أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألفقر والأخلاق ..














المزيد.....

ألفقر والأخلاق ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 19:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألفقر والأخلاق ..
"ثورة حرامية " ، هكذا وصف ألسادات الهبة الجماهيرية ،أو ثورة الخبز ، يومي 18 و19 يناير من العام 1977 . ولا ننسى بطل "ألبؤساء " ، رواية فكتور هوجو الخالدة ، والذي قضى زهرة شبابه في السجن ، عقابا له على سرقة رغيف خبز .
وهؤلاء الحرامية وغيرهم الملايين في أرجاء الكرة الأرضية والذين لا يجدون قوت يومهم ، مُطالبون من دعاة الأخلاق الطوباويين الى الترفع عن "سرقة " رغيف خبز لهم ولأبنائهم الذين يتضورون جوعا .
ولم تغفل الأديان "دعوتهم " للتعفف ، حتى أنك تحسبهم أغنياء ؟؟!! وكانت الوصايا التي تذكرها الأديان في الواح موسى تدعو الفقراء إلى عدم السرقة أو الطمع في ما بيد "الأخر " الغني ، لأن هذا حرام ؟
أما "تمجيد وتعظيم " الفقر في الموروث الثقافي فليس له حدود ، "فالحرة لا تأكل بثديها " .. إذن بماذا ستأكل حقا ؟!! والفقراء لهم ملكوت الرب ، بعد أن يكونوا هم وأولادهم قد قضوا جوعا ، طبعا . ويقول مثلنا العامي "الفقير له الله " ، وكأن الله في الذهنية الشعبية ، "ملكية خاصة للفقراء " ، بينما ،أن يدخل فيل من سم الخياط ،أسهل من دخول غني الجنة ، أو أنهم (الأغنياء ) سيدخلون ألجنة حبوا ، وما إلى ذلك من مقولات تُكرس الفقر وتدعو الفقراء إلى تقبل وضعهم في "الدنيا الزائلة " وإنتظار "دار الخلود " التي ستضمن لهم الغنى الأزلي .
فعدا عن أن هذا ألنداء الأخلاقي الطوباوي للفقراء ، يضمن إستتباب الأمن ألمجتمعي ألعام ، فإنه يُشكل أيضا "جدارا أمنيا عازلا " يحمي الأغنياء ، ليناموا ملء العين ، هنيئا مريئا ، وهم يعلمون بأن حراس الأخلاق ساهرون على راحتهم ، بإسم "ألعناية الإلهية " .
وما زال هنا وهناك ، وإلى هذه اللحظة دعاة للطوباوية الأخلاقية ، ومن على هذا المنبر ، ينظرون إلى من "يمد يده " لسرقة رغيف خبز ، ينظرون إليه على أنه "حثالة " ولص صغير ،ومن الرعاع ، وهي كلمات تُعبر عن الإزدراء لهم ولغيرهم .
وهذا هو ألحال مع من يضطرها ضيق ألحال إلى إمتهان المهنة الأقدم في ألتاريخ ،فهي زانية و..و.. وما زالت "ألشتيمة " الأكثر إنتشارا حتى في الأوساط التي تدعي "اليسارية " و"ألثورية " هي التعريض بأُم ألمشتوم وإتهامها بالزنى والدعارة ، مُتجاهلين "الظلم الطبقي " ألذي أوصلها إلى هذا ألوضع .
ولكي تكون للإنسان كرامة ، يجب أن تتوفر له أولا وقبل كل شيء ، شروط ألحد الأدنى ،من أجل حياة كريمة ، وإلا ستُصبح ألكرامة ترفا ومن ألكماليات .
لذا وقبل ألدعوة إلى الأخلاق ألحميدة وخاصة من أولئك ألذين يقضون يومهم بكامله دون تناول وجبة واحدة تُسكت جوعهم المزمن ، قبل ذلك يجب مُحاربة النظام ألذي أوصلهم لسرقة لقمتهم ولقمة أبنائهم .
لكن أن يملك 85 فردا ، بقدر ما يملكه نصف سكان الكرة الأرضية ، فهذا هو عين ألصواب ، وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بكدهم وتعبهم ، لذا أيها ألفقير لا "تحسدهم " على النعمة التي أنعم الله بها عليهم ،وإلا خسرت الأخرة !!
وفي المقابل يتم تمجيد ألجشع ، فالمجتمعات الرأسمالية ذات ألثقافة الإستهلاكية ، فإنها "تتغزل " بثروات الأغنياء ، حتى وصل الأمر إلى ان يتحول زعماء المافيات من ألمشاهير "السلابز" الذين يُطاردهم مصورو الباباراتسي . فالغني من المشاهير والفقير من الحثالة .
لكن لا أحد يسأل الغني ، من أين لك هذا ؟؟
وعندما يُطالب مدراء ألشركات بأُجور خيالية ، فهذا حقهم ، أما إذا طالب ألعمال بزيادة أجور ألحد الأدنى ،فإن الإقتصاد سينهار ...!!
الفقر ليس عيبا ، هكذا يردد الطوباويون ، وألغنى فضيلة كذلك ..
لكنني أقول بأن الفقر من أكبر ألعيوب ، بل هو كارثة شخصية ، عائلية وإجتماعية .
أن يسرق الفقير رغيفا فهذا مُخالف للقانون ، أما أن يسرق الرأسمال كل الثروات ، فهذا هو القانون !! هل هو قانون ألغاب ؟؟ لا فقانون الغاب أرحم بكثير ..
وأخيرا أكرر مع أبي ذر مقولته التي ما زال يتردد صداها في أجواز السماوات والارض :عجبتُ لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج إلى ألناس شاهرا سيفه ؟؟ صدق أبو ذر ألعظيم ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شدو الربابة بأحوال الصحابة ..ألمُعاصرين !!
- حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع .
- نساء بيدوفيليات ..؟؟
- ألرجم للعُشاق ..!!
- ترهل أحزاب أليسار ألعربي .
- على هامش مقالات الزميلة ماجدة منصور : ألداروينية ألإجتماعية ...
- ألصلاة جامعة ..!!
- الإعتداءات الجنسية : ألتناقض بين -مصلحة- الضحية وواجب التبلي ...
- COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع
- القضية : حرية تعبير أم حرية تدمير ؟!
- أيها الموت ألنبيل ، المجد لك.. !!
- إضرااااااب ..!!
- لا صوت يعلو فوق صوت -القضية - ..!!
- 400 زهرة ، مُشاكسة أخيرة وكلمة وداع ...
- أنا وبيكاسو ..!!(4)
- ألنص -رهينة - ألشخصنة ..(3)
- ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)
- لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
- كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
- دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألفقر والأخلاق ..