أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أسامة الساعدي - وقفة مع قراءتنا للتاريخ














المزيد.....

وقفة مع قراءتنا للتاريخ


أسامة الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 12:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الأمم الحية والمتحضرة "تدرس" التاريخ؛ ولكنها "لا تعيش" في التاريخ، ولا تسمح لمشاكل أجدادها بأن تتحكم في حياتها اليوم.

الشعوب الراقية تقرأ تاريخها قراءة واقعية واعية وهادفة، فينظرون للحوادث الماضية بنظرة الحكيم المتأمل: يستفيدون من التجارب التي مرَّت عليهم، ويتعلمون من أخطاء الماضي ليتجنبوا تكرار وقوعها في الحاضر، ويركزون على إيجابيات الماضي ليستفيدوا منها في بناء الحاضر.

فالغربيون -مثلاً- يدرسون تاريخ أسلافهم (اليونان والرومان وغيرهم) ، فيتذكرون قوة الرومان وإمبراطوريتهم، ويستحضرون حرص اليونانيين على المعرفة وتأسيسهم لعلوم الفلسفة، فنجد التحليلات التاريخية الغربية المعاصرة تسلّط الأضواء على القيم الإيجابية في مواقف أسلافها لتحييها في الحاضر.

ولم يقتصر الأمر على تاريخهم القديم، بل امتد إلى تاريخهم الحديث، فقد أخضعوه للمحاكمة والنقد الشديد، فعرفوا أن سر تأخر أجدادهم إنما كان بسبب التشتت والطائفية والعنصرية والحروب العبثية التي أنهكت الأوربيين القدماء، فقررت شعوب أوربا الحديثة أن تتناسى جراح الماضي وتتحد، وأن تتعايش بسلام فيما بينها، وأن تتعاون في شتى الأصعدة والمجالات.

وهكذا نراهم يعاملون التاريخ على أنه مرحلة انتهت ولم يبقَ منها إلا استخلاص الدرس وأخذ العبرة.

نحن لا نقرأ تاريخنا هكذا للأسف! فقليل منا مَن يتابع أمجاد الحضارات السومرية والبابلية والفينيقية. والقليل منا من يتابع الجوانب الحضارية في تاريخ الإسلام، وقليل منا من يدرس التاريخ ليأخذ منه العبرة!.

قراءة التاريخ في كتبنا مشوبة بكثير من الخرافات والأساطير التي لا يقبلها المنطق القويم ولا العقل السليم، وكثير ممن يقرأون التاريخ اليوم يقرأونه بشكل سردي قصصي للتسلية ولقتل الفراغ.

وهناك قراءة عندنا؛ اعتبرها من أخطر القراءات للتاريخ وهي "قراءة الطائفيين للتاريخ!" هؤلاء الذين يهمهم زيادة حدة الخلاف بين شعوب المنطقة، أو أهل البلد الواحد! فتراهم يقرأون التاريخ لنبشه والتفتيش عن مثالب هذا أو مساوئ ذاك من الماضين، فيكتبون نتائجهم الغير مفيدة في كتب لا قيمة علمية لها، أو تراهم يلهجون بهذه الدفائن الميتة من التاريخ على الفضائيات أو على صفحات الانترنت.

أوصي كل من يسمع حادثة تاريخية من هؤلاء، أو يقرأ واقعة تاريخية في كتاب ما؛ أن يسأل نفسه: ما الفائدة؟ وما الثمرة من هكذا كلام؟! إن لم تعرفوا فائدة ما تقرأون أو تسمعون في التاريخ فتجاهلوه وأهملوه. عسى أن نبني حاضرنا المأساوي؛ ونتخلص من عقلية الماضي ومشاكله التي ما عادت تنفع، بل أضرتنا كثيراً.

ولنتذكر دائماً قول الله تعالى: { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.



#أسامة_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة وشيعة؟ أم عراقيون فقط؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أسامة الساعدي - وقفة مع قراءتنا للتاريخ