أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - هل استحق السيسى الرئاسة؟














المزيد.....


هل استحق السيسى الرئاسة؟


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذين يرون أن السيسى استحق الرئاسة: بمعى أنه اكتسب الحق فى الرئاسة، لأنه قام بدور محمود فى التخلص من كابوس السيطرة الإخوانية، أذكرهم بواقع من التاريخ القريب عساهم يجدون فيه مغزى. فى الحرب العالمية الثانية قاد ونستةن تسيرتسل بريطانيا إلى النصر، ولا يختلف اثنان فى أنه فعل ذلك بحكمة وشجاعة وعزم.. بعد الحرب مباشرة جرت الانتخابات البرلمانية التى كانت قد تأجلت طوال فترة الحرب ففاز حزب العمال بأغلبية كاسحة وخسر حوب المحافظين، حزب تشيرتشل، حتى فى مراطز القوة التقليدية للمحافظين. لم ينس البريطانيون فضل القائد المنتصر ولا أنكروه ولا تنكروا له، لكنهم أدركوا أن أوضاع المجنمع بعد الحرب تتطلب قيادة ذات منظور مغاير.
فى الحوار الذى أجراه الإعلاميان لميس الحديدى وإبراهيم عيسى أردت أن ألتقط شيئا إيجابيا فى كلام المرشح عبد الفتاح السيسى، لكنى لم أجد شيئا. إن يكن فى كلامه شىء إيجابى فلا بدّ أنه فاتنى. لكنى وجدت بعض المؤشرات السلبية، سأكتفى بالإشارة لاثنين منها تحديدا.
أراد السيسى أن يقدم نفسع فقال: أنا مصرى مسلم. كلنا نعلم أنه رجل مسلم. ليس فى ذلك ما يضيرنى أو يضير أحدا سواى. أما أن يكون رئيسا مسلما فذلك أمر يستحق أن نتوقف عنده. أنا لا أريد رئيسا مسلما ولا رئيسا مسيحيا ولا رئيسا بوذيا ولا رئيسا ملحدا. أنا أريد رئيسا مدنيا لدولة مدنية. والدولة المدنية لا شأن لها بالدين. الدولة الممدنية وظيفتها رعاية الحقوق والواجبات، وأليّاها فى ذلك الدستور الوضعى والقانون الوضعى، أى الذى يضعه الشعب عن طريق ممثليه الذين يُختارون اختيارا حرّا دون النظر لدينهم أو عقيدتهم إنما على أساس رؤاهم وبرامجهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
فى حديثه عما هو مطلوب لإصلاح الأوضاع المتردية فى بلادنا يركز السيسى على إصلاح الأخلاق. كلنا يقلقنا ويحزننا ما نشهده حولنا من من تدهور فى الأخلاقيات والسلوكيات الغامة. لكن ذلك شأن للمجتمع – المجتمع لا الدولة – يعنى به. ألية المجتمع فى ذلك الاستحسان والاستهجان. حين يحسّ عامة المواطنين أن من يحيطون بهم من أهل وجيران وزملاء يحترمون من يتميّز بدماثة الخلق والأمانة والكرم والشجاعة الأدبية، ويحتقرون من يكون على عكس ذلك مهما يكن له من ثراء وسلطان، عندئذ يصبح ذلك هو النوط الاجتماعى السائد. ويشكل كل ذلك فى البيت وفى الشارع وفى تعامل الناس مع بعضهم البعض، ويغذّى كل ذلك ويدعمه الأدب والفن بصورة خاصة. أما إذا توهّمت الدولة أن لها دورا فى ذلك وإذا توهّم الحاكم أنه مسئول عن ذلك فإننا نصل فى ـحسن الأحوال لمهزلة أنولا السادات حين أراد أن يصدر قانونا للعيب، غير مدرك أن العيب مجاله هو ما لا يحكمه قانون، ونص فى أسوأ الأحوال لسطوة جمتعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
حين يتوهّم الحاكم أنه المهيمن على أخلاقيات الناس فإنه يتبنى أو يتقمّص النمط الأبوىّ السلطوىّ ولا يلبث أن يصدّق فى نفسه أنه الحكيم الأوحد وأنه صاحب الحق المطلق بأن يأمر قيطاع، ولن يعدم عندئذ جمهرة المنافقين المداهنين المتملقين الذين يصنعون منه إلها ويفوزون لأنفسهم بامتيازات زمكاسب كهنة الإله.
ملاحظة هامشية أخيرة: حين سئل السيسى كيف سيتعامل مع مشكلة الإرعاب إذا ما فاز بالرئاسة لم يتكلم عما سيفعل بل تحدّث فى رشى عما تم حتى الآن، ومعنى ذلك أن رؤيته لمعالجة مشكلة الإرهاب هى المضى على شاكلة ما كان دون تعديل أو تصخيح. والشاهد على أنى لا أظلمه فى ىاستنتاجى هذا هو دفاعه الحار عن قانون التظاهر المعيبز
أمامنا لا تزال بضعة أسابيع على موعد الاقتراع، وقد يتسع المجال لمزيد من التعليق.
القاهرة، 6 مايو 2014



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الرئيس القادم، مطلب ونبوءة
- الذين يحرثون فى البحر
- لماذا لن أنتخب السيسى
- هل أنا متفائل؟
- كلمة أولية إلى السيسى
- كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى
- الكنيسة وانتخابات الرئاسة
- الواقعية والخيال
- -ألعن من اليهود-
- السيسى والإخوان: تعليق سريع على خبر
- فى الطريق إلى قشل جديد
- تبرير انتهاك الحريات وحقوق الإنسان
- مطلوب من السيسى
- السيسى بع اتضاح الأمر قليلا
- فى الثقافة وإنسانية الإنسان
- على أى أساس نطلب السيسى رئيسا؟
- تهاويم مريض
- رسالة إلى السيسى
- الفريق السيسى رئيسا
- مسكلة تعليم اللغة العربية


المزيد.....




- مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا ...
- حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م ...
- عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح -قسد-
- بروكسل ترد على مطامع ترامب حيال غرينلاند
- العراق.. تريث إزاء المشهد السوري
- تقري أممي يشير إلى فشل في تطبيق قرار تجميد الأصول الليبية
- الشرع إلى تركيا بدعوة من أردوغان
- الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرس ...
- نتنياهو في واشنطن.. هل يستجيب ترامب لمطالبه؟
- مفاوضات وقف إطلاق النار.. -حماس- تتهم إسرائيل بـ-المماطلة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - هل استحق السيسى الرئاسة؟