الموازنة .. وأطفال تحرقهم الشمس

علي عبد الوهاب الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الموازنة..وأطفال تحرقهم الشمس!!
في بلادنا تجاوز تصدير النفط حاجز(3) ملايين برميل، والموازنة تجاوزت (150) مليار دولار لكنها معطلة!!، وسبب التعطيل ليس الخلاف على رصد اموال لجياع صغار يبيعون قناني الماء في شوارع بغداد تحرقهم الشمس اللاهبة وحرارة السيارات ، هل فكر السادة المعترضون على إقرار الموازنة مثلا على عدم تضمينها فقرة تعالج حالات يقشعر لها بدن الانسان وهو يرى اطفالا يفترض انهم في المدارس ينهلون العلم، او في بيوت تليق بالعراقي وهم يقرأون ويتابعون دروسهم يراهم بدل كل ذلك يمتهنون حرفة تحرق جلودهم ليوفروا بعض الاموال البسيطة لعوائلهم المنكوبة، هل أجرت وزارة التخطيط مسحا ميدانيا لهذه الحالات إن كانت الإجابة (لا) فتلك مصيبة، وإن كانت (نعم) فالمصيبة أعظم؛ لان لا حل يظهر للعيان لهذه المشكلة بل هي في تزايد مستمر!!، والأمر يتطلب تفعيل العمل من قبل مؤسسات الدولة لمعالجة هذه الحالات فوزارة التخطيط لا تتتحمل لوحدها الأمر بل الوزارات الأخرى عليها ان تؤدي دورها في التصدي لايجاد حل لهذه المشكلات، المسؤولية تضامنية ولا يعفى احد من المسؤولية ، وبرأيي ان اول مؤسسة تتحمل مسؤولية متابعة هؤلاء المراهقين والأطفال وهم يجولون في الشوارع بائعين أو متسولين هي وزارة حقوق الإنسان فهؤلاء اولا مواطنون ولهم حق على الدولة وهو النظر بشؤونهم وبما انهم لا يتبعون وزارة بعينها وإنسانيتهم مسحوقة في هذا البلد الذي يحملون هم وآباؤهم وأجدادهم جنسيته فوزارة حقوق الانسان هي في مقدمة من يقع عليه واجب متابعة امور هؤلاء وايجاد حل لمشاكلهم، هذه الوزارة وإن كانت مشغولة بمتابعة بعض الملفات كالبحث في رفات قتلى حروب النظام السابق العبثية او شهداء المقابر الجماعية او غيرها لكن عليها ايضا الاهتمام بهؤلاء فهم أحياء إن كان الاخرون موتى وهم ضحايا كل الانظمة من سابقة ولاحقة، فمن يبيع الماء او المناديل الورقية تحت اشعة الشمس الحارقة في شوارع بغداد والسيارات تنفث سمومها عليه لا يهمه اجراء الانتخابات في 30/4 أو تأجيلها ولا يهمه إن تولى السيد رئيس الوزراء المالكي ولاية ثالثة او لم يتولَّ ذلك، او صدر الاقليم 400 الف برميل نفط او اقل، فالأمر سيان عنده طفل يبحث عن رغيف خبز يوفره لعائلته التي انهكتها سياسات بحثت عن حقوق الأصنام ولم تبحث عن حق الانسان الذي ضاع في عراق استباحه الجميع منذ عشرات السنين.

#علي_عبد_الوهاب_الوردي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات