أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي














المزيد.....

الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنة 1979 مررت مع أصدقائي في كراجات اللاذقية و جبلة و طرطوس خلال رحلة شبابية, كانت هناك لوحات غير رسمية تدعو شباب تلك المناطق للتطوع في سرايا الدفاع لصالح قائدها رفعت الأسد حيث وضع معها ما يلي: الشهادة الإعدادية 1200 ليرة سورية الشهادة الثانوية 1600 ليرة سورية شهرياً
المبلغين المعلنين كانا خياليين في ذاك الوقت حيث يمكن أن أذكر أن سعر صرف الدولار الواحد وقتها حوالي الأربع ليرات سورية, و لا شك أن الإعلانات لم تكن موجه لكل الشباب السوري بل لسوريين من مناطق معينة و لطائفة معينة ومن طبقة اجتماعية محددة و مستوى علمي محدد دون غيرها
لم ينظر إي منا, و كنا شباب صغار في العمر, إلى هذا الإعلان على أنه موجه لنا نحن شباب سورية الساكنين لدمشق و أصولنا من عدة محافظات و ننتمي لديانات مختلفة من مسلمين و مسيحيين نمرح على الشواطئ السورية و نتنقل بين جبالها الساحلية و قراها.
سمعت بعد ذلك من أقاربي في مدينة جبلة عن حالات التسرب من المدارس الثانوية من طلاب تلك المناطق و عن حالة من التمرد العائلي العنيف و التعامل غير الأخلاقي لعدد كبير من الشباب هناك ضد أهلهم و انخراطهم في صفوف سرايا الدفاع حيث كانت معسكرات تأهيلها في ضواحي دمشق كيعفور و غيرها لتمتلئ شوارع دمشق و أحيائها و خاصة مركز المدينة بهؤلاء الشباب و هم يرتدون البذات العسكرية المموهة و المدججين بالسلاح و الحقد على أهل دمشق ليرى العابر من عيونهم الشرر الطائفي الواضح
كان طريق العودة من الجامعة حالة دخول في المجهول و الخطر خاصة عندما تحتمي زميلة جامعية بنا لتتجاوز مقهى الحجاز التي صاراسمها قهوة السرايا و كذلك عند المرور بقهوة الهافانا العريق المقهى الذي تأسس فيه حزب البعث أو من طريق الجامعة إلى جسر الجامعة (جسر الرئيس). كانت النظرات و التحرشات تطالنا قبل أن تطال الزميلات في حالة تكسير لروح الرجولة و تكريس لحالة إذلال لنا قبل أن يتحرشوا مباشرة بالصبايا المرتجفات من وحوش حقيقية لا تمت للانسانية بصلة في ظل غياب كامل لدور أي سلطات عسكرية متمثلة بالشرطة العسكرية التي كانت تنال يومياً نصيبها من الإهانات و العلقات على يد عناصر سرايا الدفاع الأسدية
هذه العقلية لم تنتفي مع نفي قائد سرايا الدفاع المجرم رفعت الأسد بعد محاولته الاستيلاء على السلطة و تهديده بتدمير دمشق من مرابض مدفعيته حولها, بل تم توزيع قواته على عدة تشكيلات بديلة لها نفس الوظيفة كسرايا الصراع و الفرقة الرابعة و الحرس الجمهوري و بعض أجهزة الأمن و كل حسب عشيرته و ليس فقط كونه من الطائفة العلوية في حالة تنفيذ لاستراتيجية مدروسة لنظام حافظ الأسد و مستمرة في عقلية ولديه بشار و ماهر حيث صرح الأخير أن عدد سكان سورية كان ثمانية ملايين نسمة عشية استلاء والده على السلطة و لا يمانع مع شقيقه لاستعادة هذا الرقم لسكان سورية.
إن ما يجري على أرض سورية قاطبة ليس وليد لحظة الثورة عام 2011 و لا يتحمله الشباب السوري الذي لم يعد يتحمل الإذلال و انعدام الكرامة و وضاعة الأخلاق و غياب الوطنية, ما يجري منذ قيام الثورة و حتى اليوم و الغد القريب هو استراتيجية أسدية ممنهجة لإفقار العلويين و تحطيم الروابط الأسرية بينهم و إغلاق ابواب العمل و الكسب و الانتاج في وجوههم مقابل فتح ابواب التطوع في صفوف قوات النظام المحسوبة طائفياً و الإبدية الانتماء و الولاء, ليقودهم لمحرقته و لحربه التي أعلنها على كل من يكسر عصى الطاعة لعائلة الأسد.
ما ينقله لي أصدقائي عن ما يحدث في الساحل اليوم من انتشار لعصابات و مافيات جديدة للصوصية و الاختطاف و تجارة السلاح و المخدرات و ترويع أهل الساحل بكل مكوناتهم بدأت بمهرجانات التجيش للقتل و الاغتصاب الطائفيين لشركائهم في الوطن ثم بأسواق السنة ثم بجنازات أبنائهم و مفقوديهم و أخيراً بخيام التجديد للولاية الثالثة و التي لن تتوقف عند هذه الحدود لأن هناك جيشاً من المرتزقة بلباس رسمي و غير رسمي تم تجنيدهم على ذلك منذ سبعينيات القرن الماضي في معسكرات النظام في سورية و لبنان و هم يغوصون في الدم و الوحل سيكونون مستقبلاً بلاءً حقيقياً على سورية الجديدة
السؤال الوطني الكبير, كيف علينا كسوريين أن نجد حلولاً وطنية و أخلاقية لهؤلاء, المخلوقات الضحايا, قانوينة عادلة و ليست انتقامية و ثأرية كما حدث في معظم دول العالم في حالات مشابهة؟
قد تكون الإجابة على هذا السؤال هي نصف الطريق لانتصار الثورة السورية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتوراه قبل القيادة و المناصب
- سورية: إقليمياً, دولياً بعد 38 شهر من الثورة
- ثورة من أجل الثورة
- قذائف هاون ... على الأهل
- المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري
- قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية
- ستحرمون من الخبز
- معركة الساحل واقع و مستقبل
- ربط الملفات أم لف الروابط
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري
- غربان الموت, إلى أين؟
- جنيف 2, نحو الجنة السورية
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي