أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟













المزيد.....

فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يفعل سيد المؤسسة الكاثوليكية فرنسيس في فلسطين؟ زيارة مهد السيد المسيح ؟ حوار اديان جديد ؟ طأطأة رؤوس وتحية جماهير علها تشفى من الجرب ؟ ولكن من يمثل الجرب حقاً ؟

يمثل فرنسيس مؤسسة دينية غير عادية. انها اكبر مؤسسة للدين المنظم في العالم. انها الكنيسة الكاثوليكية. جردة سريعة في تأريخ الكنيسة الكاثوليكية ترينا هول جرائمها ضد البشر وتأريخها الحافل بالانتهاكات الوحشية والمواقف الخائنة. بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر (3 قرون) مارست الكنيسة الكاثوليكية حملات في منتهى البربرية والوحشية لمطاردة النساء بمحاكم خاصة شكلت لهذا الغرض سميت بمحاكم التفتيش، بحجة ممارستهن للسحر وعبادة الشيطان. العجيب في الامر ان بابا الفاتيكان وقساوسة الكنيسة الكاثوليكية في حينها لم يتذكروا "باسفستية" السيد المسيح (كما يحاولون اليوم) بل قتلوا النساء بالحرق وهن احياء!. قدر ضحايا الكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة بين 40 الى 100 الف انسان واستخدمت الكنيسة ابشع انواع اجهزة التعذيب. وفي نفس تلك الفترة تقريبا شنت الكنيسة الكاثوليكية حملة ضد العلماء والمفكرين في اوربا وكانت ابرز تلك الحملات ضد نيكولاس كوبرنيكوس وغاليليوغاليلي بحجة الهرطقة. كوبرنيكوس توفى بعد نشر كتابه بقليل فلم يتمكنوا من عقابه. اما غاليليو فقدم للمحاكمة بتهمة الهرطقة لنشره كتابه "المحاورة" ومرر فيه محاورة كان احداها هو صدى لرأيه ورأي كوبرنيكوس. لقد تجاوز غاليليو كثيرا حين سخف رأي الكنيسة في ان الارض ليست مركزا للكون بل انها "مجرد" واحدة من اجرام كثيرة تدور حول الشمس!.

وفي القرن العشرين قامت الكنيسة الكاثوليكية بمساندة وغض الطرف عن اكبر الجرائم الوحشية للنظام النازي ضد اليهود وجماهير اوربا الشرقية والشيوعيين. لم تستنكر هذه الكنيسة مطلقا جرائم هتلر بل وباركتها ولم تصدر ادانة لجرائم النازية الا في ستينات القرن العشرين. وفي نفس الوقت فان الكنيسة الكاثوليكية وقفت الى جانب نظام عنصري مجرم هو نظام جنوب افريقيا وبالضد من الملايين من المواطنين السود. ان من سخرية القدر ان يدعي فرنسيس انه ينصر الجماهير الفلسطينية المظلومة وانها جاء باحثا لها عن دولة وكرامة لا بل نزل من سيارته يصلي لها على الجدار الاسرائيلي العنصري في الوقت الذي تتمتع به منظمته بهذا السجل الحافل في مساندة الدولة الاكثر عنصرية والتي وقفت الى جانب اسرائيل ودافعت عن انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين. ولكن ليس هذا فحسب. فاليوم، في القرن الواحد والعشرين، يستمر مسلسل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها هذه المؤسسة الفاحشة الثراء – الكنيسة الكاثوليكية. ان البعثات التبشيرية لهذه المؤسسة في افريقيا والمنظمات المسيحية التي تمررها الى افريقيا بالمئات تحت اسم مزيف هو "بعثات انسانية" قد ادت بشكل غير مباشر الى وفاة الاف البشر هناك. اصدرت الكنيسة الكاثوليكية امرا يقضي بتحريم لبس الواقي الذكري ( الكوندوم) للوقاية من الايدز ومنع على اتباع هذه الكنيسة حماية انفسهم او عائلاتهم من خطر الايدز بحجة خرافية وحقيرة وهي ان ارتداء الواقي "اعتداء صارخ على ارادة الرب". لقد شارك الفاتيكان بشكل غير مباشر في قتل الالاف بافريقيا والذي لم يسمح لهم بمعرفة حقيقة الامر وبان المرض يمكن ان يعالج بالوقاية، بل وتصدت لكل محاولات منظمات الصحة العالمية العلمانية (كاطباء بلا حدود واوكسفام وغيرها) لتقديم النصائح والنشرات الصحية العلمية. واخيرا ماذا عن الفضيحة التي لن تمحى من سجل الكنيسة الكاثوليكية مطلقا ؟ الاعتداء السافر والفظيع والاجرامي على طفولة المئات من الاطفال من قبل القساوسة الكاثوليك ؟. هل قدم احدهم للمحاكمة ؟ هل شاهدنا تلك المحاكمة ؟ هل تم الاعتذار للضحايا وعوائلهم ؟ هل تم مسح هذه الجرائم ؟

في فلسطين والاردن لم يفوت فرنسيس فرصة لمس رأس طفل فلسطيني او اردني او عراقي شردهم الدين وماكنات القتل الاسلامية، عله يبيض صفحة الكنسية الكاثوليكية السوداء. لم يعد فرنسيس اليوم مهتما ب "حوار الاديان" مع وحوش الاسلام السياسي والحاخامات بل ذهب خطوة ابعد في تقديم نفسه "منقذا مسيحيا" للشرق ولشعب فلسطين وسوريا !.

ان التجاوزات الاسرائيلية على حقوق جماهير فلسطين، حرمانهم من حقوقهم ، معاملتهم كعبيد، تجريف بيوتهم، منعهم من العمل، تهجيرهم واخراجهم من مدنهم، فصل مدنهم عن بعضها بالجدران الكونكريتية بحجة الحماية من الارهاب الاسلامي يتطلب لا استقبال الكهنة والقساوسة، بل اخراج الدين، كل الدين ورجاله من الحل؛ بشيوخه وملاليه وكهنته وقساوسته وحاخاماته. لا فرنسيس ولا مشعل ولا عوفاديا ولا خدمهم من ساسة اليمين العربي والاسرائيلي بامكانهم ان ييجيبوا على مسألة الظلم لانهم ببساطة هم احد من يؤججها. يجب تنظيف الشرق الاوسط، تنظيف حياة البشر من هذه الافة التي حفرت خنادق الكراهية والحقد وكل منها يدعي ان الله معه وانه هو وحده لا غيره سيدخل الجنة. سيد فرنسيس، اخرج يدك من جرح جماهير فلسطين.

ارجع ايها المؤمن لكهنتك المعبقة ثيابهم بروائح اجساد الاطفال البريئة وداوم على حوار الاديان ليستمر القتل والنحر وتقطيع الاوصال في الشرق الاوسط المعذب بالدين.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة
- بمناسبة الذكرى 11 لحرب امريكا في العراق - رسالة سعيد نعمه ال ...
- رسالة تضامن الى هيئة التنسيق النقابية في لبنان
- هل الدين أخلاقي ؟
- علمانية السيد علاوي!
- انقذوا خالد خليفة محمود
- حول اسقاط تمثال لينين وتحطيمه في كييف
- أضرار جانبية* Collateral Damage
- ايران 5+1 ، جنيف 2، وتفكيك جبهة الاسلام السياسي”الممانع“
- زياد الرحباني واليسارية الاعتذارية
- خطاب يوم العمال العالمي *
- عمال العراق: وحدتكم تخيفهم !
- رسالة الى فاتو بيسودا محامية الادعاء في محكمة الجنايات الدول ...
- وقاحات اردوكان وتغريدات ساي
- على الضفة المقابلة للكارثة
- لا شئ على ما يرام!، جردة حساب لاوضاع النساء في العالم للعام ...
- لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟
- لتتوسع دائرة مطالب الاحتجاجات ورقعتها لكل العراق
- اطلقوا سراحهم الان ! الى جميع النقابات العمالية ومنظمات حقوق ...


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟