "وسائل " تقمع كيمياء الشهوة الجنسية . خاصة في سالف العصر والأوان ، حينما كان "العلم " طفلا يحبو ، ولم يكن في متناول اليد عقار يقضي على الشهوة أو يخفف من حدة "الفيضان الهورموني " وخصوصا في مراحل البلوغ الأولى وفترة الشباب . فكانت الوسائل المستعملة ، إما "وعظية "صرفة أو عملية جدا . فقفل العذرية كان وسيلة عملية لمنع الأُنثى من ممارسة الجنس "غير ألمشروع " ، وغير المسموح به من السيد ألذكر ، ألمالك الحقيقي لأعضاء الانثى الجنسية ولشهوتها أيضا .. أما الوعظ فقد جاء على شكل تحريم قطعي على الفتاة ، لممارسة الجنس قبل أن "يمتلكها " الفارس الذكر ، وتتعرض من تُخالف هذا التحريم ، للقتل أو لشكل أخر من أشكال العقاب . ورغم إختفاء قفل العذرية ألحقيقي ،إلا ان الشعوب ما زالت تستعمل قفلا معنويا ، عبر مراقبة الانثى مراقبة لصيقة والحجر على حريتها في التنقل والحركة ، ووصل الامر ببعض الأنظمة الى إجراء فحوص عذرية لبعض الفتيات لمجرد تواجدهن بصحبة شباب ذكور !!! وأكثر ما يخشاه أنصار "قفل العذرية " الفعلي والمجازي ، هو أن تحمل الأُنثى بجنين "يجلب ألعار " على مجتمع حراس اعضاء الأُنثى الجنسية ، "وتختلط الأنساب " ، وكأن كل إبن أُنثى يحمل بمحفظته ، نتائج فحص الدي .ان .ايه ،الخاص بإ ثبات بنوته لأبيه !! لكن ألبشرية ألتي خطت خُطوات هائلة في موقفها من الممارسة الجنسية ، والأهم في إثبات حق المرأة بملكيتها ألحصرية لجسدها وأعضائها ، ولم تعد ترى في العلاقة الجنسية قبل الزواج عارا تنبغي إزاالته أو إزالة أثاره ،ألا أننا ما زلنا شهودا على موقف " طهراني " من الجنس ولا يتقبل مجرد فكرة ممارسة الجنس قبل الزواج بتاتا .. ويسوغ هؤلاء موقفهم الرافض إلى ما يُسمونه إنحلالا جنسيا ،وأنه جاء نتيجة أجواء الحرية العامة ، بما فيها الحرية الجنسية ألتي يرفضونها جملة وتفصيلا ، ويعتبرون الجنس علاقة مقدسة لا تجب ممارستها إلا بعد رباط مُقدس وثيق . ويستندون في طعونهم هذه إلى الحقيقة التي لا مهرب منها ، وهي عدد الولادات الكبير خارج مؤسسة الزواج ، مما يهدد بفناء هذه المؤسسة (مؤسسة الأُسرة التقليدية ومؤسسة الزواج ) ، وبالزيادة الكبيرة في أعداد العائلات الأُحادية ، وهي(أي العائلات الأُحادية ) ليست البيئة السليمة والمثالية لتنشئة جيل جديد . لكنهم ومع ذلك يتناسون بالمقابل موقفهم الرافض للإجهاض لأسباب دينية بحته .. وخصوصا في أوساط ألفتيات ألصغيرات ألحوامل من علاقة جنسية عابرة ، رغم أن ألطب يتفق معهم في هذه الجزئية ، ويشترط أن يتم الإجهاض في مرحلة مبكرة من تكون الجنين ...ومع ذلك يبقى الإجهاض أهون الشرور ، وتتوجب شرعنته وقوننته . ولا شك لدينا ، بأن ظاهرة الأُمهات الصغيرات ، هي ظاهرة مقلقة ، لعدم قدرتهن وعدم أهليتهن ألنفسية لتربية اطفال ، وهن بأنفسهن ، ما زلن في جيل الطفولة أيضا ، كما وأن الإجهاض المتكرر يترك أثارا سلبية على صحة المرأة ، جسديا ونفسيا .. إذن ما هو ألحل ؟؟ فأقفال ألعفة لم تعد تُجدي ولم يعد بالإمكان "إستعمالها " ، إلا بالقمع والإرهاب ، والهورمونات لا تنتظر أحدا ..........!! أنا شخصيا أرى بأن المؤسسة التربوية والتعليمية ، تستطيع أن تُقدم مساعدة قيمة في عملية التثقيف ، لكن الوضع الحالي وطريقة ألتعامل مع موضوع الجنس في المدارس ، ما زال يفتقر ويفتقد إلى تعامل علمي معه .. فدروس التثقيف الجنسي ألحالية ، هي مجرد دروس في البيولوجيا ، الأناتوميا والفيزيولوجيا ، لا تقدم ولا تؤخر في ثقافة الطالب الجنسية ، بينما المطلوب ، هو بناء برامج توعوية وقائية ، يتعلم المراهق من خلالها مهارات حياتية ، ومنها مهارة السيطرة على رغباته الراهنة وألناجزة ،إضافة إلى مهارات ألحذر والوقاية . كما أن الساعات المُكرسة للثقافة الجنسية ، هي ساعات قليلة جدا ، ولا تُلامس حتى مجرد الملامسة ، جوهر الموضوع .. لذا يجب أن يكون التثقيف الجنسي مادة أساسية في المنهاج التعليمي ، لأنه أهم بكثير ، من كثير من المواضيع التي يتعلمها المراهقون في المدرسة ، وينسونها بعد أن يتقدموا للإمتحان فيها .. التثقيف ، الترشيد ، هما البديل عن القمع والحرية الجنسية المُطلقة ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألفقر والأخلاق ..
-
شدو الربابة بأحوال الصحابة ..ألمُعاصرين !!
-
حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع .
-
نساء بيدوفيليات ..؟؟
-
ألرجم للعُشاق ..!!
-
ترهل أحزاب أليسار ألعربي .
-
على هامش مقالات الزميلة ماجدة منصور : ألداروينية ألإجتماعية
...
-
ألصلاة جامعة ..!!
-
الإعتداءات الجنسية : ألتناقض بين -مصلحة- الضحية وواجب التبلي
...
-
COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع
-
القضية : حرية تعبير أم حرية تدمير ؟!
-
أيها الموت ألنبيل ، المجد لك.. !!
-
إضرااااااب ..!!
-
لا صوت يعلو فوق صوت -القضية - ..!!
-
400 زهرة ، مُشاكسة أخيرة وكلمة وداع ...
-
أنا وبيكاسو ..!!(4)
-
ألنص -رهينة - ألشخصنة ..(3)
-
ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)
-
لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
-
كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
المزيد.....
-
دعوة للكتابة في العدد الثالث والعشرين من مجلة طيبة حول النسا
...
-
” راتب من الدار ” منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 2025
...
-
مقررة أممية: اعتداءات إسرائيل على النساء الفلسطينيات جزء من
...
-
بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس
...
-
مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن
...
-
من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
-
“رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال
...
-
بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال
...
-
رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج
...
-
ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|