أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - نَـدُقُّ الصّــنجَ العــالي














المزيد.....

نَـدُقُّ الصّــنجَ العــالي


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1260 - 2005 / 7 / 19 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


صحيحٌ أنني في روما ، وأني أفعلُ ما يفعل الرومانيون ، سعيداً .
وصحيحٌ أن فيليبو بَـتيني ينظر إليّ مبتسماً .
وصحيحٌ أن كريستيانا موتو تشعر بأنها أكملتْ مهمّـتَها حين جاءت بي ، قاطعةً معي الطريقَ كلَّه ، من بستويا إلى هذه القلعة في فيرونيا .
وصحيحٌ أن فوزي الدليمي مرتاحٌ لأن ترجمته الرائعة جعلت شِعري متاحاً للناس في هذا البلد مرتينِ .
هذا كله صحيحٌ .
لكن ثمّت أمراً ، عميقاً ومشَـرِّفاً ، لا بدَّ لي من أن أنوِّه به ، وأشير إليه ، هو : المشاركةُ .
المشاركة في القلق على المصائر ، مصائر كل الشعوب ، ومصير كلِ فردٍ .
أحسستُ بأن الناس لا يريدون أن يقضي القرنُ الواحد والعشرون على أحلام وأفكار القرنين الثامن عشر والتاسع عشر . لا أحد يريد أن يرغَـمَ العالَمُ على الرجوع إلى ماقبل ثورة 1789 الفرنسية ، حين كان الغيبُ والظلامُ والذهبُ ، ثالوثَ الحياة الثقيل .
المشاركةُ ، أيتها الصديقات ، أيها الأصدقاء ، تعني أن يرتفع الصوت الإنسانيّ بكلمة الحقّ والعدل والشجاعة ، حتى في أقسى الظروف والشروط .
هكذا ارتفع صوتُ جوليانا سيغرَينا ، وهي الخارجة ، للتوّ ، من محنة الترجُّحِ بين الحياة والموت . سيغرَينا هي التي قالت إن الشعب العراقيّ مختطَفٌ ، لا مختطِفٌ …
هي التي جهرت بالحقيقة ، ناصعةً في شجاعتها ، مثل شهابٍ في ليلٍ بهيمٍ .
وما كان لقولها أن يجد الصدى ، لولا روح المشاركة السامية ، النابضة في قلوب الإيطاليين جميعاً .
الأفرادُ ، كالأمم ، لهم الحقُّ في التفرّد ، والسيادة ، والكرامة .
وإنْ كانت للشعر من رسالةٍ ، فهي إدامةُ تفَـرُّدِ الفردِ وكرامتِــه .
الشعرُ، إذ يفعل هذا ، يدافع عن إنسانية الإنسان المهدَّدة .
يدافع عن حواس الإنسان ، حين يمنحها المزيدَ من الحساسية .
ويدافع عن أحلام الإنسان ، حين يمنحها المزيدَ من المسافة .
ويدافع عن لسان الإنسان ، حين يمنح اللغةَ المزيدَ من الرنين .
نحن الشعراء
نحيا على الطريق
ونموت على الطريق
ونحن ندقُّ الصنجَ العالي …
*
شكراً أيها الأصدقاء الإيطاليون ، لأنكم منحتموني فرصةَ أن أدقَّ الصنجَ العالي في هذه القلعة !

ــــــــــــــــ
نصُّ الكلمة التي ألقاها سعدي يوسف في حفل تسلُّـمه جائزة فيرونيا ، مساء 16 تموز 2005



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هــادي الـعَــلَــويّ
- مَـن يَـخــطو سَــبْــعـاً ؟
- عــدَن 1986 … إلخ
- الــتَـفَـكُّـرُ في الـنّـصْــرِ
- كونشيرتو للبيــانو والكْلارِيْـنَتْ
- قصيدةُ مَـــديحٍ
- في ثـقــافة التــحريــر - الشأنُ الثـقـافيّ في بـلدٍ محتـلٍّ
- أبْــلَــهُ الـحَـيّ
- هَـلْـوَســةٌ خَــفـيفــةٌ
- الــنَّــمِــر
- عشــرُ موضوعاتٍ عن الماركسيةِ اليومَ
- حــفيدُ امريءِ القيسِ
- طُـــهْــرٌ
- ثقــافة التحــرير - بيان حزب اليسار الراديكالي الأفغاني - حو ...
- الحركة الشيوعية حيّـةٌ في أفغانستان- حزب اليسار الراديكالي ا ...
- ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير
- فرانز فانون وثقافة التحرير
- معروف الرّصافــيّ
- الساعاتُ الأخيرة : روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت
- ذِكرياتٌ من هناك


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - نَـدُقُّ الصّــنجَ العــالي