أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع














المزيد.....

COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 21:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع .
" في علم النفس الإجتماعي وأبحاث المواقف ، فالتناذر الإدراكي (أو التنافر المعرفي ) هو وضع يكون فيه الإنسان في حالة تناقض وصراع بين مفاهيمه وسلوكه (على أرض الواقع ) . وهذه النظرية (التناذر الإدراكي ) تعتقد بأنه لدى الإنسان رغبة خفية للموائمة بين المواقف وبين المفاهيم وبين السلوك، بهدف الحفاظ على الإتساق أو النسق الخاص بهذا الإنسان " .
تنطلق هذه النظرية من فرضية تقول بأن الإنسان في الحالة السوية ، يتصرف وفق وعيه ، مفاهيمه ومواقفه من مُجمل قضايا الحياة ، فلو إفترضنا بأن شخصا ما يؤمن ، يعتقد ويدعو علنا إلى مساواة المرأة ، فلا شك لدينا بأنه ، وفي المكان الأول سيكون سلوكه مع زوجته ، شريكته وأهل بيته من الإناث ، سلوكا نابعا من إيمانه بالمساواة ، لذا ليس بمُستغرب عليه ، أن يتعامل مع الذكور والإناث في بيته بمساواة تامة ، في فرص التعليم ، العمل ، الميراث وحتى في توزيع المهام داخل البيت !! فليس هناك "سادة " ولا "خدم " ، في بيته .
لكن إذا إكتشفنا بأن هذا "المُنظّر " الكبير ، يتعامل مع أهل بيته ، بتفضيل للذكور وقمع للإناث ، فماذا نقول؟ وماذا سيقول هو أيضا إذا تم إكتشاف المستور !!
وللتوضيح فقط ، نحن لا نتحدث عن "دجال " ، ففي حالة التناذر الادراكي ، نتحدث عن إنسان يؤمن بما يعتقده حقيقة ، لكنه يتصرف بالنقيض لهذا الايمان .
وحينما يجد إنسان نفسه في حالة تناذر ، ففي الغالب يحافظ على "نسقه الخاص " بشكل ثابت ، أو يُحدث تغييرات على مفاهيمه لكي تكون مُتسقة مع سلوكه اللاحق . ولتبيان ذلك ، فلنفترض بأن شابا يرفض الخدمة في الجندية لإسباب ضميرية ، وصدر له الأمر بالتجنيد الإجباري ، فليس أمامه إلا خيارين لا ثالث لهما ،أولهما أن يُحافظ على "نسقه الخاص " ويرفض التجنيد مُتحملا مسؤولية رفضه من سجن أوعقاب إجتماعي أخر ، أو أن يُدخل تعديلات على معتقداته ، ليشرعن لنفسه قبوله التجنيد ، من أجل قيمة عليا كحب الوطن ، الدفاع عن الشعب ومقاومة العدو وما إلى ذلك . وهذه ليست تبريرات ، بل عملية "تغيير " داخلي تهدف للحفاظ على الحالة النفسية السوية وتتفادى حالة التناقض والصراع .
ولنا أن نطرح سؤالا في هذا السياق : هل يُمكن أن "تُعاني " المجتمعات من حالة تناذر أُسوة بالأفراد ؟؟
ولكي أستبق خطيئة التعميم ، وخطأ إنعدام النزاهة العلمية ، فإن ما سيأتي لاحقا ، ما هو إلا قرائتي الشخصية لحال المجتمع العربي والتي لا تستند إلى أبحاث ، بل هي إستقراء للواقع في ضوء نظرية التناذر الإدراكي ، ويجب أن أُؤكد على أن الأمر لا ينطبق على عموم المجتمع العربي قاطبة .لذا اقتضى التنويه .
أعتقد شخصيا ، ورغم أن حالة التناذر الادراكي ، هي حالة شخصية فردية ، بأن المُجتمعات العربية تعاني من هذه الحالة ، فالتناقض واضح بين "مواقف " ومعتقدات المجتمعات العربية وبين سلوكياتها .
فالعرب يعتقدون على سبيل ألمثال بأن "الدعارة والبورنو " هي إنحلال ، عيب وحرام ، بينما وعلى أرض الواقع ووفق الإحصائيات ، فإن أكثر المجتمعات إستهلاكا لأفلام الجنس هي المجتمعات العربية ، ولا شك بأن "أبطال " السياحة الجنسية هم العرب دون منازع .
والمُجتمعات العربية تعتقد إعتقادا راسخا بأنها رمز الشرف والعفة ، لكن نسبة الإعتداءات الجنسية داخل الاُسرة هي الأعلى !!
المجتمع العربي برجاله ، يعتقد بأنه "يحترم " و"يكّرم " المرأة ، لكن لا تجد رجلا ذكرا أشد إزدراء للمرأة من الرجل العربي .
العربي يعتقد بأنه الأشجع ، الأكرم ، والأكثر أمانة ، بينما تراهم جُبناء ، خنوعين ، بخلاء وغشاشين .
المُجتمعات العربية تؤمن بالتسامح والعفو بكل جوارحها ، لكن العربي هو الأشد حقدا وكرها ، غيرة وإنتقاما ...
وبإمكانك الإستمرار في إيراد الأمثلة .. وهي كثيرة وكثيرة جدا .......
وهذه هي إحدى ظواهر المجتمعات المأزومة والتي تعيش تناقضا وصراعا بين ما تؤمن به حقا وحقيقة وبين ما تُمارسه على أرض الواقع وفي الحياة اليومية ، مما يخلق أزمة "ثقة " بين أفرادها ، ويُعمقُ الإحساس بأن ما تسمعه ، ليس هو ما ستراه في السلوك لاحقا ....!!!مما يُحدثُ إنفصالا بين الموقف (الوعي ) وبين السلوك (الواقع الموضوعي ) ، فلمَ العجب لحال العرب ؟؟!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية : حرية تعبير أم حرية تدمير ؟!
- أيها الموت ألنبيل ، المجد لك.. !!
- إضرااااااب ..!!
- لا صوت يعلو فوق صوت -القضية - ..!!
- 400 زهرة ، مُشاكسة أخيرة وكلمة وداع ...
- أنا وبيكاسو ..!!(4)
- ألنص -رهينة - ألشخصنة ..(3)
- ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)
- لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
- كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
- دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
- كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
- الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
- -عاموس عوز- : نيو- نازية يهودية !!
- يوم النصر على النازية !!
- -ألتسطيح- أفيون الجماهير ..
- إستقلالهم نكبتُنا ؟!ماذا عن التزمت والأوهام ، أيضا !؟
- دكتور جايكل ومستر هايد !!
- إنهم -يخترقون - جُدران ألخزّان . مُهداة إلى روح غسان كنفاني
- أهلا بكم في دولة الشريعة اليهودية .


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع