احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 02:46
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ وفتاة الفاكهة..
بقلم: أحمد الحمد المندلاوي
قصة قصيرة:
**زار أحد الشيوخ مدينة بغداد لزيارة أحد أبنائه ؛و أراد أن يعلم أو يتأكد من وجودهم في المنزل ، لانّه أصابه الوهن من جراء سنّي العمر القريب من المائة سنة ،هنا أخرج جهازه المحمول ليتصل بأحدهم وجده خالياً من الرصيد ..دخل أحد المحلات لشراء رصيداً رحب به الفتى الثلاثيني بابتسامة تجارية خالية من النكهة و الروح كابتسامة اللعب البلاستيكية ، و كان الشيخ الريفي يتمتع بشيء من العرفان و التصوف ..لاحظ ذلك على وجه الفتى .و قد تعود على مثل هذا المشهد كثيرا..لا ضير من ذلك ،المهم انه يريد تفعيل جهازه ليعلم ما في منزل ولده ،قائلا:
- اريد رصيداً (عراقنا ) ذا خمسة آلاف دينار.
صاحب المحل:نعم يا حاج،ناوله المبلغ مع الجهاز لأدخال الرقم في الجهاز و تفعيله.
تناول الفتى منه المبلغ و ناوله كارت الرصيد مع الجهاز،قائلاً له باللهجة البغدادية:
- (حجي ما عدنه دخله ) أي لم نقم بعملية إدخال الكارت بالجهاز.
الشيخ تفاجأ قائلاً :
- لـ ااا (لا) كانت ال (لا) طويلة سحبها سحباً من أعماقه ..و هو ينظر الى صاحب المحل .نظرة يصعب تفسيرها بسهولة!!
فالشيخ رأى أثناء هذا الحوار المقتضب ..فتاة صغيرة في منتهى الجمال كالصبا تحمل سلة أنيقة و مليئة بعدة أنواع من الفواكه اليانعة تتوجه بها نحو الفتى ..و هو يؤشر اليها برمي الفواكه في القمامة القريبة من المحل ،و عادت الفتاة بالسلة فارغة و تعلقت بها بعض الأوساخ النتنة أثناء تفريغ السلة في القمامة ..فكان رد فعل الشيخ بتلك اللاء الطويلة التي تكتنفها حسرات خفيفة . تاركاً المحل و الفتى و اللا ..و بيده الواهية الكارت و المحمول.
احمد الحمد المندلاوي
12/5/2014م - بغداد
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟