|
اليهود في الفن الشعبي الليبي
عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 16:45
المحور:
الادب والفن
اليهود في الفن الشعبي الليبي
بقلم/عبد السلام الزغيبي
من أهم عوامل تنوع مدينة بنغازي، يأتي عامل الجذب الذي جعل منها مدينة متعددة الثقافات، أحتضنت كل الوافدين اليها من داخل ليبيا وخارجها، أكثر من غيرها من المدن الليبية، وأستقبلت كل من اثر البقاء والاستقرار في المجتمع الحضري، بدلا عن التنقل والترحال، وتحت سقائف بيوت هذه المدينة، أيضا عاشت الاقليات اليهودية الحرفية ، والاقليات الصناعية والتجارية من اليونانيين والمالطيين والايطاليين والاتراك والكراغلة، وكذلك العبيد الافارقة، الذين أعتقتهم من عبوديتهم، وأطلقت العنان لابداعاتهم. هذا التنوع السكاني الفريد لمدينة بنغازي، كان له الاثر الكبير في ازدهار الفن الشعبي الغنائي، الذي بدأه رواد الاغنية الشعبية الليبية أمثال، (رجب البكوش ،مصطفى المستيري، سالم بشون، عبد الخالق الصابري،الشريف الماقني، عبد الهادي الشعالية، رجب قدورة، وغيرهم)، حيث كانت المدينة ملتقى للشرق والغرب والجنوب المزدهر بايقاعاته المتنوعة. وسط هذا التنوع عاشت اقلية يهودية في مدينة بنغازي، أتخذت من شوارع وسط المدينة سكنا لها وعاشت بين الناس البسطاء في شوارع ( سي علي الوحيشي، والشويخات، وعثمان ابحيح، وبن عيسى، وقصر حمد)، بحسن السيرة وطيب السلوك، والشعور بالامن والامان، وكان لهم مدارسهم،( مدرسة بشارع المهدوي، وأخرى بمنطقة سيدي اخريبيش)، ومعابدهم ( معبد في شارع مختار الصابري، وأخر في شارع سي سعيد). كان للاقلية اليهودية، دورها الريادي، بحكم تحرر افرادها بعض الشئ من العادات والتقاليد (كما اعتقد ) في ريادة الحركه الفنيه. و كان الناس فى بنغازى على سبيل المثال ، ـ ومنذ استيطان هذه الاقلية في مدينة بنغازي، بعد خروجها من الاندلس ثم تونس ومنها الى ليبيا،ــ يستعينون ببعض النساء والرجال من يهود بنغازى لاحياء الافراح، والحفلات الغنائية. برز منهم على سبيل الذكر لا الحصر..، دوخه، كاكى، بن نحاسى،السحنتى،الزقيني، ابن الزقيني، زكي حبيب، حاييم الصغير)، والمطربة والدرباكة المشهورة( بطة)، التي كانت تسكن في حي سوق الحشيش، وتحيى الافراح في البيوت الليبية، وكانت هناك عربة بحصان( عربية )، تنقلها من بيتها الى بيت العرس، بعد ان يتم الاتفاق على الاجر مع زوجها( خاموس)،الذي يقبض الثمن ومعه زجاجة بوخة. ومن بين اشهر تلك الاغاني القديمة التي كانت تغنيها المطربات اليهوديات: انت يا غريفة فيك الضي وفيك لزويل ايعز علي فيك الخوخ وفيك اللي صدره منفوخ لا رضع لاجاب فروخ أو لا رقد في كتره حي ومطلع أغنية اخرى يقول: ناخذ عالمدني ونتوب الغية بعد عزيز ذنوب واغنية اخرى تقول: يا سيدي عمران الوافي لايم بيني وبين اولافي
وحسب الأستاذ السنوسى البيجو، نقلا عن عميد المسرح الليبى المرحوم رجب البكوش فى حديتَ دار بينهما فى مصيف جليانه فى بنغازى عام 1973، عن مساهمة يهود بنغازى في الفن الشعبي، ذكر سي رجب البكوش، انه كان هناك شخص يهودى يدعى (الزقينى )، وهو مطرب ممتاز يغنى فى ألأفراح، وله ابن صغير (عمره عشر سنوات )، يغنى امام والده فى ألأفراح العامره، ويعزف على ألة البيانو،ويقوم بعزف الحان شعبية ليبية، و من اشهراغانى هذا الطفل ع العميم ع لعميم حمره بيضى ياسلام ع لعميم خوذ وجيب تحت الوشكه شى عجيب نحسابه سكر وزبيب لقيته حلوى بر الشام ويضيف البكوش، كان هؤلاء الفنانين اليهود وبخاصة (كاكى) و (والسحنتى) و(حاييم الصغير ) يمتازون بسرعة البديهة فى قرض الشعر ، وخاصة اثناء الغناء ، وكان حاييم الصغير على سبيل المثال ، يؤدى (برول) احدى اغانيه الذى يقول: ....(هلى ناره شاطت في... سخر زوله ياعالي) ويتابع سي رجب حديثه، وكانت لهؤلاء اليهود شهره واسعه، سبقت شهر الفنان على الشعالية، الذى وجد منهم منافسة قوية فى مجال الغناء والفن فى تلك الفترة وفي حديث منشور، للفنان سليمان بن زبلح، أكد أن بدايته الفنية كانت مع الفنانيين اليهود وتلاهم الشعالية، واشار الى عدة اسماء كانت متواجدة في الساحة الفنية في بنغازي انذاك. ومن بين أشهر شعراء اليهود، الذين عاشوا بين مدينتي بنغازي والمرج، الشاعر أربيب كليمنتي الشهير،بـ" أبـوحليقه"، وقد تغنى بشعره الذي يعتبر من فحول الشعر الشعبي الليبي ،العديد من المطربين الشعبيين، ومنهم المطرب الشعبي علي الجهاني:
قصيدة "لابس جديد الرنة"...
ذبلهن غلا لابس جديد الرنة سامرات ما نوم العرب ذاقنه ما نحسبك تنسيني في قولتك في بوي تسوى عيني ديني علي دينك، ودينك ديني نمشي معاك للنار قبل الجنة ولا حسبت رايك عادم ولا تاخذي فيا كلام بنادم ميتين باني ، ما يكيدوا هادم حجايج الخطا ساس الغلا هدمنه وقد استمر دور اليهود فى الناحية الفنية، حتى عام 1967، لينتهى دورهم تماما بعد نشوب الحرب بين أسرائيل والعرب، وهجرة الكثيرون منهم لاسرائيل وبعض الدول الاوروبية. مرجع/ قاموس بنغازي القديمة ( عمران الجلالي)..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات بنغازية: المصورون في بنغازي زمان
-
طرائف الأدباء والفنانين..
-
سامحنا يا شهيد...
-
أدخلوها بسلام آمنين...
-
النوارس وعشق الحياة
-
الدنيا مسرح كبير
-
أحلام زلوط الليبي..
-
علي زيدان .. وحمار عزيز نيسين
-
التجربة اليونانية ... والأزمة الليبية
-
مكتبة بوقعيقيص( المكتبة الوطنية) أول أشعاع ثقافي في بنغازي
-
ليبيا والانتقال السلمي نحو الديمقراطية
-
لا لتهميش وتغييب دور المرأة الليبية..
-
أعداء الثورة.. أعداء الشعب
-
الحلاقة والحلاقون في بنغازي زمان
-
ميراث بورقيبة وميراث القذافي
-
ذهاب الشيرة وعمية البصيرة..
-
ليبيا صارت بلا جدران أو سقف... ليبيا عادت جماهيرية..
-
القتل في -برسس-.. والنوم في -ريكسوس-..
-
نجية التائب... صورة مشرفة للمرأة الليبية
-
السؤال الذي يبحث عن إجابة..
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|