أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية














المزيد.....


قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الرقم قد يكون مخادعا فيما لو إذا أقتطع من حالته التي تستطيع أن تعطله أو تفعله. وفي السياسة فإنه لا يعني شيئا, مهما كان حجمه, إذا لم يستطع أن ينتج فعلا مؤثرا. كثير من الإحصائيات الرقمية, المقتطعة من مشهدها الموضوعي كنتيجة, والتاريخي كأسباب, غالبا ما تؤدي إلى تأسيس نظريات خاطئة وحلول سلبية تضيف على المشكلة الأصلية أو تعقدها كثيرا.
للوهلة الأولى تجعلنا نتيجة الإنتخابات الأخيرة نفهم, رقميا, أن النتيجة التي حققها إئتلاف دولة القانون, وبالمقارنة مع نتيجة الإنتخابات النيابية السابقة التي كانت جرت في عام 2010, تمثل تقدما حقيقيا وحتى حاسما لصالح دولة القانون, وما أراه هو غير ذلك تماما, فقوة الرقم الحقيقية لا تكمن في فارق الأربعة أو الخمسة أصوات زيادة التي حققها مقارنة بالنتيجة السالفة وإنما هي تكمن في قدرة الرقم بمجمله على أن يؤدي نفس الوظيفة التي اداها قبل أربعة سنوات, وهذا يذكرنا بضرورة دراسة كل رقم على حدة من خلال معرفة وزنه ضمن حالته.
في الحالة السابقة اضيف رقم الـ 89 مقعد التي حصل عليها إئتلاف دولة القانون إلى حالة الإستنفار القصوي التي كان التحالف الوطني قد مر بها من أجل إبطال تسلم العراقية لمقاليد السلطة, هذا يعني أن الحالة هي التي فعلت الرقم وجعلته متفوق التأثير. ولو لم يكن هناك إستنفار في هذا الإتجاه لما تمكن إئتلاف دولة القانون, والمالكي تحديدا, أن يحصل على بقية أصوات التحالف الوطني الذي ضم بشكل رئيسي الصدريين وجماعة المجلس الإسلامي. في تلك المرحلة ضغط الأمريكيون أيضا لصالح المالكي تمشيا مع سياسة تقاسم النفوذ مع إيران على الساحة العراقية.
لم يكن هناك وقت للمبادئ والأخلاقيات والبراغمتك كان مسعفا في تلك اللحظة لمعرفة أن الإنحياز للعلمانيين ولعلاوي كان ممكنا أن يدخل الأمريكان في نزاعات غير مطلوبة زمنيا مع الإيرانيين, وفي تلك اللحظة برز السيد المالكي كأفضل من يساعد على تبادل الأوراق تحت الطاولة أو كعراب لمعادلة التوازن الأمريكية الإيرانية.
بعد أربعة سنوات تغيرت الحالة بالإتجاه الذي افقد المالكي ورقة الحاجة إليه كحل مركزي في مواجهة خطر مركزي حسبته أطراف التحالف الوطني ضدها, ألا وهو خطر العراقية نفسها, لا بل وحلت محل ذلك أزمات ثقة, به شخصيا وبسياساته المتفرقة , وبهذا يجد المالكي نفسه في وسط مأزق حقيقي قد يعطل كثيرا من زيادة رقمه ليجعله شخصيا عاجزا بحق عن العودة مرة اخرى إلى رئاسة الوزارة.
أما الكورد الذين كانوا بيضة القبان في مباحثات تشكيل الوزارة السابقة فقد فقدوا ثقتهم بالمالكي ومن الأكيد أنهم سينحازون إلى اي بديل من داخل التحالف الشيعي يعدهم بتحقيق بعض مطاليبهم. ولا أعتقد أنهم جادين بمسألة تعديل الدستور لإقرارالكونفدرالية, فهم يعلمون تماما أن المالكي أو أخوته الإعداء من داخل التحالف إضافة إلى بقية القوى السياسية الوطنية أو السنية, وربما الدولية والإقليمية, غير مستعدين لتلبية طلب على هذا المستوى, لكنهم بإعتقادي يلجئون إلى ذلك من باب رفع سقف المطالب للحصول على ما تحته, ولا بد انهم واعون لحقيقة ان مطلبا كهذا قد يؤدي بالنتيجة إلى إلتفاف كثير من القوى الوطنية والعربية السنية حول المالكي ليفعل إيجابيا قيمة رقمه الإنتخابي, إذ ليس من المعقول أن يراهنوا على إمكانية أن يوافق المالكي على طلب سيأكل حتما من رصيده في ساحته, إضافة إلى معرفته بالمسموح واللامسموح الإيراني الأمريكي.
بالنسبة لمعادلة التوافق الإيراني الأمريكي من يقل ان المالكي هو وحيد أمه, ففي الساحة العراقية, هناك الكثير من العناصر, وخصوصا من التحالف الوطني, التي تعلمت كيف تتقن لعبة التوازن بين القوتين المقررتين في العراق, وكيف تعد بتنفيذها.
هل سيفلح المالكي في النهاية بتشكيل الوزارة.. ربما, لكن سيكون مؤكدا أن الوصول إلى إقرار ذلك لن يكون من خلال المراهنة على أغلبية الأصوات التي حصل عليها, إذ لا يكفي السمكة ان تكون كبيرة لكي تتنفس خارج الماء.
وهذا يؤكد على أن قيمة الرقم مرتبط في النهاية بحالته التي تفعله سلبا أو إيجابا فتأكل منه أو تضيف عليه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية