أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ديمقراطية التوحيد الإسلامية














المزيد.....


ديمقراطية التوحيد الإسلامية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما قد سقط الإسلام السياسي المعتدل بقيادة الإخوان المسلمين في شرك قاتل حين هيأوا لأنفسهم والآخرين حتى قبل عدة سنوات من حراك الربيع العربي أنهم أصبحوا يرتضون الاحتكام إلى المبادئ والآليات الديمقراطية، وبالأخص صناديق الاقتراع؛ وقد يكون الشرك الأخطر الذي نصبوه للآخرين المختلفين معهم في أغلب القيم والتطلعات الأخرى عدا المساعي الصادقة لتوطين الديمقراطية في البيئة العربية أن الإسلاميين المعتدلين بعدما تنازلوا وقبلوا أخيراً بشرعية حاكمية البشر على البشر من خلال ممثليهم في البرلمان كبديل عن حاكمية الله على عباده من خلال أصفيائه العلماء بكلمته وحكمته أنهم كانوا واثقين من امتلاك أغلبية مريحة في النظام الجديد تسمح لهم بفرض إرادتهم التي هي في النهاية إرادة الله، وبالتالي يختزلون مبدأ ’التعددية‘، أحد المبادئ الجوهرية في الديمقراطية، في مفهوم ’الإرادة الشعبية‘ الحرة المنتخبة ديمقراطياً. ثم بسلطة هذه الأخيرة تحت قبة البرلمان يستطيعون العودة بالحاكمية إلى حيث يجب أن تكون: في شرع الله. بمعنى آخر، هم اعتقدوا أن باستطاعتهم تسخير العملية الديمقراطية بعد إعادة صياغة مفاهيمها بما يتطابق مع شروط الخصوصية الإسلامية إلى وسيلة فعالة لاستعادة الحاكمية لله، بعدما أخفقت في تحقيق هذه الغاية النهائية كافة وسائلهم الأخرى، شاملة العنف المسلح.

لكن هذا القبول الظاهري على الأقل بالاحتكام إلى نتيجة صناديق الاقتراع من قبل تيار الإسلام السياسي المعتدل بقيادة الإخوان المسلمين كان يحمل في طياته منذ البداية نقطة ضعف خطيرة سيكونون هم أنفسهم أول ضحاياها. فإذا كان لتيار الإسلام السياسي رجاله الذين ينظرون ويعملون ويبررون له، ويدافعون عنه ساعة المحنة، كذلك لن تعدم الديمقراطية رجالاً ينظرون ويعملون ويبررون لها ويدافعون عنها وقت الضرورة أيضاً. فوق ذلك لم يكن العلمانيون هم الذين قد قدموا تنازلات عن مواقفهم المبدئية الرافضة لإقحام الدين في السياسة، بل الإسلاميون المعتدلون هم الذين قد عادوا أدراجهم إلى حضن العلمانيين خصومهم السابقين معلنين لهم، باللسان على الأقل، توبتهم عن مواقفهم السابقة الرافضة للديمقراطية واستعدادهم لقبول الاحتكام إليها كآلية لفض نزاع طويل وشاق ضد الاستبداد. منذ هذه اللحظة وجد الإسلاميون أنفسهم يقفون على أرض غريبة غير أرضهم الأصلية، لا يفقهون شيئاً عن شعابها وتضاريسها، أو مسالك النجاة والهلاك الكامنة فيها. لذلك، حين بدأت تنكشف نواياهم الحقيقية من وراء حجاب الديمقراطية الشفاف لم تكن هزيمتهم عملاً صعباً وسرعان ما لاذوا بالفرار إلى بيئتهم الأصلية حيث يتمترسون على أرض صلبة ويستطيعون دحر العدوان.

التعددية تعني المساواة التامة أمام القانون بين كافة أشكال ودرجات الاختلاف والتناقض، بشرط عدم التحريض على كراهية الآخر المختلف أو ممارسة العنف ضده بأي شكل من الأشكال. وفق المبادئ الديمقراطية، لا تجوز التفرقة أبداً بين المسلم والآخر المسيحي، أو بينهما الاثنين والآخر اليهودي، أو بينهم الثلاثة والآخر الكافر أو الملحد. جميع الأديان، وانعدام الأديان، متساوية أمام القانون، سواء في مسائل الاعتقاد والتنظير أو في الممارسة الفعلية على أرض الواقع. ليس من حق البوذي أو الشيعي أو الكونفوشي أو الكافر أو الملحد أن يعتقد ويفكر بينه وبين نفسه فيما شاء وكيفما شاء بشرط أن لا ينشر ما يفكر ويعتقد فيه على الآخرين فحسب، إنما وفق التعددية الديمقراطية يكون له حق أصيل لا يقبل المساومة ولا التفريط في أن يعبر عن أفكاره ومعتقداته هذه بكافة وسائل التعبير، وأن يطبق ويمارس هذه الأفكار والمعتقدات فيما يشاء من مؤسسات دينية أو علمانية أو خلافه. فهل يقبل ممثلو الشعب من نواب إسلاميين معتدلين منتخبين ديمقراطياً للمجلس التشريعي الموافقة على مشروع قانون يقترح، على افتراض أن مواطناً مصرياً تقدم بهذا الطلب، إنشاء دار للملحدين أو معبد بوذي أو حسينية شيعية، مثلاً، قبالة مسجد سني وضمان معاملتها بالمثل تماماً مع المسجد في كافة الامتيازات والتسهيلات والإعانات الحكومية وخلافه؟!

حتى يقدم الإسلاميون المعتدلون إجابة شافية ومقبولة ديمقراطياً على أسئلة من هذا النوع سيظلون في أحسن الأحوال يلعبون خارج أرضهم وبعيداً عن جمهورهم، تحت شروط بالغة القسوة توقعهم رغماً عنهم في أخطاء كثيره، وهو ما يسوغ مواجهتهم بالبطاقة الحمراء وإخراجهم من الملعب بالقوة إذا لم يقروا بأخطائهم وينسحبوا في هدوء.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الوحي والتاريخ (10)
- جدلية الوحي والتاريخ (9)
- جدلية الوحي والتاريخ (8)
- جدلية الوحي والتاريخ (7)
- جدلية الوحي والتاريخ (6)
- جدلية الوحي والتاريخ (5)
- جدلية الوحي والتاريخ (4)
- جدلية الوحي والتاريخ (3)
- جدلية الوحي والتاريخ (2)
- جدلية الوحي والتاريخ (1)
- العقل الفقهي وتنصيص الواقع
- العقل الفقهي والسلطة
- ابن رشد ضالع في الإرهاب
- سحر الفقه
- ابن رشد: فيلسوف أصيل أم فقيه مستنير؟
- فيلسوف وفقيه وإرهابي (3)
- فيلسوف وفقيه وإرهابي (2)
- فيلسوف وفقيه وإرهابي (1)
- العدل الأعمى في اليوتوبيا الإسلامية
- الإسلام السياسي سكين مسموم في الجسم العربي


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ديمقراطية التوحيد الإسلامية