شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 02:12
المحور:
الادب والفن
لسيزيف روايةٌ أخرى...
يحكي بعض الأرباء من الثقاتِ،من أصحاب السير و الرواة،أن سيرة سيزيف لم تنهِ إلينا كاملةً،و أن للقصة بقيةً لم تصلنا؛فقد أتى على أجمل أجزاءها كرور السنين،و أيدي الناسخين...و أن لسيزيف روايةً أخرى.
فزعموا، أنه ذات يومٍ قائظٍ ضاقَ ذرعاً برحلته اللانهائية،صعوداً وهبوطاً للجبل،حاملاً على كتفه حجره الأبدي الثقيل البغيض،فضرب به الأرض،و لعن جميع الأحجار و الأرباب و الآلهة،و هبط الوادي،يفتشُ عن فتاة يحملها بديلاً،و أرضاً ولوداً على ضفاف نهرٍ ليخصبها بعرقه، بدلاً من جلاميد الجبل العقيمة التي طالما أخصبها بدماء قدميه بلا جدوى.
و أقسم البعض منهم ،أنهم أبصروه شتاءً على فراشه شيخاً كبيراً،و هو يقضى،قريراً مغبوطاً!و عينيه تطفرُ فرحةً،و هو يطُّوفُ ناظريه بين أولاده و غرس يداه من سنابل القمح إلى أقصى ما تصل إليه عيناه.
أما العجيب حقاً فزعمهم،أن الآلهة كانت قد رضت عنه أخيراً،فما عاد يزاحمها في جبل الأوليمب!
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟