أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - انتحابات في سوريا... مرة أخرى














المزيد.....

انتحابات في سوريا... مرة أخرى


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ياخراب بيتي...
هذه أول عبارة يمكن أن يسمعها السوري من امرأة في حي شعبي كأول رد فعل منها على سماعها نبأ فاجعة ما بأحد أفراد عائلتها. تتلوها انتحابات تختزل واقع الحال وتفسر كل مافي الحياة من فواجع ومآسٍ.
قبل سبع سنوات تماماً وفي مثل هذا اليوم وبمناسبة إعادة (انتخاب) القائد المفدى الرمز والبطل، الابن بشار الأسد، كنت قد نشرت مقالاً في موقع الحوار المتمدن ومواقع أخرى مختلفة عنوانه (انتحابات في سوريا). ولكي لايعتقد القارئ أن هناك خطأ مطبعي، أؤكد بأن النقطة انزاحت عن حرف الخاء ليصبح حاءً، بفعل الأهوال التي مورست على الشعب السوري من الأب القائد ونظامه، فجاء ابنه ليزيد في فظاعة تلك الأهوال والمآسي عبر سنواته السبع العجاف الأولى ليستكملها بسبع تالية أعادت سوريا الوطن والشعب والحضارة قروناً إلى الوراء. ويأتي الآن ليستكمل دوره الذي رسم له بعناية فائقة ليدفع بنا جميعاً إلى مابعد العصر الحجري في منطق التفكير والتعايش والأخوة الوطنية. وذلك من خلال تنطحه لهذه (المسؤولية) التي لا أظن أن هناك سورياً غيره يقبل بأن يقوم بهذا الدور القذر من تدمير بلد يفترض أنه بلده. وقتل وتهجير شعب اعتقدنا بطيب نية أنه منه!!! يأتي اليوم مجدداً ليُدخِل الانتحابَ لكل بيت وعائلة سورية بكوميدياه السوداء التي يسميها (انتخابات).
لم تكن قطعاً نبوءة تلك العبارة التي وردت في مقالتي إياها قبل سبع سنوات مضت يوم لم تكن ثورة بعد قامت، ولم يكن أحد يجرؤ حينذاك على التفكير بها. تقول العبارة: (والخير لاشك قادم بمشيئة القائد الرمز الذي بات يوزع عمائم بن لادن في كل مكان من زوايا المجتمع السوري عوضاً عن هدايا الأعياد. ولا ينسى, ومن لا ينسى جليل عظيم, أن يترك فتيل تلك العمائم في أيدٍ مخلصة أمينة, وهي الأجهزة الأمنية التي تعرف واجبها تماماً تجاه مواطنيها . ويا غافل إلك الله).
إن ماكتبته حينذاك وقبله مراراً عديدة، هو ما يعرفه كل سوري مهتم، كما أعرفه وأكثر، عن حقيقة هذا النظام وأساليبه الملتوية في الوصول إلى غاياته غير النبيلة، دون أي رادع أو وازع وطني أو أخلاقي أو إنساني. ولقد قامت تلك الأجهزة الأمنية بمهامها الموكلة إليها بأفضل مما يجب. وما نراه اليوم ونشهده على الأرض السورية من داعش وحالش وغيرها، ما هو إلا مادُرس وحُضِّرَ له من قبل أجهزة النظام تلك لحشر الشعب في زاوية الإرهاب إذا ما عنَّ له يوماً أن يثور مطالباً بحقوقه وكرامته. أما من لايعرف هذه الحقيقة فهم فقط المغفلون.
وفي عبارة أخرى وردت في المقالة ذاتها تحصل مقاربة للواقع الحالي لتشابهه المفرط مع ماكان قبل سبع سنوات مع فارق التدمير النفسي والمادي الهائل للبنية السورية الحضارية برمزيتها المميزة في المنطقة عموماً. وأكاد لا أستطيع أن أغير حرفاً من مفردات العبارة: (كلما أصر نظام شمولي على دفع الجماهير "الغفورة" (على حد تعبير الرحابنة) إلى الشارع للهتاف الممل إلى حد القرف "بالروح بالدم", كلما أدركتَ أن أزمة هذا النظام تزداد عمقاً إلى الحد الذي يضطر معه للجوء إلى دفع عشرات الآلاف من الناس كل يوم ويجبرهم للنزول إلى الشارع في مسيرات آلية تسيَّر بالريموت كونترول مع رسم علامات سرور مصطنعة على الوجوه لإقناع الناس بأنهم سعداء. ودائماً يستطيع النظام أن يجد مناسبة لتلك المسيرات طالما أنه "يقارع ويتصدى" لأخطر وأقوى المؤامرات الإمبريالية. وطالما أنه نذر نفسه ليكون الصخرة التي ستتحطم عليها كل تلك المؤامرات, بما فيها "مؤامرات" الشعب السوري من ربيع دمشق إلى إعلان دمشق- بيروت… وإلى كل ما يستجد من أولئك المتآمرين الذين "أضعفوا الشعور القومي وأوهنوا عزيمة الأمة" بحديثهم عن ضرورات الإصلاح والتغيير الديمقراطي.)
هذا ماكان حينها وقبل ذلك الحين لعدة عقود من نظام التسلط والطائفية. تضاف إليها اليوم (المؤامرة الكونية) التي توسعت بحسب النظام بقيام هذه الثورة الشعبية التي استجدت الآن، ولم يكن لضحايا الاستبداد حينها من مناضلي الربيعين سوى فضل ضئيل في قيامها. لكنه الانفجار الذي لابد منه بعد كل هذا القهر المديد بدون أية بارقة أمل بالإصلاح الذي ظل جعجعة فارغة.
يأبى القائد الفذ إلا وأن يذكرنا بإنجازاته التاريخية التي لم يسبقه إليها أحد، حتى نيرون الطاغية. هاهو يجسد شعار عصاباته بحرق البلد بمن فيه. ولأنه مازال هناك في سوريا شعب يأبى أن يخضع حتى وهو مهجر أو معتقل أو شهيد، فإن بشار الأسد مازالت أمامه مهام يريد أن يستكملها. وهو لذلك بحاجة لسبع سنوات أخرى، أو على الأرجح أكثر، ليقضي على مايعتقد أنه قادر على القضاء عليه. لكن التاريخ لم يتحدث لنا عن شعب مهزوم، وإنما عن حكام موبوؤون بالوهم والهزيمة والخذلان.
فلتكن انتحابات في سوريا مرة أخرى، ولكن لأولئك الذين يعاندون مسيرة التاريخ وصيرورة الحياة. أما الشعب فسيبقى ليعيش وينتخب.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا إرهابيين .... لكننا سنكون
- استعراض روماني في الساحة السورية
- جنيف 2... تعا.. ولا تجي...
- إقالة قدري جميل.. عقوبة في الشكل ومكافأة في المضمون
- نظرية المقاومة
- مؤتمر الإنقاذ، وإنقاذ مالايُنقَذ
- خطاب بشار الخامس: خمسة بعيون الشيطان
- قصة الثورة والحذاء وخطة أنان
- عقد إتمام البيع
- الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!
- بشار الأسد: مغفل أم متغافل
- النظام السوري سيرة وانفتحت
- مشعل التمو وشرف الشهادة
- معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - انتحابات في سوريا... مرة أخرى