ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يلخص السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره الشريف) مؤسس حزب الدعوة، دور المرجعية الدينية بـ: (( نشر أحكام الإسلام على أوسع مدى ممكن بين المسلمين، إيجاد تيار فكري واسع في الأمة، إشباع الحاجات الفكرية الإسلامية للعمل الإسلامي، القيمومة على العمل الإسلامي، إعطاء مراكز العالمية من المرجع إلى أدنى مراتب العلماء الصفة القيادية للأمة، والمرجعية الدينية ليست مسؤولة فقط، بل هي وحدها القادرة على توجيه الأمة، وقيادتها ثم ضمان المسيرة، وتأمينها من الانحرافات المحتملة. وهذا جانب من اطروحة (خط المرجعية) الذي تبناه الشهيد الصدر.
إن المرجعية من خلال نفوذها في عمق الأمة الإسلامية هي وحدها القادرة سياسياً على النهوض بالأمة، ومن ثم استلام زمام الحكم والدولة، إن الشعب.. يحقق نجاحه في نضاله بقدر التحامه مع قيادته الروحية، ومرجعيته الدينية الرشيدة التحاماً كاملاً.
وإذا أضفنا لكل ما تقدم بأن المرجعية الدينية والقيادة الروحية هي الحصن الواقي من كثير من ألوان الضياع والانحراف. وتلك نقطة جوهرية، وحد فاصل بين الإطروحة التي تبناها السيد الشهيد، وبين الإطروحة الحزبية؛ التي ترى أن الأحزاب والتنظيمات السياسية هي الأقدر، والأجدر سياسياً على مسك زمام الأمور، والنهوض بالأمة لإقامة الحكم الإسلامي.
بعد كل ما تقدم، يخطر في البال سؤال هو، هل أن حزب الدعوة، بقيادته الحالية أمناء على الخط الذي رسمه السيد الشهيد؟، أم أنهم يتعكزون على هذا الطود الشامخ شموخ جبال العراق للوصول الى غايات دنيوية؟
واقع الحال ينبئنا بأن هؤلاء القادة، إنما يتخذون من تضحيات السيد الشهيد الأول؛ وسيلة للتقرب الى مريديه وبالتالي الوصول الى مواقع المسؤولية، التي تؤهلهم لتحقيق طموحاتهم ورغباتهم الخاصة بغض النظر عن كونها تتسق مع خط السيد محمد باقر الصدر أم لا.
خير دليل على قولنا هذا، هو رفض المرجعية لتصرفاتهم وإمتناعها عن لقائهم في أكثر من مناسبة، بعد أن إتبعوا الشهوات وتركوا المواطن ينكفيء على نفسه، بعدما رأى ما يفعله الناس الذين إنتخبهم بإسم المرجعية، بل وصل به الأمر الى أن يوجهوا أبواقا لهم، بمس المرجعية الدينية، وهي التي حمت العراق وأهله من الإنزلاق الى حرب طائفية، بحكمتها وسعة صدرها في كونها الأب الروحي لجميع العراقيين بدون إستثناء.
وها هم اليوم، يحاولون أن يعيدوا نفس الكرة، التي حاول فيها نظام صدام من قبل تجيير المرجعية بإسمه؛ ولما لم يستطع الى ذلك سبيلا، قام بالتضييق عليهم وزجهم في السجون، وتصفيتهم جسدياً إن لزم الأمر، عندما قامت القوات الأمنية في محافظة النجف الأشرف بالتضييق على مجموعة من الطلاب الباكستانيين بحجج واهية، لكن السبب الحقيقي لا يخفى على أحد، ذلك لأن هؤلاء الطلاب هم من طلبة الشيخ بشير النجفي، الذي صرح أكثر من مرة بعدم منح الناخب لصوته لأولئك الذي باعوا أخرتهم بدنياهم.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟