أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قيس قره داغي - حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية














المزيد.....


حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


دعى الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي في بدايات القرن المنصرم الى رفع الحجاب وهو في هذا الميدان يعتبر من رواد السفور في شرق الكرة الارضية مع زميله الكاتب المصري قاسم امين وآخرين ، دعوة الزهاوي تلك اثارت حفيظة المتزمتين من رجال الدين وعلى رأسهم العلامة محمد بهجت الاثري فأفتوا بوجوب رجم الزهاوي ما جعله ان يختفي عن الانظار لحين ركود زوبعة المتزمتين ، حدث هذا في زمن كان العراق قد نفظ لتوه غبار القرون من حكم آل عثمان والقرون التي سبقتها من الحكم الاسلامي المتمثل بالفترة العباسية والاموية ولهذا السبب كانت دعوة الزهاوي تثير غرابة اكثر لدى الناس الذين جبلوا على نظام اسلامي محافظ من فتوى رجال الدين ، ساق العالم السوسيولوجي العراقي الدكتور على الوردي هذه الحادثة التأريخية كنموذج لتطور المجتمع وقبول مواكبة المجتمع للتغيرات التي تحصل في المجتمعات البشرية الاخرى كأمر واقع وهو بصدد تحليل شخصية الفرد العراقي معلقا على محمد بهجت الاثري الذي قاد حملة رجال الدين ضد الزهاوي فيقول شاء القدر ان يكون الاثري معمرا فشهد عصر المينيجوب الذي غزى العراق اسوة ببلدان العالم فكان يرى بناته يخرجن من المنزل الى دوائر عملهن وهن يرتدن المينبجوب ولا حول له ولا قوة عليهن .
بعد عقد آخر يمر قرن كامل على دعوة الزهاوي ، وقد مر العراق بفترات عصيبة خلاله ولكن المرأة العراقية رغم العراقيل شقت طريقها نحو اللحاق بالانفتاح الذي شهده العالم حيال المرأة وتفعيل دورها في المجتمع فتركت بصمات ابداعها الخلاق في مختلف مجالات الحياة وبرزت عشرات النسوة من الاكاديميات والشاعرات وداعيات حقوق المرأة الانسانة وكذلك ناشطات سياسيات عملن مع الاحزاب العراقية من اقصى يمينها الى اقصى يسارها ، وبعد تحرير العراق من النظام الدكتاتوري الذي حول كل شئ وحتى المرأة الى مادة يستخدمها في انعاش نزعاتها المجنونة ، اصبح بالامكان تحسين وضع المرأة لتكون في خدمة المجتمع العراقي الذي يحتاج الى تفعيل كافة الطاقات من اجل تعويض خسارة الماضي من عدم الاستفادة من طاقات نصف المجتمع الذي اريد له ان يبقى جامدا في سبات القرون , وقد استبشرنا خيرا منذ بداية تشكيل مؤسسات الدولة ووضع قانون ادارة الدولة عندما علمنا ان نسبة تمثيل المرأة في البرلمان العراقي ستخطو نسبة التمثيل النسوي في برلمانات ارقى دول العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة الامريكية ، وعندما اطلعنا على القوائم المختلفة المشاركة في انتخابات الجمعية الوطنية وجدنا اسماء مؤنثة في تلك القوائم بقدر النسبة الموعودة وان كانت الاسماء تلك موضع انتقاد الكثيرين حيث ضمت اسماء ذوي القربى واهل المحسوبية المنسوبية ، ولكن عندما شاهدنا عبر الشاشة الصغيرة اجتماعات الجمعية الوطنية لاحظنا نسبة عالية جدا من عضوات الجمعية موشحات بالحجاب ويتكلمن وكأنهن ( نساء دين ) على غرار رجال الدين الذين يركزون على الانشاء والبيان والصرف والبلاغة والبديع في كلامهم اكثر من الكلام عن لب المواضيع المطروحة للنقاش .
هذا التمثيل ليس تمثيلا نسويا بقدر ما هو تمثيل للايدلوجيات المتمثلة في الجمعية ، فمن الاجدر ان تكون المرأة في البرلمان تمثل بنات جنسها الى جانب تمثيلها لرأي الناس بشكل عام ، نتسائل مع الآخرين اين اسماء الناشطات اللواتي يجب ان يكون موقعهن في هذه الجمعية التي سوف يطرح دستور البلاد الدائم للتصويت ، ذلك الدستور الذي لا نريده دستورا يهمش نصف المجتمع العراقي ، وعصرنا هذا ليس عصر الزهاوي وقاسم امين لكي يتكلف الرجل عناء الدفاع عن المرأة ، فمتى ما كان الرجل مختصا بالدفاع عن المراة في مجتمع ما والمرأة متفرجة اعلم ان ذلك المجتمع مجتمع مشلول و متخلف يبقى راكدا وقطار التطور يفوته في محطة الانتظار الممل .
اكبر ضربة ستلحقها هذه الجمعية بحقوق المرأة فيما اذا قدمت للشعب دستورا اسلاميا او يكون الاسلام المصدر الاساسي له ، فقد جربت المنطقة الحكم الاسلامي من خلال الحكم العثماني والعباسى والاموي والخلفاء الراشدون ولم نجد من النساء سوى الجاريات والقينات في الواجهة فارحموا عراقا ذل في كل العصور ودعوا طاقة النساء الكامنة تنفجر فنحن كالغريق الذي يتشبث بريشة نحتاج الى كل الطاقات ليتسنى لنا العيش كالآخرين .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الشيعي الكوردي _ خوش جمعية و خوش احباب
- ملف المدن المنسية _ كفري
- مؤتمر عالمي للمرأة الكردية في ستوكهولم


المزيد.....




- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟
- سجلي 800..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائ ...
- لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قيس قره داغي - حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية