بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 08:43
المحور:
الادب والفن
في معاجم اللغة : مفازة لا نقاط علاّم فيها : فايزة داؤود أي ديفد : مصطلح غير عربي " الادب " صنع طعاماً ودعا الناس عليه : " الادب" صنع أفكاراً ودعا الناس للاستفادة منها .
عاشت فايزة في مدينة بانياس التي تعانق البحر ويعانقها . وهما زوجان متقابلان متحابّان إلى الأبد. أمّا طفولتها فقد تنامت في قرية دير البشل المُفْترِشة على تلٍّ مرتفع يُعطيها البحر شموخاً . وتُعطي القريةُ البحرَ جمالاً ويوسّع البحر من مدى آفاق رؤية سُكّان القرية. ونسيم البحر يُنعش دلالات جُمَلَ الروائيّة والقاصّة والناقدة . . وتزعجها روائح شركة مصفاة النفط في بانياس . وفي اللحظة التي بدأت خلالها الشمس تتكوّر في مياه البحر في عين الناظر، لا في عين الواقع ، بدأنا في حوار مباشر مع الاديبة فايزة داؤود وسألناها كيف تشكّل مسار وعيها الروائي وشعورها الانتمائي إلى ثقافة سوريّا الأبجديّة ؟ .
أجابت فايزة: (( شكّل البحر والتاريخ والذاكرة والتربية الاسريّة وجغرافية قريتنا دير البشل التشكيل الروائي لديّ ، والانتماء إلى سوريّا الكنعانيّة الام التي زرعت جيناتها في الدول الاوربيّة المتوسطيّة .
والثقافة السّوريّة القديمة التي اعتمدت مبدأ أخلاقي تربوي " لا تشتُم إلهاً لا تعبده " قد طُمست معالمها من قبل الثقافتين : الإسلامويّة والقومويّة وعمل التيّاران " التيّار القومجي والتيّار الإسلاموي " على طمس معالم الثقافات البحريّة المنفتحة على الآخرين واستبدلها التيّاران بالثقافات الصحراويّة القائمة على ايجاد رابط تاريخيّ بين المغنم الأرضي والمغنم السماوي ، وبين الدين والتجارة .
وأمتنا الراهنة تبقى حُبلى بالهزائم وتفريخ التكفيريين والدكتاتوريين وتطمح أن يكون المولود الجديد دكتاتوراً عادلاً . وهي لا زالت مصرّة على بعث الموروث الثقافي للعصر الوسيط إلى الحياة من جديد . واتمنّى أن تحلم الأمّة ببعث تاريخها الفينيقي القديم الذي كان منارة للعالم قاطبة في التجارة البحريّة والصناعة والزراعة والابجدية والمعارف))
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟