أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - بيتنا القديم : بيت زمن الطين .............. ذكريات من طين














المزيد.....


بيتنا القديم : بيت زمن الطين .............. ذكريات من طين


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


• بيتنا القديم : هو الحياة والمكان الاليف .. الحياة في ملامحها الممحوة .. هو الزمن في
• رحلة الدموع والذكريات ... البيوت رائحة ولون .. وبكاء ... وحياة تنمو في حقول
• النسيان والدموع ....... لا زالت ملامح الطين مطبوعة في ذاكرتي .. رائحة طين الجداران
• .. وهي تضوع بتلك الرائحة حالما يلامسها الماء .. حالما تتحسس اصابع الماء جدران
• الطين تنبعث تلك الرائحة , نفاذة .. اصابع الماء , امّهات رؤومات .. يبلّلن التراب فيغدو
• بيتا .. بيت من الطين .. كان بيتنا ..والبيوتات التي في الجوار .. الطين كان يشغل مساحة
• رحبة من حياتنا ... كنا اقرب ما نكون إلى غابة من طين . او مخلوقات طينية , اذ كنا نملك اغلب
• ملامح الطين . ... اغلب ضرورات الحياة او التي كانت سببا في تغذية ديمومة الحياة .. كانت
• ._. حياتنا بالطبع _ .. نتاج الطين .. حتى رائحة ابداننا وانفاسنا كانت مشربة بنكهة
• الطين ...... كان تنور الطين ..مركون عند الطرف القصي من فناء البيت , القناة التي عبرها
• نتواصل في ديمومة مع مجرى الحياة
• كان تنورا عجوزا بتجاعيد طينية متشققة او مخدّدة ..راسخ في المكان , بكامل
• يبوسته وسخامه ومحراثه ... كانت ثيابنا طوال موسم الشتاء معفرة بالطين ..
• .. كانت اصابعي على الدوام ملطّخة بالطين , كما لو إنها مصنوعة من الطين ..
• حتى بات الطين جزء حميم من بدني ........ اغلب العابنا او الدمى التي نلهو بها
• او تلهو بنا .. لا فرق .. كانت مصنوعة من الطين ..
• الماء يمحو الطين ويعيد انتاجه بملامح واشكال مغايرة ..الشمس تجفّف الدمى الطينية
• والشمس والماء والطين , هبت الطبيعة في انتاج افراحنا الصغيرة .. المتمثلة في الدمى
• .. ابتساماتنا الشحيحة كانت هي الاخرى من نتاج الطين ..وكذلك مباهجنا النادرة
• فلو لا الدمى ما كنا ابتسمنا مبتهجين ..
• المسرّات صناعة طينية بالفطرة ............ الخوف ايضا كان منتوجا طينيا .. فملامح السعلاة
• التي كانت تنحتها اصابع الطفل الاعور صديقنا القديم في زمن الطين .او من زمن الطين
• الطفل الساحر او كبير السحره الطينين .. كانت ملامح في غاية الاتقان والرعب ..على وفق
• زماننا الطيني .... حتى كنا نخال السعلاة حقيقة تمشي على الارض
• لشد ما كان يدهشنا ذلك الساحر الصغير ...
• وما يدهشني الآن هو انّ اغلب سنوات العمر امضيتها مع الطين في ولادته الثانية المجفّفة
• اقصد وسط الجدران الطينية .. لكن الطين في سنواتي الاحقة .. مختلف عن ذلك الطين
• طين الطفولة في اشكاله البدائية الساحرة
• فالطين في اوقاتهِ المتأخرة له رائحة الدم والصدىء ..ونكهة المرارة ..
• فالسجن الذي هو عبارة عن حجرة ضيّقة من الطين .. كان اقرب ما يكون إلى فرن
• متأجج طوال موسم الصيف ..فوهج لهب الشمس يتسلل حارقا عبر سقف الجينكو
• كان الجينكو يتفاعل او يتضامن مع حرارة الشمس في ايقاد حرارة المعدن المعبّر لتلك الحرائق
• المخترقة لسطح السقف ..ونحن كنا اقرب ما نكون لوقود او حطب يتأجج في الفرن
• كانوا يخرجوننا مع الاطلالة الاولى لنور الفجر من السجن ..كنا اشبة بقطيع من العبيد الفراعنة
• .. ليقذفوا بنا إلى حفرة من طين .. كانت حفرة فسيحة تسع لرهطين من المساجين .. نمكّث
• طوال الظهيرة القائظة الحزيرانية الشاوية ندوف او نعجن الطين باقدامنا ..كي يكون مطاوعا ولينا
• ومهيئا لصناعة
• اللبن .. هو قريب في شكله وحجمه من ابلوك الاسمنت...
• كان طين الحفرة او الزمن المتأخر .. ثقيلا لزجا ..له رائحة البرك الاسنة المتخلّف عن امطار شتاء
• قديم .. كان اقرب إلى الوحل المداف بنشارة الخشب او قمامة متروكة منذ زمن عصيب !
• انشأنا نحن سجناء الكتيبة معسكرا كاملا بسائر ملحقاته من الطين ..شيّدنا قاعات طولية
• من الطين ..استغرق بناءه العديد من الحفر او الخمريات مفردة خمرة .. كما يطلق عليها في
• الجيش ..
• لم نكن نعلم , اننا كنا نشيّد مقبرة لنا .. لابداننا قبل انّ تتحول إلى جثامين مفتّتت ..
• لم نكن ندري أننا كنا نحفر قبورا لنا .. قبور مدافة بالطين وباقدامنا .. اقدامنا التي ستحيلها
• الحرب إلى بقايا من طين .. وما تلك الحفر الطينية الا قبور تمهيدية لاحلامنا التي صرعتها
• الحرب والطين ...الحرب التي رحلتّنا في وقت مهوّل مبكّر إلى الطين .. من الطين إلى الطين
• ... قذفتنا إلى حفرٍ او قبور .. ستغدو فيما بعد حفر من طين , بعد انّ تخط عليها اصابع الشتاءات
• لمساتها الاخيرة .. بعد انّ تمهرها بحبر المطر .. المطر والتراب حليفان في صناعة
• قبور الطين ..مثلما كانا حليفان في صناعة الحياة والتنانير ... فتحة التنور لا تشبه مداخل القبور
• الاوّلى تدخل عبرها الحياة ..او مقومات وديمومة الحياة المتمثلة بالقمح المطحون ..والثانية
• تغلق الحياة بجدران من الطين ..تغادر الحياة التنانير .. تغادر بيوتات الطين .. ولن تبقى سوى
• الذكريات في بيوت الطين



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص : صرير الابواب . برقيات مستعجلة في بريد الغابات
- سلطة الاغتراب : عزف على ايقاع الغياب
- جراح النساء : وشم على جسد المرأة
- نص : السيوف ......... السيوف
- تاملات : الحياة كانت هناك
- تاملات في الحبال : حبال الغسيل ........... حبال الشنق
- استذكارات : القديس خياديف ............. خيون دواي الفهد : ال ...
- استذكارات : خيون دواي الفهد : ذاكرة الشوارع والبارات
- استذكارات : من كراج النهضة الى سجون المعسكرات
- استذكارات : كراج النهضة ح8 : من كراج النهضة الى سجون المعسكر ...
- استذكارات : كراج النهضة في اناشيد وقصائدوجمال ليالي بائعة ال ...
- استذكارات : كراج النهضة ..: التابوت محمول على اكتاف الشاعر
- استذكارات ... كراج النهضة ح3
- كراج النهضة ح2
- ما يدور بخلد الناخب : التغيّير محض حلُم
- استذكارات : محمد راضي فرج .. شاعر غاب مبكّرا
- جوائز الفن بين الحظ والاستحقاق
- لا : لصناعة الموت
- الانتخابات : اكذوبة راسمالية
- تاريخ الحزن العراقي : الاغنية العراقية انموذجا


المزيد.....




- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا تغتصب الضحكة بعيدا عن رائحة ...
- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - بيتنا القديم : بيت زمن الطين .............. ذكريات من طين