سلام ناصر الخدادي
الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 08:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حارة كلمن ايدو الو !!! ...
المتتبع للمشهد السياسي العراقي الان ، يرى بوضوح الكم الهائل من التناقضات والتجاذب بين مختلف الكتل السياسية ، والصراعات الفكرية المتناقضة .
ويزداد المشهد اكثر خطورة و ولوجا الى نفق خطير مظلم ، حين نرى الخريطة الأمنية بمفترقاتها وتشعباتها ، وضبابية توجهاتها !!.
ان الانهيارات التي يعاني منها العراق وعلى مختلف الأصعدة ، الأمني والسياسي والاقتصادي والمؤسساتي والخدمي وغيرها ... أدى الى تشظي القرارات والسير بالخطوات كل باتجاه يختلف عن الآخر ويتقاطع معه تماما ، في الشأنين الداخلي والخارجي .
لقد برز في الساحة العراقية بعد فراغ الدولة من محتواها ، مراكز قوى لا حصر لها !! .. ولعبت الأجندات الخارجية (فكرا وتمويلا وثأرا) دورا فاعلا في زعزعة استقرار البلد ، وامتدت أيادي دول الجوار والأبعد منها لتفعل ما يحلو لها دون حساب او عقاب ..
واللافت إن هذه الكتل والأحزاب والشخصيات ، دخلت بثقل ونفوذ كبيرين ، واستحوذت على مقدرات البلد ، بولاءات خارجية او بواسطة أذرعتها الميليشياوية المسلحة ، والتي لا تتوانى عن تدمير ( الآخر ) من اجل حماية مصالحها الفئوية او المذهبية !!.
ليصبح المواطن ( الضمير الغائب ) في لعبة المهاترات هذه .
ويعيد التاريخ نفسه بعد اكثر من ثلاثة عقود ، حين كنا نشاهد ضاحكين.. مسلسل ( حارة كلمن ايدو الو ) لـ غوار الطوشي وابو عنتر وحسني البرزان ... من على شاشة تلفزيون العراق ..
لكننا اليوم ، نشاهده بالتفصيل الممل الدامي ، وبالوجع والآهات والأنات ، هذه الحارات .. التي تسمى العراق !!!
#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟