صالح برو
الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 18:52
المحور:
الادب والفن
شاب, كأي شاب عاطل عن العمل, قرر أن يعيش بضع ساعات مع المستقبل المتأخر, لظروف لا يعلمها سوى المستقبل نفسه.
فكر ملياً بإمكانية العيش في زمان غير مؤهل له، فاستجدى بعدة إكسسوارات, كانت متوافرة لديه، في المنـزل، بدأ بطلاء شعره الكثيف، بصبغة بيضاء نمرة (22). كما ارتدى ثياباً بقيت ذكرى من جده المتوفى.
وقف أمام المرآة متأملاً لمدة لحظات، أحسَّ أن ركبتيه لم تعودا قادرتين على حمله.
اجتمعت تجاعيد الأرض كلها في جغرافيا، وجهه،سقطت أسنانه واحداً تلو الأخرى.
جف فمه، اصفر لونه، ابتل سرواله، شلت أطرافه، سقط ميتاً أمام مرآة كتب على جبينها لتساهم في موته، فراحت تلوم صراحتها المطلقة حزناً عليه.
لحسن الحظ كما يشاع زرعت كما هي بالقرب من رأسه، لعدم إمكان الأهل شراء شاهدتين لقبره.
وكل من حضر دفنه، كان يراقب شعور الآخرين، من خلالها..
ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي المغفل: أصيب بفقر دم شديد، وشيخوخة في عضلة القلب، ونقص عدة فيتامينات، منها (الكالسيوم) وارتفاع نسبة السكر في الدم وشلل كليّ، هذا ما عدا اليرقان الحاد والمفاجئ، ما أدى إلى خلل في خمائر الكبد... وهذه خبرتي.
الطبيب الشرعي
#صالح_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟