أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - الصراع السياسي لتشكيل الحكومة














المزيد.....

الصراع السياسي لتشكيل الحكومة


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع السياسي لتشكيل الحكومة

تتصاعد شدة الخلافات سواء فيما بين الكتل السياسية (على اختلاف توجهاتها السياسية او المذهبية ) , او بين الكتلة الواحدة نفسها , و هو امراً من الممكن ان ينعكس سلباً على سرعة تشكيل الحكومة المقبلة , التي لا تشير المعطيات الاولية على انها ستختلف عن الحكومات السابقة بشئ , خصوصا ان الكتل التي كانت جزءاً منها (الحكومات السابقة) , هي نفسها التي تتصارع اليوم من اجل تقاسم المناصب و الامتيازات في الحكومة الجديدة , و بالتالي بقاء اليات العمل السياسي المتبعة منذ عام 2010 ( و هو تأريخ تشكيل اول حكومة بعد الاحتلال الامريكي) على حالها دون تغيير , و هو امراً لطالما اشرنا اليه و الى اثاره الخطيرة على مستقبل العراق المجهول , ذلك ان تغيير الاشخاص لا نفع فيه ان لم تتغير العقلية التي يحكم بها العراق منذ اكثر من عشرة اعوام , و التي ساهمت بشكلاً كبير جداً في توسيع الهوة بين مكونات الشعب العراقي , من خلال تقسيم المناصب في الدولة على اسس مذهبية و قومية , و هو امراً حدث بشكل ملفت للنظر في الانتخابات التي جرت في 30/4 , فالمناطق السنية لم تتنتخب سوى السنة , و الشيعية لم تنتخب سوى الشيعة , و الكرد لم ينتخبوا سوى الكرد , دون النظر الى منجزات او تأريخ هؤلاء المرشحين , لسبب واحد هو ان هذا المرشح ينتمي الى طائفة او قومية الناخب , و هو ما يعني تشبع الناخب بسموم الكتل السياسية , التي تتخذ من الطوائف و المسميات الاخرى ستاراً تخفي ورائه اهدافها الحقيقية , التي لا يمكن ان تكون لمصلحة العراق بأي حال من الاحوال.

و لعل ابرز هذه الصراعات هو معرفة شكل الحكومة القادمة فهل ستكون حكومة اغلبية سياسية ؟ ام حكومة شراكة وطنية ؟ و بالطبع لكلاً من اصحاب هذه المسميات حججة و اسبابه , فمن يريد حكومة الاغلبية السياسية و ابرز انصارها و دعاتها هم ائتلاف دولة القانون بحجة ان الحكومات السابقة كانت تدار من قبل الاحزاب التي اشتركت فيها و لم تنجز تلك الحكومات شيئاً يذكر على الرغم من ان هذا الائتلاف هو نفسة الذي اخرج رئيس الوزراء في الحكومتين السابقتين , و هو ما يمكن ان نسميه بالصحوة المتأخرة , بعد ثمان سنوات لم ينتج عنها شئ , و هو ما دل عليه مطلب ائتلاف دولة القانون في تشكيل حكومة الاغلبية السياسية , مع بقاء منصب رئاسة الوزراء على حاله دون تغيير و هو ما يعني بقاء ذات السياسية التي اتبعتها الحكومتين السابقتيين , دون تغيير يذكر , و مما يأخذ على مثل هكذا حكومة هو صعوبة الحصول على الاغلبية التي تجعل الحكومة القادمة تتشكل من كتلة واحدة بصرف النظر عن توجة هذه الكتلة او تسميتها , و هو ما يعني الجوء الى الكتل الاخرى لتكوين تحالفاً , أي لا وجود للاغلبية بمفهومها العام , ناهيك عن الصراعات السياسية بين مكونات التحالف الوطني نفسه , و الذي ينتمي اليه ائتلاف دولة القانون سواء قبل الانتخابات او بعدها.

اما المطلب الثاني للكتل السياسية بضمنها اركان التحالف الوطني كأئتلاف المواطن و تيار الاحرار , فهو حكومة الشراكة الوطنية دون زيادة او نقصان , بحجة ان هذا النوع من الحكومات يتلائم من الوضع الذي يمر به العراق في هذه الفترة , و لعل الانتقاد الابرز لمثل هكذا نوع من الحكومات , هو غياب المعارضة التي يفترض ان تكون في مجلس النواب لكي تراقب عمل الحكومة , خصوصاً ان جميع الكتل ستكون جزءاً من الحكومة , و هو ما لاحظاه في الحكومتين السابقتين , لكنه في الوقت نفسه اقرب الى نص المادة 76 من الدستور التي اشارت الى ان الكتلة النيابية الاكبر هي التي تشكل الحكومة شرط ان تكون هذه الكتلة قد تشكلت بعد الانتخابات حسب تفسير المحكمة الاتحادية التي حسم بها نزاع تشكيل الحكمة في عام 2010.

و هو ما يعني ان هذا الخلاف لا طائلة منه , و هو صراعاً سياسياً بصورة واضحة , بل ان سبب وجوده هو تغافل الكتل السياسية عن النص الدستوري , الذي اصبح واضحا بصورة لا بأس بها بعد تفسيره في عام 2010 , و المفترض ان يعمل به بمجرد اعلان نتائج الانتخابات دون وجود صراعات سياسية , و ان يقتصر العمل على تشكيل الكتلة النيابية الاكبر عدداً , و لكن في الوقت نفسه ان يراعى في هذه الكتلة رغبات و مطالب الشعب الذي يطمح الى تغيير حقيقي و جذري في الحكومة القادمة , و ايضاً الثقة التي اودعتها المرجعية في الكتل السياسية التي اتخذت من التغيير شعاراً لها , ابان الانتخابات و تعهدت بطي صفحة الماضي بما فيها من فساد , و ارهاب , و بطالة , و فقر , الذي سيطال الغالبية العظمى من الشعب ان بقى الحال على ما هو عليه.



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة... بين الاهمال و المنافسة الغير متكافئة
- الى من يهمهُ الامر
- هل اصبح التغيير وسيلة لتخدير الشعب؟
- انتهازية المرشحين
- كذبة نيسان و الدعايات الانتخابية
- هل تحدد المصير بترشح المشير ؟
- انتخابات لتصفية حسابات
- الاحزاب العراقية وغياب الخطط الاستراتيجية
- الحكومة العراقية و سياسة الازمة
- العراق يحارب الارهاب فتعلموا منه !
- الشعب العراقي .. نائم او حالم
- العراق الى اين ؟!
- العراقيين .. بين فتاوى المرجعية و الرضوخ للامر الواقع
- اوكرانيا.. ميداناً للصراع الامريكي الروسي
- الانتخابات في العراق .. بين جهل الناخب و استغلال المرشح
- استبعاد المرشحين ماذا يعني ؟!
- على هامش حديث سياسي
- سوريا .... ياسمين بلون الدم
- براءة اختراع ؟!
- العراق... بين المرجعيه الدينيه و المرجعيه السياسيه


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - الصراع السياسي لتشكيل الحكومة