عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 21:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ونحن صبية صغار كنا نلعب كثيرا ونستريح قليلا في ناصية الشارع ( الشوكة) أو على عتبة احد البيوت في زقاق مثل زقاق (الحشر)، وقد يصادف ان يمر احد الغرباء بنا .. نكتشف ذلك من خلال شكله ومشيته، فنسارع ونبادره بالقول:" الشارع لاطم يا سيدي"، اي أن الشارع مقفل ( مسدود)، إن هو حمل تحذيرنا له محمل الجد، عاد من حيث أتي ، وإن هو تجاهل ذلك، ولم يصدق كلامنا ظن بأنه لعب عيال. واصل السير الى أخر الطريق ليكتشف بنفسه بأننا أطفال والأطفال لا يعرفون الكذب.
تذكرت هذه الحكاية وأنا أسمع وأقرأ، عن دعوات متكررة، تدعو الأطراف السياسية الليبية للجلوس إلى طاولة حوار ومصالحة وطنية.
لا يوجد عاقل يرفض الحوار كقيمة وكآلية حضارية وسياسية، وخلافنا ليس على مبدأ الحوار، في حد ذاته وإنما علي امكانية وجدوى حوار بين قوى وطنية تدعو لحكم القانون وفصل السلطات وضمان الحريات ، و مجموعات متطرفة لا تعترف أصلا بالأخر ، وبحق الاختلاف وتهدف الى تهميشه، وبالتالي اقصائه عن المشهد السياسي الليبي.
فكيف يمكن الحوار مع هؤلاء؟
الحوار في مثل هذه الحالة اشبه ما يكون بحوار الطرشان لا يُجدي نفعا ولا يحقق أية نتيجة ، وسينتهي حتما إلى طريق مسدود.
نحن مع حوار بين القوى السياسية والمجتمعية التي تنبذ العنف ولم تلطخ أيديها بدماء الأبرياء .. من يريدون لليبيا أن تستعيد عافيتها وتبنى مؤسساتها وتضمن أمن أمان شعبها .. عليهم أن يبدأوا الآن وليس غدا .. حتى لا يفوتنا قطار الحوار وننزلق في قتال دموي لا يخلف وراءه إلا مزيدا من الخراب والدماء والمصائب.
حمى الله ليبيا من شرور ما هو قادم.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟