بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 22:39
المحور:
الادب والفن
منذ45 عاما كتب صديقنا الشاعر نجيب شهاب الدين قصيدة رقيقة رائعة؛ على لسان أحد المناضلين القدامى الذين أفنوا عمرهم فى الكفاح مدافعا عن حقوق الفقراء والمقهورين وتحملوا تبعته بشجاعة يحسده عليها الكثيرون.
ونظرا لأنه لم يصل إلى الحدود التى عندها تتحقق أمانيه وتظهر على وجوه الفقراء والكادحين ، ولأنه أدرك أن ما بذله من جهد فى هذا المسار الوعر ليس إلا الخطوات الأولى وأن الأمر يحتاج إلى مواصلة العمل لسنوات أخرى .. فقد تمثل نجيب.. شجون وأشواق وأماني ذلك المكافح وبثها بقلمه موجهة لابنه الصغير.
القصيدة سماها نجيب " الإبن" وأضع لها عنونا آخريستوحى اللحظة هو البيت الأخير منها " خللينى أنا ابنك .. واكبر وربينى " .
بشير صقر
،،،،،،،،،،،،
الإبــن
سميت عليك
باسم العرق فوق الجباه
باسم الغرام
..اللى ما بين الأنام
ساعة الشبع والحياة
يا زحمة الأشواق
شلتك على كتفى العجوز
ألِف بيك الاسواق
دلوقتى ما يْهمنيش
ما يْهمنيش الخطاوى اللى جايّة فى آخر الليل
فى الشارع المحنى الطويل
ح ارقص ..
واقول للناس .. بقالى حيل
سميت عليك يا بنى
يحميك من الخوف اللى غالبنى
سميت عليك
باسم الجسارة .. والحياة
يا نفس طالع رُقَيّق
باب الجبان ضيّق
والدنيا .. بِرحة وراه
يحميك من الضهر الجبان
أُرقُد على صدر بابا
حِسْ الدفا والأمان
للخوف .. عيون واسعة
يا بو العيون الحايْرة
ما تخافش ..
.. م العين اللى ع الشيش دايرة
ما تخافش م العسكرى
شوف الطيور اللى طايرة
ما تخافش م القلعة وم الرهبان
ما تخافش م الخايفين
إضربْ ..
بسيفى اللى متعلّق بقاله زمان
إفتح إيديك المولودين
بوسة عشان بابا
يا ريحة الناس .. والسنين الطيبين
إطلع على كتفى شوف
إلعب فى كل الرفوف
ما تخافش من أى شئ
لإنى قبلك خُفت من كل شئ
طول اللى ما طُولتهوش
فى الفجر لو طلبوك
فى الدنيا.. لو صَلَبوك
طول اللى ما طاله أبوك
عوّضنى كل الخسارة
أنا خسرت كتير
خسرت طعم الجسارة
وكسبت بصّة عينيك
يا طفلى يا مولود
إوصِل ما بينك وبينى
خلينى أنا ابنك .. واكبر.. وربّينى.
#بشير_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟