أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 08:14
المحور:
الادب والفن
تعرف أنني أقوم مع الجاحظ وأقعد، فهو العملاق الذي أدخلته إلى الجامعات الفرنسية ليرفعها على كتفيه ويدنو بها من عقل العقل الذي كان للمعتزلة في أيامه مئات السنين قبل العقل الإلكتروني، لكنك فاجأتني عندما أرسلت لي روايتك "العجوز" في طبعتها الجزائرية، بمقدمة عن الفساد الفلسطيني قدمت لها بعبارة للجاحظ عن الفساد العباسي، فشكرتك جزيل الشكر، وأنا في خيالي أراك الجاحظ لزمنك، فلزمنه كان الجاحظ الحسام المسلى لِما كان يدعوهم بلصوص النهار وسراق الليل، المتسلقين على الحكم ورجال الحكم، أولئك يعملون على نهب الدولة في النهار، وهؤلاء على نهبها في الليل، وأمثلة هؤلاء وأولئك كثيرة في كتابه "البخلاء"، ولكن فلسفته كانت أخرى، وكانت كونية للنافذ البصر الحاد الذهن الثاقب الفكر، فهي لكل مكان وزمان، ليتقدم البشر، للجاحظ، على الصراع أن يكون بين أشرار القصر وأشرار الطريق، وبلغة اليوم بين الرأسماليين والبرجوازية المتوسطة، وكأن حياة الإنسان تقوم على موته، وتقدمه على تقهقره، وتعاظمه على تهافته، إنه إنسان عصرنا وكل العصور، من العباسي إلى التركي إلى الفرنسي إلى الإنجليزي إلى الأمريكي... وحتى يوم الدين.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟