|
فيروز ليل الترقب و الصمت بين الرغبة و التشهي
خليل الفخري
الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 23:05
المحور:
الادب والفن
كشفت عن ساق قمحية اللون ملمس الرخام لها ، والشبق الوحشيّ في عينيها لمع البرق له ، كذئب يعظ ّ بنشوة خاصرتي و يمضي . ترك النهار على وجهها القمحي صبغته ،فباتت واضحة تضاريس فتنة تخباْ ت تحت دثار ليل اشعث كثيث . غمازتان فوق خدين اسيلين كنجمة الصبح ’و رصعة كاْ نها قمر في المحاق . توشك وقد قرح العطش الجنسي اديمها الناعم و خبا لمعها والبريق فافتضحت اسرار حاجة خبيئة كالجمر تحت الرماد ، ان تطفر حبة التوت البري المشطورة ب سكين الرب ، و تغادر موقعها فما عاد للصبر ما يبرر . شفتان اكتنزت باللذة و طعم الحياة ، تنفرج عن تمتمة غير مقروءة حينا يحسن قراءتها الرب . اقف الان امام امراْة تدق باب اربعينها بعد عامين كظبية نافرة انفلتت من اسارها توا ،نفض الرب رداء كل الحسن عليها فتفردت بكل معايير الفتنة . عيناها تشرب الوان الطيف فيذوب النهار ب عسجده فيهما .فتتسع مساحة الفرح الطفولي المخبوء في ليلهما و تتفتح مغاليق الشهوة في جسد مسحور كخيزرانة تتلوى في مشيتها . مهصور يكاد جنباه يتلاقيان عند اطباقة الكفين . ذات يوم لم يكن في الكون ما هو اجمل من عينيك سوى عينيك ، ومن نهديك سوى نهديك ، ومن شفتيك سوى شفتيك الثرتين ، لقد ذقت كل المشتهيات و الوان العسل ، فاْية نحلة انت .و اي رحيق تمتصينه . من اين اتيت بكل هذه الحلاوة . و بهذه اللذة و المذاق تفردت . و لكل الوان الحسن احتكرت و اكتنزت . اتوقف طويلا ، كنت وماازال عند عينيك ، ابحث فيهما عن ايامي و كل هزائمي و خيباتي .عن ذكرى هزيمتي الاْولى امامك .لقد شقق ملح الاْبحار جلدتي و الراحتين ، وما عادت لدي اشرعة و قلوع . دعيني الج عينيك كي استريح من وعثاء غربة و سفر مجهول . تلك بحار لا شواطي لها و ليل بلا نهايات . في دروب عينيك اضعت برضاي ذاكرتي وفي ظلمتها مازلت ابحث عن ذكرى ترددي و خجلي و خوفي . هزيمتي الاولى امامك نصل حاد ينام في خاصرتي . لقد تحاشيت كل الدروب الموْدية اليك ، بعد ان كاد القلب الموْثث بذكراك يفرغ منك . اخافك. ايا امراْة خلقت من عسل الليل باْزهار التين و رحيق الفستق و دفقة من حليب غير ممضوغ ، و نجمة في العلا ترقب جسورنا وهي تلتقي و تتباعد و حبات العرق قناديل خافتة ترتعش رعشاتها الاْخيرة . يفاجئني كل شيئ في وجهك الحلو ، فتصيبني دهشة و يتعثر سوْال و يتردد . ما الذي تغير فيك .وجهك الحنطي مازال يزهو كحقل من القمح تداعبه شمس اذار . اْم ان نيسان عينيك ما عاد له رونقه . نيسان عينيك محبسي و سجني برغم تقلباته و تبدل طباعه . ابحث عن تغير فيك احس اوجاعه . ركام مبعثر اْطبق يدي عليه . رسوم لحريفات كتبتها يوما ، و اْرقام لتليفونات لم تعد فاعلة . ابحث في كل الموجودات ، ما الذي تغير فيك بعد كل هذي السنوات التي باعدت بيننا . عيناك اْم ان نظرتي هي التي تغيرت . وجهك قمر الصبح تحت دثار الليل يغفو اْمازال كعهدي به ، يغازل انوثة فيك توشك ان تشق ثوبك الزهري المفتوح على صدر يضج بكل المشتهيات . سبحانك من خيزرانة في مشيتها تتثنى و بالطراوة تحتفظ . شفاهك امازالت ب خمرتها تسكر . و خمرتها امازالت تدير راْس من ذاقها كما فعلتها في غفلة عنك اول مرة . هل غطى ملح العطش لونها الرماني ، و ملت الاْنتظار . هل الشمس في مشرقنا زادت في صبغتك الغجرية فتحولت من سالومي الى رابعه .هل كان وجودك هنا مضجرا الى هذا الحد كتاجر يعرض بضاعة نفيسة لا تباع ، بل ليزدان المكان بها . التقيتها اول مرة بثوبها الزهري مفتوحا على ضدر تحرر نهداه من الحمالة فتعرى . رمتني بنظرة عالجت فيها ترددا طويلا ، ثم استرسلت في القول . جسدي مدينة اتعبها حصار غزاة الليل و البحر . وهي تقاوم منذ دهر ، ستترك الليلة ابوابها مفتوحة بوجه الغزاة كي تستباح راضية ، كمدينةمهزومة انا في هذه الساعة . يمكنك الليلة ان تبحر في جسدي من دون شراع و زورق ، فقد كنت ترغب في ذلك من قبل و تتمنى ، و بجسدي كنت تحلم . كل شيئ فيك ينم عنك وبما تشتهي يفضح . عيناك دلت و عليك نمت . جسدي رهينة لديك . تستبيحه الليلة ، كما المدن تستباح وقت هزيمتها .ولكن قل لي بحبك لي ، كيف ساْكون ساعتها و كذا جسدي .هل ستترك اثار دمارك شهودا عليه و شواهد على هزيمتي .و تزرع راياتك بيارق نصر عليه و انتصارا .ستمر عرباتك فوقه دون رحمة . ادري ان هذا سيكون .و يتلقى طعانك . رمحك يماني لا ينثني . يتلقى طعان رمحك راغبا مستسلما دون ان تسيل دماء ، او يهتك عرض ، او تزال عذرية ، سوى ان قيعانا سوف تبتل ، يجتاحها طوفانك ، و ضفافا تمتلئ . خيولك وان توالت غاراتها لكن فارسها واحد . طوفانك يغطيني و بالشبق المتمرد و اللذة يغمرني . اْموت برغبة اكول في جسدي ، تتحداني و ترد كل اعتراض مني علي و كل ممانعة . جسدي حريق طالت السنة ناره كل عرق و عضو و مسامة فيه . ها انت قد ربحت معركة ما كنت يوما تتوقع نتائجها هكذا تكون . سوف تشم مساحات جسدي المتعرق ، فكثيرا ما دسست انفك المتحفز يستفز ثيابي فبل جسدي . و ستمتلئ رئتاك من عبق ومن طيب نهدي و تبحر في واديهما صوب بستان الرب و حقل الورد المعشب و قد اثمله الاْنتظار . سوف تدفن انفك الفضولي تحت ابطي ، و تمر بلسانك كالسكين تلعق خمرة بكاْسها فاضت و طفحت تكفي لاْن تدير راْسك و تسكره دون حاجة لكاْس ، شريطة ان تحسن القول في و ان تجيد في وصفي . وان تقنع شبقي و ترضيه ، وبدون ذلك ستخسرني ابدا . سيدتي ، لقد صمت عن المشتهيات كلها ، الا ان اشتهيك . ورضعت العنبر من صدر العشق ، و رضيت منك بالهجير و باليباس ، و قنعت باْن نصيبي في الدنيا كنصيب الطير . ان اذوق طرف النهد ، وان امسك ب حلمتك الوردية في الليل اْوْنبها ، اقبلها ، امتص رحيق الجنة فيها و امسخه في جسدي . يتنازعني خوف و تاْخذني على جناحي نسر خرافي رهبة و خوف ، كيف القاك . عارية في الفراش بثوبك الزهري مفتوحا على الصدر . بحمالة النهدين ، ام بدونها . و شالك الليلي و قد اطلقت عقدته و حللته .و كيف ستلتقي الاْنهار بالضفاف و تفيض . و كيف نكتم ساعتها صرخة لها دوي زلزال الاخرة .
النا صريه – خليل الفخري
#خليل_الفخري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أج
...
-
العراق ، خطوتان الى الوراء و خطوة ثالثة الى الوراء كذلك !!!
-
ابو سميه ، عينه على الدالنوب و قلبه في العراق .
-
أمّي
-
حتى لا ننفخ في رماد ... !!!
-
حتى لا ننفخ في رماد
-
قيسُ بن سعد بن عبادةَ الانصاري !!!
-
فيروز ، مع الرعاة جئتُ أغنيك !!!
-
فيروز -;- عند شُبّاكها يسهرُ الليلُ !!!
-
فيروز ، شقائق النعمان و حاوية العسل !!!
-
لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!
-
صائد جرذان مستشاراً للمالكي .!!! العراق الى اين؟.
-
نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!
-
فيروز ...!! ساقية الورد والنبع الذي لن يجفّ !!!
-
الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!
-
....... و ضبابُ الليل يحجبُ الأسرار
-
بيتها في البترا ، مزارٌ وطقوس !!!
-
بيتها في آخر الدنيا ، مزارُ وطقوس !!!
-
الليل والعشق والماء !!!ُ
-
لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!
المزيد.....
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
-
أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
-
-أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
-
ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|