أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - - العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد- حوار مع المفكر التونسي ، اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في -بؤرة ضوء-- الحلقة الرابعة عشر من - العقلنة والإنعتاق الإنساني -















المزيد.....

- العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد- حوار مع المفكر التونسي ، اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في -بؤرة ضوء-- الحلقة الرابعة عشر من - العقلنة والإنعتاق الإنساني -


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 13:46
المحور: مقابلات و حوارات
    


" العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد" حوار مع المفكر التونسي ، اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في "بؤرة ضوء"- الحلقة الرابعة عشر من " العقلنة والإنعتاق الإنساني "

من رواق الأدب والثقافة


29.هل برايك مازال هناك أعلام نقدية رصينة معروفة بمنجزها النقدي وتاريخ أدبها الرصين في تاريخ الحركة الثقافية العربية ؟

الجواب:
لخطاب النقد الأدبي العربي صيرورة تاريخيّة طويلة نسبيّا, رغم حضورها الباهت في المشهد الثقافيّ العام. و يمكن رسم الملامح العامة لهذه المسيرة من خلال ثلاث مراحل كبرى , بدأت مع بدايات القرن العشرين , و قد اتصفت بتقديم جملة من الأحكام الانطباعيّة الذوقيّة حول محتوى الأثر الأدبيّ و سيرة كاتبه. و مرحلة ثانية امتدت من أواسط الثلاثينات إلى الستينات , و هي مرحلة النقد المتأثر بالنظريات النفسانيّة و المدارس الأسلوبيّة , فالمرحلة الثالثة التي بدأت مع السبعينات و التي طغى عليها النقد بالنظر الى الملاءمة الاجتماعيّة , و ذلك قبل أن يتراجع أمام اتساع دائرة تأثير النظريات اللسانيّة ـ اللغويّة .
هدا على المستوى الكميّ الخطيّ , أمّا نوعيّا فقد عرف خطاب النقد الادبي العربي مرحلتين متمايزتين تمثّلتا في مرحلة النقد الخارجيّ للنصوص عن طريق التركيز على سيرة المؤلّف و ما يعالجه من وقائع و أحداث في كتاباته . و يعتبر هذا الخطاب أقرب للتاريخ الأدبي منه للنقد كمنحى علميّ و أما المرحلة الثانية فهي مرحلة النقد الداخلي التي مع تقدّم الدراسات الألسنيّة بنتيجتها التي يمكن اختزالها للغرض في مقولة " رولان بارط " حول " موت المؤلّف " , انصبّ اهتمام النقد ككلّ العلوم العصريّة على " موضوعه " , ألا وهو النص الأدبيّ , ليعمل على تفكيك بناه و إبراز العلاقات المنطقيّة و الجدليّة الرابطة بين مكوّناته سواء تعلّق ذلك بالقضايا المطروحة فيه " الثّيمات " كالظلم و العدل , و الاستبداد و الحريّة , و الحياة والموت , و الصراع و التواطؤ..., بالنسبة لمدرسة النقد الاجتماعي . ببناء الخطاطات الصوريّة المجرّدة و استخراج أنظمة تركيب القول و تصنيفه بالنسبة لمدرسة النقد الشكلاني .
أما بالنسبة لأعلام النقد الأدبي العربي , فبقطع النظر عن أحكام الجودة و التهافت , فبالإمكان القول أن المرحلة النوعيّة التي خلّصت النقد الأدبي من تاريخ الأدب , قد أفرزت نخبة من النقاد العرب المتخصصين الذين توصّلوا على اختلاف مشاربهم الفكريّة و اختياراتهم المنهجيّة , إلى رسم الحدود الواضحة الى حدذ كبير , للنقد الأدبي كحقل معرفيّ متميّز و قائم بذاته .
و هذه النخبة يمكن بدورها تقسيمها إلى ثلاثة أصناف من النقّاد أو ربما أكثر إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ممارسة ما يعرف بـ " النقد الصحفي " و تعاملنا معه كصنف منفرد .
يتعلّق الصنف الأوّل بالمنحى المهتمّ بالجانب المعرفي و المشتغل على شرح النظريّة الأدبيّة أو المساهمة في تبسيطها أو بنائها و تطويرها . و يشمل كذلك دراسة المذاهب النقديّة من خلال التعريف بآلياتها و مناهجها , و المقاربة بينها و رسم حدودها , من حيث الإحاطة بالأثر و نجاعة الأحكام و النتائج أو القواعد التي تنتهي إليها في سياق ما يعرف بـ " نقد النقد " . و لهذا الصنف ينتمي على سبيل الذكر لا الحصر كلّ من: سعيد يقطين ( تحليل الخطاب الروائيّ ) و عبد المالك مرتاض (في نظريّة الرواية), و محمد القاضي ( في إنشائيّة القصّة القصيرة ) و ميجان الرويلي و سعد البازغي ( دليل الناقد الأدبي ) و صلاح فضل و غيرهم ...
أما الصنف الثاني فيتّجه أكثر نحو ممارسة تطبيقات المذاهب النقديّة المعروفة و خصوصا منها التّيارين الاجتماعي و الشكلاني , على متون الابداع السردي و الشعريّ العربيّ : كجابر عصفور و ياسين الحافظ و يمنى عيد ..., في النقد الاجتماعي , و غنيمي هلال و رشاد رشدي و كمال أبو ديب بالنسبة للتيّار التحليلي اللغويّ .
و هما التياران اللذان احتدم بينهما النزاع في القود الزمنيّة الأخيرة , بحكم التشدد في الانحيازات الفكريّة و الاجتماعيّة للقائمين عليهما .
و أمّا الصنف الثالث فيشمل بعض الحالات الفرديّة الخارجة نسبيّا عن حلبة " نزاعات المذاهب النقديّة " , و إن كان لها بعض التواشج مع هذا الاتجاه أو ذاك بعلاقة مع تجربة البدء و الانطلاق . ويمكن اعتبار هذه الحالات رغم قلّتها تيّارا تجديديّا و بداية نزوع نحو التجاوز و نذكر من أبرز المنتمين إليه : فيصل درّاج في كتابه " التاريخ و تأويل الرواية " و عبدالله الغذامي في " النقد بالنموذج الـتاويلي " و إدوارد سعيد في تنظيرة لـ " النقد الديمقراطي ...
و أخيرا يمكن الالتفات إلى ما اعتبرناه صنفا رابعا و هو " النقد الصحفيّ " , فهو يمثل ظاهرة قديمة و متواصلة و متنوّعة . هي عموما الوجه الظاهر و المتداول لخطاب النقد الأدبي العربي , و إن كانت تتصف غالبا بالتباين الكبير بين النصوص المنشورة بمراوحتها بين الأحكام الانطباعيّة و الدعاية المدفوعة الأجر من ناحية , و الورقات المتخصصة ذات القيمة العلميّة العالية . و هي في كلّ الأحوال ضروريّة لضمان حضور الأدب في المشهد الإعلامي أو لكونه نشاطا للتكسّب و ضربا من التدريب على القول بالاختلاف والتعدد و بالتالي التأسيس للعقليّة الديمقراطيّة المفقودة في أوساط ثقافيّة و اجتماعيّة و سلطويّة لا تزال في أغلبها تعتقد في فكرة امتلاكها للحقيقة الواحدة الأحاديّة ؟؟؟

*
*
30.هناك من يقترف الكتابة في حدائق الساحات العامة والمقاهي لسبب ما قد يخصه ، أو بالحانات ممن يعيشون التوهن ، هل يحتاج الشاعر، أن يمر بهذه المتاهات ، لينضج شعره ؟


الجواب:
أوّلا علينا أن نتّفق أنه لا توجد علاقة استتباع و ضرورة للرّبط بين مكان ممارسة الكتابة و مدى جودتها و نضجها أو تهافتها . و ثانيا فإنّ الكتابة باعتبارها وريثة للقول الشفويّ / الكلام , هي ممارسة مرتبطة شديد الارتباط بالفضاء العمومي , و ربما لذلك نشأ الفكر التنويري الحديث في المقاهي و الصالونات الباريسيّة و اشتهر "الحيّ اللاّتيني بحانات المبدعين كـ " جون كوكتو " الذي عرف عنه تارجحة على ستائر ...
و في البلاد العربّة " تخرّج " بعض أعظم الكتاب و الشعراء من المقاهي و الشوارع و الخمارات و حتى من أوساط الدعارة و الاجرام , مثل محمد شكري ( صاحب الخبز الحافي ) و محمد الماغوط و في تونس الثلاثينات تأسست الحركة الأدبيّة الحديثة على يد فريق من المثقفين الذين عرفو بـ " جماعة تحت السّور " , نسبة على المقهى الذي كانوا يلتقون فيه لممارسة نشاطاتهم الابداعيّة , و لعل من أبرزهم الأديب " علي الدّوعاجي " و هو أول من كتب القصة القصيرة الجديدة و المعروف بأسلوبه الساخر, والذي كان من بين أهم مؤلّفاته رحلة في حانات البحر الأبيض المتوسط ", و غير ذلك من الأمثلة و السّير ...
كما أنّ النزلة الهامشيّة التي حكمت بها الأنظمة العربيّة و المجتمعات على المثقف و المبدع , تجعله يعيش , إذا لم تكن وضعيّته الماديّة ميسورة , في حالة من العوز المزمن , تضطرّه إمّا للتنازل عن تجذير فكره و فنّه و مواقفه من أجل ضمان الاستقرار , أو التدحرج على أسفل درجات العيش و السلوك .
و قد يذهب بنا القول , في شا،ن التعامل مع المبدع و رعايته , إلى التوجّه بالنقد لأصحاب المشاريع التقدميّة و الثوريّة من الأحزاب و المنظمات العربيّة , التي لم تول في أغلبها الاهتمام الكافي بمبدعيها , كما افتقدت غالبا إلى إيلاء الاهتمام في برمجها بالبعد الثقافي. فكان المبدع هو الذي يقدّم للحزب من وقته و ماله و إشعاعه و استقراره الاجتماعي أكثر مما يحصل عليه منه , و قد لا يحصل في مراحل القهر الطويلة في العالم العربي , إلاّ على التتبع و المطاردة و النفي و القتل و التنكيل ... أو يختار هو شراء كرامته بالانتحار ؟؟؟
فعليه و حسب رأيي , ليس سلوك المبدع أو مكان إنتاج النص و هو الذي يحدد قيمة ذات النص وجودته , فكم من نصوص رديئة وعطيّة متحجّرة كتبت في المكاتب الفاخرة و أخرجت في المصنّفات الباذخة , و كم من المؤسسات الأكاديميّة تشكو من العقم الابداعي بالمقارنة مع عدد المبدعين القادمين من الأزقّة الخلفيّة و الفضاءات الحقيرة و المبتذلة ... و الخارجين من جحافل الجوع و التهميش التي يعجّ بها العالم العربيّ ؟؟؟


انتظرونا والمفكر التونسي ، اليساري الأديب نور الدين الخبثاني عند رواق الأدب والثقافة وسؤالنا " 31. أجد أن الشعر هو ضرورة أدبية، في أي مكانة تضعه ضمن الأجناس الأدبية ،كونك تمتهن النقد ؟"- الحلقة الخامسة عشر .



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلن إشهار صمتي
- - الانفلات اللسانيّ و التلاعب اللغويّ - حوار مع المفكر التون ...
- - المثقّف العضويّ وسلطة النص - حوار مع المفكر التونسي ، اليس ...
- - طقوس مشرط النقد الديمقراطي - حوار مع المفكر التونسي ، اليس ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق فقط حيا أو ميتا- ...
- إلى كل عمالك ياسليل الحضارات ياوطني
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيًا أو ميتًا فق ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيًا أو ميتًا فق ...
- ليل مغموس بالهجير
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيا أو ميتا- فقط ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ...
- انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ، حوار مع المحلل السياسي ، وا ...
- وزر الليالي
- - ذروة التمرد و الترهلات الفكرية في قصيدة لم تكتمل - حوار مع ...
- -أدلجة الشعر-و - أنوثة العالم - حوار مع المفكر التونسي ، الي ...
- - الذات الثوريّة ، و تبني الماركسية معارضة هيغل للاأدرية - ح ...
- من أبجديات الهوى
- - كتاب السياسة وصناعة الحدث والتحليل - حوار مع المفكر التونس ...
- - يوتيوبيا - - خارطة الطريق - و- مسلسل إغتيالات - - الإقتصاد ...
- - اقرار الموازنة - و - تقسيم المعارضة -حوار مع المفكر التونس ...


المزيد.....




- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...
- النازحون لا يجدون مأوى في غزة
- غروسي يعلق على محاولة استهداف محطة زابورجيه النووية بطائرة م ...
- أمير قطر يبحث مع الرئيس الروسي قضايا غزة وسوريا والتعاون الت ...
- ترامب يتوقع إبرام اتفاق المعادن مع أوكرانيا -قريبا-


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - - العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد- حوار مع المفكر التونسي ، اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في -بؤرة ضوء-- الحلقة الرابعة عشر من - العقلنة والإنعتاق الإنساني -