أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - معطف التاريخ الفضفاض














المزيد.....

معطف التاريخ الفضفاض


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 20:45
المحور: الادب والفن
    



معطف التاريخ الفضفاض : المالكي يبحر بعيدا , على قارب الاصوات ..
______________________

من الأخطاء الشائعة القول انّ التاريخ يعيد نفسه , في دورات مكرّرة .. ! الماضي يبقى ماضيا
بكل حمولاته وملامحه .. ماض يحمل في تضاعيفه روح وعلامة وتقاسيم الزمن والمجتمع الذي
انتجه ... التاريخ حلقة في مسلسل الزمان ..من غير الممكن قطعا أنّ تتطابق الحلقات في الرؤية
والمشاهد والتحولات .. وقائع التاريخ متباينة في التفاصيل وحتى في الخطوط العامة
وفي عناوين الانعطافات التاريخية الكبرى
لكل مرحلة وقائعها وبصمتها .. كما لكل حدث مسبباته وظروفه التي فعلت في انتاجه .. المراحل
التاريخية نتاج بيئتها والعوامل التي تضافرت في انتاجها ..وتلك العوامل او منتجات التاريخ تتفاوت
كما ونوعا من مرحلة لاخرى .. من الصعوبة بمكان ان تعيد انتاج نفسها في مراحل لاحقة بفعل
التغيّيرات التي تصيب البنية المجتمعية .. اذ انّ التغيير خاصية تلازم الظواهر .. فكل شيء على
نحو مطلق في حركة مستمر .. حراك لا هوادة فيه .. حركة تبدّل سمات الظاهرة وتحدث على مدى
ما , تحوّلا جوهريا في شكلها ومضمونها ... فالمرحلة التي انتجت الديكتاتور صدام حسين مغايرة لهذه
المرحلة التي انتجت نوري المالكي ..
لكن ليس هذا ما نحن بصدّده , تلك الامور باتت من البدهيات المسلّم بها .. ولكن ما يثير الاسئلة الاشكالية
هو , كيف تتطابق عناصر صناعة الطغاة ..رغم التفاوت التاريخي في مستوياته الزمانية ..فالشعب الذي انتج
صدام حسين هو ذات الشعب ... رغم التغييرات التي خرقت جدار التاريخ بالصميم .. التغييرات المهوّلة التي
القت بظلالها على العديد من احداث وظواهر المجتمع ..فالشعب الذي خرج لمبايعة صدام في استفتاء
شعبي عام 1997 ومنحه 99 بالمائة من الاصوات هو ذات الشعب الذي تدفق في امواج هادرة ليعلن
تضامنه مع المالكي عبر مبايعة انتخابية بلغت مايربو على 93 او نحو ذلك .. رغم الفارق في نمو الاجيال
او تباين الاجيال ..واذا ما ذهبنا ابعد من ذلك ..وفتحنا ابواب العقد السبعيني ..سوف يطالعنا ذات الشعب
الذي طبّل وزمّر لاحمد حسن البكر , والذين سبقوه في حكم الشعب ..
هنا تكمن اشكالية إعادة التاريخ انتاج نفسه .. رغم ان التاريخ في حركة مطردة تلزم تغيّرات حتمية
بحكم ضرورة وحتمية الحركة التي تستوجب التبدّل في بنية الظاهرة ...
يبدو الأمر للوهلة الاوّلى , يكتنفه الغموض والالتباس .. كما لو انّ الشعب كان يحيا خارج التاريخ
او بمعزل عما كان يجري ..
ان الشعوب الحرة كما نعرف هي من يسهم في صناعة التاريخ .. تاريخها .. هي من ينتج التاريخ
عبر انعطافاته الكبرى ..لكن يبدو الامر , عندنا , سيما فيما يتعلق بالتاريخ , مختلف تماما ..
ففهمنا او قراءتنا لتاريخ .. قرأة واحدة .. قراءة مطلقة غير قابلة للتأويل او لتفسيرات مغايرة لما
هو راسخ في الذهن ..فالتاريخ في زاوية نظر حادة ..نظرنا , عبارة , عن كم هائل من المورثات
المنتجة من لدن اسلافنا ..كم مرعب من الاساطير والخرافات والاوهام , نتوارثها غالبا شفاهيا
جيل اثر جيل , في تعاقب مهول من الاجيال والخرافات .. تراث زاخر بالمخاوف انتجته عقول
مدجّنة على تمجيد السلاطين .. والاذعان والعبودية , عقول كهنة اسست لذلك التراث والذي
لم تزل تسري امراضه ..و تتفشى في جسم وروح المجتمع .. وما صورة صدام الا امتداد لأسلافه
الذين انتجهم التراث الشفاهي الشعبي.. فكل طواغيتنا خرجوا من معطف التراث المحمول على
ظهور الخرافات والاكاذيب والرعب ..كما لو إنهم خروجوا من معطف تاريخ واحد فضفاض طويل
تاريخ متشابه في الملامح والروح والاحداث .. تاريخ لا يملك إلا لون واحد ورائحة بقيت تنضح
بذات النكهة .. تاريخ شاخص وسط كهوف من الاساطير ..وصحراء قاحلة من الخرافات ........




#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص : قراءة في الساعة
- نص : الكلمات مناقير الصقور .. شذّبتها طيور المعنى
- حياة حالمة
- الساردة حنان المسعودي : صرخة التابو
- نص : رنين الهاتف النقال بوصفِه صرخات استغاثة
- نص : الحياة يوم قصير ... في حياة طويلة
- نص : الحياة الكثيفة اللحى ........... او , ابليس
- الطفل والنهر ......... : النبؤة والضيّاع
- القطارات الصاعدة للسماء : رسائل الزمن المشفّرة
- بيتنا القديم : بيت زمن الطين .............. ذكريات من طين
- نص : صرير الابواب . برقيات مستعجلة في بريد الغابات
- سلطة الاغتراب : عزف على ايقاع الغياب
- جراح النساء : وشم على جسد المرأة
- نص : السيوف ......... السيوف
- تاملات : الحياة كانت هناك
- تاملات في الحبال : حبال الغسيل ........... حبال الشنق
- استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : ال ...
- استذكارات : خيون دواي الفهد : ذاكرة الشوارع والبارات
- استذكارات : من كراج النهضة الى سجون المعسكرات
- استذكارات : كراج النهضة ح8 : من كراج النهضة الى سجون المعسكر ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - معطف التاريخ الفضفاض