أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإسلامية














المزيد.....


صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإسلامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 11:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حينما ننصب أنفسنا قضاة وديانين ندين الناس بما ليس لنا به علم تضيع فورا من أمامنا فرصة صناعة السلام بين الأفراد والجماعات,. لأننا سنحارب ونقاتل ونسجن ونحتكر ونطغى ونحكم بالحديد والنار اعتقادا منا بأن الله أعطانا رخصة بذلك ,أما حينما نترك الخلق للخالق ونؤجل إدانة الناس فإن السلام سينتشر بين الأفراد والجماعات وسيأخذ كل إنسان حريته في العمل والقول ,وستنمو المجتمعات وتزدهر الأفكار في العقول كما تزدهر الورود في البساتين والحقول والجنائن والحدائق, وبما أن معيار الأخلاق غير ثابت فإن الحقيقة أيضا غير ثابتة ولا أحد منا يعرف الحقيقة فنحن أيضا لا نستطيع أن نقول عن أنفسنا بأننا نملك الحقيقة المطلقة كما يحدث هذا في الديانة الإسلامية , فبسبب هذه النظرة للحقيقة نتعارض مع جيراننا وأبنائنا في الأفكار والمعتقدات وتدب الخلافات وينتشر الحرب محل السلام, أما في الديانة المسيحية فالموضوع عكس كل هذا حيث الرب هو وحده من يدين الناس وليس الناس.

ربما من وجهة نظري وهذا مؤكدٌ وهو أن قدرة الديانة المسيحية على صناعة السلام هي أكثر من قدرة الديانة الإسلامية على صناعة السلام بشكل عام,وهذا يرجع إلى طبيعة علاقة الإنسان بالله وأن الفرق بين الديانة الإسلامية والديانة المسيحية يكمن في عمق الجوهر للعلاقة القائمة ما بين الإنسان من جهة وما بين الله من جهةٍ أخرى, فمثلا في الديانة المسيحية دائما ما يكون الرب حاضرا مع الإنسان أينما ذهب وأينما جلس وأينما حل, ومعه حتى لو أخطأ لهذا تتفاهم الأفراد والجماعات فيما بينهم على أمور تخص الفكر والعقيدة ويترك كافة المسيحيين الإنسان وشأنه مع الله فلا نسمع مثلا بأن مسيحيا أقام الحد على مسيحي آخر بتهمة الهرطقة أو الكفر بما يستوجب قتله,وقد تحدث عكس هذه الأمور في الديانة المسيحية ولكن بنسبة ضئيلة جدا جدا بينما نجدها في الديانة الإسلامية شائعة جدا في البيوت والمؤسسات والمساجد والحكومات وهذا يوفر شكلا حادا للاستثمار في القتل والتعذيب وتهجير الآمنين في مساكنهم ولكن في الديانة المسيحية على الأغلب يُترك الخلق للخالق فلا تتدخل الكنيسة في الفرد المسيحي حتى لو ترك ديانته,وربما يحدث هذا على الصعيد الفردي بشكل ضئيل جدا ولكنه ليس مستفحلا كما هو في الإسلام, ومهما اختلف المسيحيون في داخل الأسرة الواحدة فكريا وعقائديا ومذهبيا فهذا لا يؤدي بينهم في الوقت الراهن لإشعال الحروب كما هو في الديانة الإسلامية حيث الاختلاف في الرأي يؤدي إلى إشعال معركة ليس لها أول وليس لها آخر.

وفي الديانة الإسلامية الإنسان هو الذي يمشي مع الله ويرى بأن مزاج الله نفس مزاجه فتأتي أحكام الله الشرعية مطابقة لمزاج الإنسان في العقائد والأفكار والمعتقدات, وإدانة أي إنسان بالكفر أو بالزندقة في الديانة الإسلامية تأتي بشكل سريع جدا وبدون أي لحظة تأني أو تفكير وهذا بعكس ما يحدث في الديانة المسيحية لذلك في الديانة الإسلامية تضيع بسرعة فرصة السلام بين الأفراد وبين الجماعات بينما نجدها على عكس ذلك في الديانة المسيحية حيث دائما فرصة السلام مشروعة وقابلة للنمو بسبب التسامح الديني وبسبب العلاقة القائمة بين الله وبين الإنسان بحيث تكون العلاقة واضحة جدا وهي أن الله هو الذي يكون حاضرا مع الإنسان, وهنا عملية القبول والرفض فالرب في الديانة المسيحية يتقبل الإنسان مهما أخذنا عن هذا الإنسان الأفكار السيئة, فالذي نعتقد بأنه شرير ربما انه ليس شريرا البتة,وهذا جوهر عميق في الديانة المسيحية وهو يؤسس للسلام مباشرة, وهذه وجهة نظر الإنسان فقط لا غير, لذلك نفاجئ جدا حين نجد الرب في الديانة المسيحية ينعم على الأشرار الذين نعتقد بأنهم أشرارا فربما أن للرب وجهة نظر أخرى غير تلك التي نعتقدها نحن , لذلك في الإسلام نظرة متسرعة عن الذنوب والخطايا وأحكاما مستغربة ومدهشة وصناعة السلام نادرا ما تنجح في الديانة الإسلامية, وما الإرهاب الذي نشاهده على أيدي الجماعات الإسلامية إلا بسبب تلك النظرة المستعجلة والغبية, فتلك الجماعات لديها اعتقادات أنك أنت شرير أو عاصي أو خارج عن الملة أو كافر أو زنديق أو منحل أخلاقيا لذلك فورا يبدءون بإعلان الحرب الضروس عليك مباشرة وتتكاثر الأعمال الحربية ويحل الحرب محل السلام والعداء محل التفاهم والشر محل الخير بسبب وجهات نظر مستعجلة جدا لم تتريث أبدا, فنظرة المسلم العادي للناس أيضا نظرة مستعجلة تنبع من سذاجة وبساطة المسلمين الذين ينظرون لك كونك مختلف معهم في الرأي على أساس أنك عدو الله, في حين أنك في الديانة المسيحية لست عدوا لله فلا يدينك لا القس ولا المسيحي ويؤجلون عملية إدانتك للديان الذي هو وحده العالم بالحقيقة, أما في الديانة الإسلامية فالمسلم ينصب من نفسه ديانا يدين الناس ويقاتلهم ويتهجم عليهم ويعاديهم ويحاربهم ويعتقد بأن مزاج الله الفكري هو نفس مزاجه ,يدينك المسلم فورا لمجرد الاختلاف في وجهات النظر, لذلك الديانة المسيحية أقدر على حمل لواء السلام وصناعة السلام من الديانة الإسلامية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أنت يا مريم!
- موعظة المسيح على الجبل
- أنا أتألم إذن أنا مسيحي
- يوم ميلادي يوم السلام
- قطتي البيضاء
- لا تبتسم إلا وأنت ميت
- الإنسان هذا المخلوق
- الجنس والسلام
- حول الإسلام السياسي
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإسلامية