امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 15:49
المحور:
كتابات ساخرة
* في نُكتةٍ قديمة " .. قامتْ وزيرة السياحة اللبنانية ، بزيارة فرنسا ، وطلبتْ من الرئيس الفرنسي ، قرضاً لبلادها ، التي تمُرُ كالعادة في وضعٍ إقتصادي صعب .. فوافقَ الرئيس ، ولكن بشرط ، ان تُعطيهِ قُبلة من الفَم ! . وبعد عودَتها الى الوطن ، سألتْ المراجع الدينية ، عن طريقةٍ لتُكّفِر بها عن ذنبها ، فقالوا لها : بسيطة ، عليك ان تذهبي الى الساحل في بيروت ، وتغسلي فمك بماء البحر مرتَين ، فتتطهري . وبالفعل توجهتْ الى هُناك ، فوجدَتْ وزير المالية ، يغسلُ ( مُؤ ... ته ) ، فسألتْهُ : ماذا تفعل يا معالي الوزير ؟ أجاب : لقد عُدتُ تواُ ، من الكويت ، حيث أخذتُ منهم قَرضاً ! " .
الأزمة المالية التي يَمُرُ بها أقليم كردستان العراق ، منذ أكثر من ستة أشهُر .. وتأخُر توزيع الرواتب ، وتوقُف المشاريع .. أربكَ الوضع الإقتصادي ، ولا سيما بالنسبة للطبقات الفقيرة وكذلك الموظفين الذين ليس لهم موردٌ آخَر غير الراتب . ولقد بدأتْ بالفعل ، مظاهِر التأثير السلبي ، لهذه الأزمة ، على النسيج المجتمعي .. وإذا إستمرتْ لأشهُر عديدة أخرى ، فأن النتائج ستكون وخيمة ، حتى على المستوى السياسي .
وإذا كانتْ العلاقة المتوترة مع بغداد ، وخاصةً في الملف النفطي ، هي من الأسباب الرئيسية للأزمة ، فأن الحكومة تتحمل مسؤولية إيجاد حلٍ سريع ، يرفع الضغط عن كاهل المواطنين ، الذين غالبيتهم من مُستلمي الرواتب . لاسيما ، وان الإستياء الشعبي كان واضحاً ، أبان حملة الدعاية الإنتخابية ، قبل أسابيع قليلة .. حيث ان أحزاب السُلطة ، لم تتوانى عن إقامة المهرجانات الباذخة وصرفتْ أموالاً طائلة على الدعاية الإنتخابية ، في الوقت الذي لا تُدفَع فيه الرواتب في مواعيدها .
الأزمة المالية ، أظهرَتْ بوضوح ، البَون الشاسع بين طبقات المجتمع في أقليم كردستان .. فهنالكَ مَنْ لم يتأثَر على الإطلاق ، فأما تراهُ يقضي هو وعائلته معظم الأوقات في السفرات السياحية الى تركيا وماليزيا وأوروبا .. أو في المولات الفخمة في مُدن الأقليم . بينما ، هنالك الآلاف المُؤلَفة من الناس البًسطاء ، الذين يُعانون من شَظف العيش ، ولا يملكون ثمن علاج أبناءهم أو أجرة إجراء عملية جراحية .
................................
أخشى ان تضطر الحكومة ، من أجل التخفيف من الأزمة ، الى إرسال وزير المالية الجديد " حيث ان القديم مُنتهي الصلاحية " ، لطلب قرضٍ من الكويت او قَطَر . لكن المُشكلة .. انه ليس عندنا ساحل بحر ، حتى يغتسل به ويتطهَر ، حين يعود !! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟