جمال حكمت عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 15:40
المحور:
الادب والفن
(لمسة إصبَع )
كان في كل يوم يبحث عن شيء مفقود في نفسه...
حتى شعر به يتسرب بدفء إلى روحه بلمسة إصبعٍ ناعم ٍكنعومة الريش...
من جميلة الطلعة... ناعمة الجسم تجلس إلى جنبه...شعرها مسدول، عيناها صافية كصفاء ماء البحر...
ملَكَته موجة إحساس وقعها كصدمة تيار كهربائي... غَفَتْ عليها أحلام يقظته...
فالوقت مازال طويلاً والمسافة مازالت بعيدةً كي يفترقا...
انحسرت افكاره فلم يعد يرى كياناً له سوى إصبع... كخيمة بَدْويّ دُقت بأوتاد ثقيلة وباتت لا تفارق عشق الصحراء...
رمال متحركة تداعب أطراف الإصبع ...
كاد أن ينهزم الأصبع؛ لكن روحه البدوية منعته من الهزيمة وعاد يلاصق الإصبع...
تعب وأرخى ذراعه على جنبه ملاصقاً لذراعها؛ حتى تفصد جسده عرقاً وازدرد لعابه...
صدى صوت قنبلة انفجرت بداخله... وعاد بالأيام يستذكر الساتر الترابي وتلك المعركة...
سحب يده بهدوء... يسرق النظر إلى كفه... ولم يرَ فيه إصبع.
جمال حكمت عبيد
#جمال_حكمت_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟