سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 06:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما يكون العرب من اكثر الشعوب شكوى من بين شعوب للارض.علما انهم ربما من اقل شعوب الارض ممن دفع ثمن الاستعمار اقله تاريخيا .قارن مثلا باستعباد الهنود لمئات السنين من قبل بريطانيه .قارن مثلا فى استعباد الافارقة السود و موت الملايين منهم و جلبهم كعبيد لمزارعهم فى ما سمى العالم الجديد.قارب مع حرب الافيون مع الصين و مقتل الملايين من الصيين , او قارن باليابان التى ضربت بالاسلحة النوويه ,او قارن مع مقتل ملايين السكان الاصليين فى الولايات المتحده و كندا و استراليا الخ .رغم كل ذلك يظل الشكوى هو الخطاب الذى تربى عليه الاجيال فى الاقليم العربى .
معظم مصائب العرب من صنع ايديهم حسب راى .و اغلب الحجج التى تساق ضد الاستعمار القديم فى الكثير من القضايا حجج واهيه هدفها التهرب من المسوؤليه و القاؤها على الاخرين ..الحدود المغربيه الجزائريه مغلقه من عقود.و المواطن المغربى الذى يسكن خمسة امتار من الحدود الجزائريه و لديه اقرباء بحكم التداخل العائلى على الطرف الاخر من الحدود, عليه ان يذهب الى الرباط و من ثم فى الطائره الى الجزائر, و من ثم يذهب الى منطقه الحدود مع المغرب حيث بوسعه رؤيه بيته من هناك.هل هل معقول فى القرن الواحد و العشرين.هل هذا مسوؤليه الاستعمار ؟
الحدود العراقيه السوريه كانت مقفله لعقود رغم وجود حزب واحد يدعو للوحده مع بلاد بعيده مثل موريتانيه او جزر القمر , و هو مغلق الحدود على بلدين جارين ؟هل هذا مسؤوليه الغرب ؟
تغيير الواقع يحتاج لجهد و لعمل و الخطابات الفارغة باتت امرا غير مقبول .لا احد يطالب بوحدة عربيه بالطريقة الهلامية التى كانت تطرح فى السابق. يحتاج العرب الى اجراءات واقعيه على الارض تحسن الواقع بالتدريج و تقرب العرب من بعضهم البعض .مثلا قطار عابر للحدود العربيه يمكن للمرء فيه ان يسافر بلا تاشيره, او على الاقل باجراءات مخففه لكى يسافر الشباب العرب بسهولة , سواء للعمل او الدراسه او السياحه .و تبادل ثقافى و رياضى اشمل و اجراءات حدوديه و جمركيه و ثقافيه و اقتصاديه الخ من اجل جعل حياة الناس معقوله و محترمة.كل هذه اجراءات ممكنة و لا تضايق احدا لكنها تسهل كثيرا من حياة الناس و تحافظ كل بلد على حدودها كما هى .
و الامر لا يحتاج الى ثوريين بقدر ما يحتاج الى عقلاء و سياسيين ناضجين لا اكثر و لا اقل!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟