|
لماذا أنتقد حمدين صباحي ولماذا أرفض تخوينه ؟
سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي
الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 16:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنتقده لأني مؤمن بأن حرب الكلمات أقوي وأشرف من حرب الرصاص، والنقد يختلف عن التخوين، إذ الأول يعني حق إبداء الرأي في كشف الأخطاء ، أما الثاني فيعني الرفض جمله، وأنا لا أرفض حمدين وتياره الفكري والسياسي جملة، بل في تقديري أن الرجل ضعيف على المستوى الفكري والسياسي، ليست لديه خصوبة في المفاهيم تُكسبه القدرة على معالجة الأزمات ببراعة، وقد ظهر ذلك القصور لديه في تعاطيه مع قانون التظاهر، إضافة إلى أنه فاقدا لملكة التواصل وإن برع في ملكة الخطابة، وقد تعلمت أن الخَطَابة في الأزمات هي خيار فاشل يعني الضعف والفراغ، مما يسهل بعد ذلك اختراقه من تيارات كلنا نعرفها وهي العنصر الأساسي في بقاء الأزمة..
السياسة لا تعني وضع البيض في سلة واحدة فتنكسر الأولى ويتبعها البقية، وقد وضع حمدين بيضه في سلة واحدة وربط جميع السلال في حبلٍ واحد ، رفض مؤيدي مبارك ومرسي جملة، وقال في عبارة صريحة.."لا يشرفني أصوات مؤيدي مرسي ومبارك"..وهذه لغة استعلائية لا يجب أن تضعها في خطابك السياسي، ولما ترفضهم ياسيد حمدين وأنت تعلم بأن ما يُعرف.."بحزب الكنبة"..هو الأغلبية في أصوات المصريين، وهو ليست لديه أي ميول سياسية كونه يجري وراء الزعامة والاستقرار الأمني والاقتصادي، وهذا يعني أن هناك شريحة كبيرة من مؤيدي مرسي ومبارك لا يجب أن تخسرها، بل يجب أن تحافظ على ما تبقى من روابط بينك وبينهم، فهؤلاء مصريون شئت أم أبيت.
أعلم أنك ياسيد حمدين تريد أن تخلق حالة جديدة خلافاً للتيار العام، فهذا التيار يرفع شعار الجيش والشعب فتقول أن الجيش لا يجب أن يحكم، وهذه فضيلة.. ولكن ليس من الفضيلة أن تجهل آليات حُكم الجيش، فإذا رأيت عسكرياً يحكم باسم القوات المسلحة فحق لك أن تتهمه، أما في مصر فتوجد حكومة مدنية وليست عسكرية، قد توجد لها بعض الميول العسكرية وهذا من أثر التهديد الأمني الخطير للدولة المصرية، هذا التهديد الذي تعترف بوجوده وتؤمن بتأثيره على الأمن القومي للمصريين، ولو أنك كنت تقرأ لعلمت بأن الإنسان إذا شعر بالخطر ينزع للعنف ، فما بالك والدولة بالكامل شعرت بهذا الخطر فهل لها الحق أن تنتفض لتحافظ على بقائها ولكي تكون أنت جزءاً من نسيجها؟
لا يجب ياسيد حمدين أن تتجاوز في حق منافسك الذي أعلن أكثر من مرة أنه يحترمك ولم يتعرض لك بالخير أو الشر، بل هو يرتكز في خطابه الإعلامي والسياسي على أمرٍ واحد وهو شرح موقفه ورؤيته لإدارة الدولة المصرية، ثم تأتي وتتهمه بعدم وجود برنامج، ولو فرضنا صحة هذا الاتهام..طب وهل أصبح وجود ذلك البرنامج معياراً للأهلية ؟!..قل لي ما هو برنامج عبدالناصر لإدارة مصر بعد ثورة 52، وفي نفس الوقت عليك أن تعدد إنجازات عبدالناصر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، يكفي أن الرجل لديه رؤية هو قادر على صياغتها وشرحها، وهذا حقه كمرشح أن يدير برؤاه دون الاستعانة بأحد، في المقابل كم استعنت ياسيد حمدين من الخبراء في صناعة برنامجك؟ وهل البرنامج في العموم نظري أم عملي ؟..وهل مشروع النهضة الإخواني كان نظرياً أم عملياً؟ ولو كان عملياً فلماذا فشل الإخوان وهم جهلوا أقصر الطُرق إليه ؟
في المقابل أرفض تخوين حمدين صباحي لأنه كأي معارض نزيه في هذا البلد، يكفي أنه وقف مع الجيش ومؤسسات الدولة في عز المحنة، وفي المحن تُعرف الرجال، هذه ملكة يهبها الله لمن يشاء ، يكفي أنه وفي منافسته مع قائد الجيش السابق لم يتعرض للقوات المسلحة بل عارض ما يخص رؤيتة في علاقتها بالسياسة، ، إضافة أنه لم يُعرف عليه سوى أنه كان مضطهداً في زمان مبارك ومرسي، وليس اضطهاده دليلاً على أهليته، هذا شئ وذلك شئ آخر، ينبغي الفصل وإلا وقعنا في الخلط الذي حمل البعض على القول بأن.."اختيار حمدين هو لكفاحه في الماضي ضد مرسي ومبارك "..هذا غير صحيح وهو الخلط الذي تسبب قبل ذلك في صعود الإخوان للسلطة والأزمة التي أحدثوها في البلاد، قالوا أن الإخوان كانوا مضطهدين لذلك فهم مؤهلون لقيادة مصر، المعيار ليس في المعارضة بل في الأهلية، وهذا المعيار نختلف حوله جميعاً فبعضنا يرى حمدين مؤهلاً والآخر لا يراه كذلك.
يُحسب لحمدين تصميمه على دخول المنافسة مع السيسي وهو يعلم أن للرجل شعبية جارفة تضعه-وشخصه- في موقف محرج، وهو الذي حصل على 4 ملايين صوت في الانتخابات السابقة أمام مرسي وشفيق، مهما قيل يجب أن نعترف بشجاعة الرجل في هذه الجزئية، إضافة إلى الإغراءات التي أعتقد أنها ُتقدم إليه لينسحب وتشويه صورة الدولة وإخراجها بمظهر المستبد والمنحاز، وإن أشار حمدين إلى هذه الرؤية بطريقة مباشرة أكثر من مرة، وأنا أعذره في ذلك لأن الإعلام يُفترض أنه آلة تعكس صورة الميدان، فإذا كان الميدان مع السيسي فالإعلام لن يسلم من ذلك، وإن كان الإعلام في تقديري يحاول جاهداً أن يكون حيادياً ويضع المرشحين في مستوى واحد ..ولكن يبدو أن ضغط الجماهير والأحداث إضافة إلى تصريحات حمدين اللامسئولة جعلت الإعلام يظهر بهذا المظهر الغير مرضي ولكنه ضروري في نفس الوقت.
#سامح_عسكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يحدث في ليبيا ؟
-
شعب مصر والمسرحية السورية
-
التصالح مع الإخوان..جريمة
-
فقه الانتحار باسم الله
-
فقه المعاملات البنكية
-
عقدة قانون التظاهر
-
ياسر برهامي ومحجوب عبدالدايم
-
التراجع الأمريكي في مصر
-
فيلم حلاوة روح والانشغال الجنسي..
-
صور فيما بعد فوز أردوجان
-
موقفي من ترشح المشير السيسي
-
كيف نتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟
-
لماذا الحرية أولاً؟
-
لماذا الديمقراطية أولاً ؟
-
لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-3)
-
لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-2)
-
لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-1)
-
جهاز الكبد والإيدز المصري..لحظة تفاؤل
-
حين الشك يأتي اليقين
-
صراع الطربوش والتراث
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|