أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - ما معنى اليسار شَلَحْ














المزيد.....

ما معنى اليسار شَلَحْ


روبير البشعلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درج مؤخرا بعض الاصدقاء وبعض الكتاب والصحافيين على استعمال تعابير او
معاني غير دقيقة تصف فئة اليساريين غير محددة الانتماء والوجهة. فئة تعمل وتكتب وتعيش وتدعم منابر اعلامية وسياسية اقل ما يقال فيها انها رجعية الرجعية العربية. لكنها سبحان الله يسارية مع ذلك كما تصر هي على القول.ء
يقول بعض قدامى اليساريين, ابناء اليساريين, ان اليسار انقسم الى يسار "أعاد النظر في أيديولوجيته وفي مسلماته النظرية" ويسار لم يعد النظر طبعا. يسار انساني ويسار غير انساني حتى لا نقول كلمات كبيرة (همج ثقافي اعلامي مثلا).
اليساري الذي اعاد النظر في مسلماته النظرية لم يتوقف هنا. . عند "النظر". هذا كلام على طريقة نصف الآية: لا اله. يجب ان نكمل الاية. اعاد النظر بمسلماته فاكتشف ان فكر خصمه كان المحق لا فكره اليساري فانتقل اليه لا على الصعيد الفكري وحسب بل فيزيقيا ايضا. هكذا صارت السعودية ومنابرها ديمقراطية وانسانية, وصار الاميركي انسانيا وداعما للمجتمع المدني وللجمعيات غير الحكومية, وصار التركي حقوق الانسان بذاتها. واسرائيل "جارا" والاميركي "شريك". فقط الاتحاد السوفياتي بقي هو العدو. غير ان الاتحاد السوفياتي لم يعد موجودا لكن النبأ لم يصلهم بعد. طيب الممانعة يا اخي. لعن الله الممانعة فهي ضد الانسان الانساني النقي المحب للحياة.
هكذا اعاد النظر بمسلماته هذا النوع من اليساري. لكن الخطورة في منهجه ليست هنا بالحقيقة. أن يغير الانسان رأيه ونظرياته في امور الكون والسياسة ليس عيبا بذاته بل هو حقه المطلق. أن يرى الحرية في السعودية وحقوق الانسان في اميركا حق لا نجادله, أن يرى تداولا للسلطة في قطر - على سبيل المثال لا الحصر - ولو بدا غير طبيعي بعض الشيء, ان يرى كل ذلك فهو حق طبيعي له لكن ما يؤخذ عليه هو اعادة النظر بالمسلمات الى هذا الحد بدون التخلي عن "الاسم" اليساري, عن اللوغو, فهو مصر ان اليسار انقسم الى يسارين هو احدهما: يسار سوفياتي ويسار بوشي جديد. هكذا بكل بساطة. يسار متحجر ويسار سعودي انساني منفتح. يسار استبدادي ويسار حمدي ديمقراطي. تصوروا ان حمد انقلب على ابيه اثناء غياب الاخير في الخارج. لم يقتله. هل هناك ديمقراطية وانسانية متقدمةعلى انسانية حمد. بربكم اجيبوا.
من هنا رأى البعض ان يطلق على هذه الفئة من الناس لقب "اليساري السابق" باعتبار انه "اعاد النظر بمسلماته", مرتدا كما كان يقال قديما. غير أن اصراره على انه هو اليساري جعلني استعير من التراث الشعبي القروي اللبناني تعبيرا "يلبق" اكثر لهذه النوعية من اليسار: "اليساري شلح".
اما التعبير, شلح, فأدين به لبعض اهالي القرى اللبنانية الذين يطلقونه على الكاهن الذي يترك الكهنوت فيسمونه "خوري شلح". الخوري شلح هو اذا خوري (بالرغم من أنه لم يعد كاهنا ولا خوريا بالحقيقة) وشلح في الوقت ذاته تماما مثله مثل اليساري شلح, يساري وشلح في الوقت ذاته مع انه لم يعد يساريا بالحقيقة. ء
فاليساري "السابق" هو, وكما يدل النعت المستخدم, اليساري الذي لم يعد يساريا ويعلن ذلك على الناس علنا ​-;-​-;-وجهارا. اما الذي يتبنى فكر عدوه السابق ويصر على يساريته فهو ليس يساريا سابقا برأيي. انه "يساري شَلَحْ" ء.
"اليساري شَلَحْ", وليس الشالح أو الشلح, هو اليساري السابق الذي رغم تخليه الطوعي عن افكاره وتبني فكر عدوه السابق وتولعه به كفكر غالب يصر على تقديم افكاره الجديدة وكأنها امتداد وتطوير للفكر اليساري نفسه متناسيا أنها فكر اليمين الذي امضى عمره السابق في محاربته ومغالبته قبل ان يفشل. ء
اليساري شلح هو بالنتيجة اليساري الذي لم يعد يساريا لكنه, لسبب نفساني أو مالي ما, يصر على الإحتفاظ بالعَلَمْ واليافطة واحياناً بالصفة والرتبة السابقتين. مش مشكلة، يساري يا أخي، لكن يساري شلح. ء
التعبير اذا لا يمكن إطلاقه على اليساري السابق الذي يعلن أنه لم يعد يسارياً بل اصبح, بنعمة الله, يمينياً خالصاً. إنه خاص ناص بالذي يدّعي أنه ما زال يسارياً إنما مدعوما هذه المرة, ليس بالاتحاد السوفياتي, بل ب "افكار" حمد والسعودية او بوش او اوباما او العرعور، أو أشباههم، وينشر صوراً او نصوصاً ل مهدي عامل, غيفارا, ماركس او غيرهم, غرامشي بيمشي كمان , ويستمر في "نقد" اليسار بهدف "تطويره" من الموقع الحمدي طبعا, ولكي يلعب "دوره" الايجابي الانساني الحر الجديد.
اول الحوار وشرطه الاساس الشفافية والدقة. فاقتضى التنويه. شكرا لتفهكم



#روبير_البشعلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعلوكيات/ ما قبل الهاوية
- في احتقار الإجتماع العربي/ صعلوكيات
- الهوى والشباب والأمل المنشود
- «اليسار لبس» بعد «اليسار شلح»/ صعلوكيات
- بين الحرية والتفتيت
- مأزق اليسار
- بعد القصير: نابليون ضد بونابارت
- غَزْلُ الأوهام أو الخروج من المأزق الطائفي
- صعلوكيات/ ولكن من هو العدو ؟ أسرائيل فقط ؟؟؟؟
- صعلوكيات/ -الارثوذكسي- نعمة أم نقمة على لبنان ؟
- اليسار إبن تركيبته الإجتماعية
- السياسوية -علم- الرغبات
- صعلوكيات / -إعلان دمشق- وجبهة النصرة : زواج العقل ؟
- فلسطين ,كرسي القش و-سفريات ابو عساف-
- الثورة الخرساء في سوريا ليست من اجل الحرية
- الطائفة مقولة فلسفية أم جسم اجتماعي قرابي حديث ؟
- اليسار شلح السوري يخوِن اليسار الفرنسي
- الاستبداد والحرية اوهام العمران البشري
- صعلوكيات / بيان من أجل الدولة العربية
- صعلوكيات/ الرأسمال الشكلي الطائفة و-الواسطة-


المزيد.....




- ما الذي عليك فعله مع الهبوط الحاد لسوق الأسهم؟ إليك أهم 3 نص ...
- وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف خطة إعمار غزة وجهود خفض التصع ...
- هل يستطيع ترامب إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي؟
- اقساها على الصين.. بدء سريان رسوم ترامب الجمركية على 60 بلدا ...
- الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن: نطالب بالإفراج عن ...
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية
- أورتاغوس: ولى زمن حل المشاكل في الشرق الأوسط على طاولة يجلس ...
- الحكومة اللبنانية تنفي صحة استخدام -حزب الله- مرفأ بيروت لته ...
- وفدان روسي وأمريكي يصلان إلى اسطنبول اليوم الأربعاء
- -حماس-: مقتل 29 وجرح أكثر من 50 في قصف استهدف مدنيين شرق غزة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - ما معنى اليسار شَلَحْ