الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
المتتبع لسباق الرئاسة بين المرشحين في مصر يعثر على بعض الدلالات الهامة التي يمكن أن تكون مثلاً يدرس في باقي الدول .
(2)
ما يجري الآن في مصر ، هو تحول السباق الرئاسي تدريجياً إلى سباقٍ بين مرشح ثورة وآخر مرشح دولة .
(3)
"حمدين صباحي" ينفرد بالصفة الأولى ، فيما يستحوذ "السيسي" يوماً بعد يوم بالصفة الثانية ، وهنا يكمن مربط الفرس .
(4)
اعتقد أن "صباحي" بانحيازه إلى نمط الحشود الجماهيرية الصاخبة ، ونبرة الصوت المرتفعة ، التي تُقاطع بين الحين والآخر بالهتافات المؤيدة ، التي يؤججها هو بالوعود السخية بمستقبلٍ يُسرع للناس بالرخاء الكامل ، اعتقد أنه بذلك يسعى للانفراد بهذه الشخصية التي يلذ لها أن تقود الحشد المؤمن بقدراتها الى صندوق الاقتراع ، وهي شخصية تحتكر "التمثيل الثوري" بمعنى أنها شخصية الثورة بصخبها وحركتها الفائقة وأحلامها الكبيرة بلا حدود .
(5)
على الجانب الآخر يظهر "السيسي" بوجه مغاير ، شخصية رجل الدولة الرصين ، الشخصية النمطية لدولة مؤسسات لا تعد بأكثر من المُستطاع ، ولا تنساق وراء أحلامٍ قد لا تتحقق ، وتفضل دائماً الظهور في أماكن مغلقة ، مرتبة ، معدة سلفاً ، تقتصد في التصريحات ، ولا يهمها أن يتزايد الصخب من حولها بقدر اهتمامها بتزايد الانصات لما ستصرح به .
(6)
والآن ، هل يمكن لنا أن نضع الشخصيتين في ميزان مراقب عن بعد ؟ اعتقد أن الشخصيتين لهما فرص للنجاح ، والحصول على قدر مهم من أصوات الناخبين ، ولكن ، إلى أي حد ؟
(7)
شخصية "مرشح الثورة" ، هي شخصية مرحلة من المنطقي أن تكون قد انتهت أو شارفت على الانتهاء بميلاد انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية ستأتي بعدها ، أي أن الثورة هنا آن لها أن تخلد إلى الهدوء لتفسح المجال للدولة ، وهنا تبرز الحظوظ الوافرة لشخصية "رجل الدولة" ، إذ أن مرحلة الدولة هي مرحلة ينتظرها بفارغ الصبر ، ليس الداخل فقط ، بل العالم الخارجي أيضاً ، فالأغلبية الصامتة في مصر تكاد نصرخ الآن : كفانا ثورة ، نريد الآن ما قامت الثورة من أجله في الأساس ، نريد الدولة ، وهنا بالذات قد تميل كفة الميزان !!
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟